رسائل مفتوحة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو إسماعيل هنية ويحيى السنوار

عزيزي رئيس الوزراء نتنياهو:
لم تكن المظاهرة الأخيرة للفلسطينيين على طول حدود غزة مع إسرائيل التي تحولت إلى العنف مفاجئة لي أو ربما إلى العديد من الإسرائيليين والفلسطينيين كذلك. هذه المواجهة المأساوية التي أسفرت عن مقتل 120 فلسطينياً لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة. لقد خاضت إسرائيل ثلاث حروب ضد حماس وضربات إنتقامية لا حصر لها ، ومع ذلك لم يتغير شيء جوهرياً.

الشيء المحزن هو أن لا شيء سيتغير حتّى تقبل إسرائيل حقيقة أن حماس هي السلطة الحاكمة في غزة والتي يجب أن تتفق معها لوضع حد لهذا الخراب بلا هوادة. إن سياستك تجاه غزة ما زالت إحتوائية، ولكن إلى أي حد ؟ حماس حقيقة لا يمكنك تغييرها – نعم ، يمكنك قطع رأس قادتها، لكن قادة جدد من نفس النوعية سوف ينهضون بدلا ً منهم. قد يكون هؤلاء القادة متطرفين أكثر بكثير ، ومستعدين لتقديم المزيد من التضحيات وهم يعلمون أنه بغض النظر عن مقدار القوة التي تستخدمها ، فلن تنجح أبداً في إخضاع مليوني فلسطيني إلى أجل غير مسمى. سوف ينهضون مراراً وتكراراً ويموتون لأنّ الموت بالنسبة لهم بشرف أفضل من العيش في العبودية تحت رحمة ما يرونه قوة مقيتة فقدت ما تبقى لها من المساءلة الأخلاقية.

متى كانت آخر مرة تخيلت فيها البؤس المطلق الذي يختبره الفلسطينيون يوما بعد يوم؟ متى كانت آخر مرة حاولت فيها فهم التصرف النفسي والعاطفي للفلسطينيين؟ أكثر من 80 في المائة من الفلسطينيين هم دون سن الخمسين من المواليد تحت الاحتلال ولم يعايشوا يوماً واحدا ًمن الحرية.

أجل، خمسون عاما ً من اليأس والقنوط. خمسون عاما ً من الذل والخضوع. خمسون عاما من الخوف وعدم اليقين. خمسون عاما ً من الحرمان، خمسون عاما ً من التجريد من الإنسانية و الذلّ والإهانة. نعم ، خمسون عاما ً من الإستياء والكراهية والبغض.

عندما يستيقظون يشعرون بالإحباط. وعندما يخلدون إلى النوم يبدأ اليأس يستقرّ في نفوسهم. إنهم يعيشون في خوف وفزع دون أن يلوح لهم يوم أفضل في الأفق. الحريّة بالنسبة لهم هي مجرد كلمة. إنهم لا يرون أنفسهم كمسلحين أو إرهابيين ، بل ضحايا – ضحايا لليوم الذي ولدوا فيه. أسرى الزمان، أسرى مصير مرير، لا يهتمون كثيراً بمن هو على حق أو من هو على خطأ. إنهم يتوقون إلى حياة طبيعية – حياة بكرامة وعزّة.

يا سيد رئيس الوزراء، لقد قمت وبمهارة بغسل أدمغة معظم الإسرائيليين للإعتقاد بأن كل فلسطيني إرهابي وأن حماس هي تجسيد للشر وهدفها الوحيد هو تدمير إسرائيل. وأن حماس غير قابلة للإصلاح أو التغيير، وأنها لا تفهم سوى لغة القوة. أنت تريد عن قصد أن تبقي الظروف في غزة تغلي على نار ٍ هادئة لتبرير سياساتك المتطرفة لإبقاء حماس في وضع مكبّل حرج ويعيش الجمهور الإسرائيلي في خوف.

أنت تتاجر بالخوف ، متعطش للسلطة ، ومن المؤسف أن معظم الإسرائيليين سقطوا في شركك. أصبحوا متهاونين ، غير مبالين ، وغير متأثرين بالرعب المتصاعد أمام أعينهم ، ولكن في حيرة كيف سيشرحون لأطفالهم خمسين عاما ً من الإحتلال والحرمان بدون نهاية في الأفق. إن مقتل ممرضة فلسطينية تبلغ من العمر 21 عاماً يرمز إلى الجانب المظلم من الصراع الدائر. وعلى الرغم من إرتدائها سترتها الطبية ، إلا أنها لم تكن لقناص إسرائيلي سوى هدف آخر للقتل، وقُتلت وهي تحاول إنقاذ حياة أحد المتظاهرين الذين سقطوا.

لقد آن الأوان للحساب ، وحان الوقت لمواجهة الواقع المرير، واقع حماس ومليوني فلسطيني موجودون هناك ولا يذهبون إلى أي مكان. سياساتكم تجاه حماس وقتل الفلسطينيين الذي لا معنى له لم يجلب عليكم سوى الإدانة الدولية. أنت تجعل إسرائيل دولة منبوذة لا تعرف الرحمة ومدمرة لذاتها، وغير أخلاقية.

لقد حان الوقت لأن نكون واقعيين ونواجه الحقيقة ، ووقت للتفكير في مستقبل إسرائيل. حان الوقت لتغيير ديناميكية هذا الصراع. لقد حان الوقت لرسم مسار يمكن أن يضع نهاية للصراع الإستهلاكي والمنهك الذي يقوض أمن إسرائيل ويضعف نسيجها الإجتماعي وأساسها الأخلاقي.

لقد حان الوقت للتعامل مع غزة ككيان فلسطيني منفصل – كيان يمكن لإسرائيل ، بل يجب عليها ، أن تعيش معه بسلام كجيران جيدين ، متعاونين ومزدهرين ويتقدمون معاً. لا ، هذا ليس حلما ً مستحيلا ً. لا يوجد فلسطيني واحد في غزة يعتقد أنه يمكن تدمير إسرائيل. كل عضو من أعضاء حركة حماس يعرف جيداً أن إسرائيل هي هنا لتبقى وأن نوعية حياتهم ورخائهم على المدى الطويل وأمنهم تعتمد على إسرائيل.

لقد آن الأوان لكي يدرك كل إسرائيلي أيضا ً أنه ما دام الفلسطينيون يعيشون تحت الحصار ومحرومين من الضروريات الأساسية ويعيشون على الهامش في آلام وخوف مع احتمال ضئيل لأيام أفضل قادمة ، لن تعرف إسرائيل يوماً سلاماً حقيقياً.

لقد حان الوقت للتعامل مع حماس ليس كمنظمة إرهابية وإنما كهيئة حاكمة تسيطر على مليوني فلسطيني. لقد قلت مراراً وتكراراً إن إسرائيل لا تتفاوض مع الإرهابيين ، لكنك تتفاوض مع حماس بشكل مباشر وغير مباشر. أنت تزّود غزة بالكهرباء والوقود ومواد البناء والمعدات الطبية وتسمح للقوى الأجنبية بتزويد حماس بمجموعة من السلع والمساعدات المالية.

لقد قبلت بسرعة عرض حماس بوقف إطلاق النار لأنك أردت التركيز على التهديد الإيراني. تذكّر هذا ، طالما أن الظروف في غزة لا تتحسن ، فهي مسألة وقت فقط حتّى يحدث الثوران العنيف التالي. يشكل التهديد الإيراني تهديدًا طويل الأمد ، الأمر الذي يتطلب معالجة الوضع المزعج القابل للاحتراق في غزة – وبهذا تقوم بإبعاد حماس عن إيران بدلاً من تقريبهما من بعضهما البعض.

لقد طلبت من حماس أولاً التخلي عن مخزونها من الأسلحة قبل أن ترفع إسرائيل الحصار. رفضت حماس هذا المطلب لأنه يعادل الإستسلام قبل أن تبدأ المفاوضات. والمطلب الصحيح والضروري هو أنه يجب على حماس أولاً أن تنبذ العنف وأن توقف جميع الأعمال العدائية (بإقامة هدنة) ، الأمر الذي سيتطور لمصلحة راسخة سيتمّ الحفاظ عليها طالما أنها تجني فوائد فورية ومستمرة ، وتخلق جواً من الهدوء والثقة المتبادلة يمكن أن يؤدي إلى السلام.

يجب القيام بعملية مقايضة ، حيث سيقابل قيام حركة حماس بتخفيض أو تدمير الأسلحة المزيد من تخفيف الحصار من طرف إسرائيل. يحتاج الطرفان للإتفاق على عملية تفاوضية الغرض منها أولاً إقامة وقف دائم لإطلاق النار وبناء الثقة وإحداث رفع تدريجي وكامل للحصار. وسيوفر ذلك ، على مدى بضع سنوات، الأساس الذي يمكن عليه بناء هيكل دائم للسلام حيث يمكن من خلاله تسوية جميع القضايا الأخرى المتنازع عليها.

هذا هو النهج الأكثر واقعية ، لأنه على عكس الضفة الغربية لا تريد إسرائيل أي جزء من غزة ولا تريد إنشاء جهاز أمني في غزة مثل ذلك الموجود في الضفة الغربية. في الواقع ، من مصلحة إسرائيل التعامل مع غزة ككيان منفصل عن الضفة الغربية. وعلى أي حال ، حماس والسلطة الفلسطينية لا تشتركان في شيء. إنهما لا يتفقان في وجهات النظر إتفاقا ً تامّا ً لا أيديولوجياً ولا سياسياً ، ومن خلال فصلهما بالسعي نحو السلام ، فإنك أيضاً ستسهل المفاوضات مع السلطة الفلسطينية.

إنك ، كما هو الحال مع قادة حماس ، واقع في شرك روايتك القديمة والمتعبة ، تلقون باللوم على بعضكم البعض بسبب المأزق الذي أنتم فيه وترفضون التمسك بالواقع. بالحقيقة ، لا يمكن محاكمة الماضي حيث لا يمكن لإسرائيل ولا لحماس تصحيح أخطاء الأمس ويجب أن يقبلوا حقيقة بعضهم البعض ، حيث لا يمكن لأي منهما أن ينهي وجود الآخر.

تقع على عاتقك أنت ، يا سيد نتنياهو ، مسؤولية مقدسة لإنهاء هذا النزاع لأنه لا يجب أن يموت أي إسرائيلي أو فلسطيني في صراع دموي لم ينجح ولن يحقق أي مكسب ملموس أو دائم لأي من الطرفين.

سوف يتذكرك التاريخ إما كرئيس الوزراء الذي جعل من إسرائيل دولة قوية ومزدهرة في سلام مع جيرانها الفلسطينيين ، أو قوة تعيش بواسطة البندقية وتعاني من الإنحطاط الأخلاقي مع مستقبل غامض. أي تركة ستتركها خلفك، هذا ما تقرره أنت.

رسالة مفتوحة إلى إسماعيل هنية ويحيى السنوار

أعزائي السيد هنية والسيد السنوار.

أكتب إليكم هذه الرسالة في أعقاب المواجهة الأخيرة بين المتظاهرين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي والتي أسفرت بشكل مأساوي عن مقتل 120 شاباً فلسطينياً. أنا أصر على القول بأنه كان بالإمكان تجنب كل هذا الأذى الدموي لو أنكم خلصتم منذ فترة طويلة إلى أن حلّ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يعتمد على إنهاء كل أعمال العنف ولم يعد يحتمل مطالب مثل حق العودة ، هذا مع علمكم بأن هذا لن يحدث أبداً.

لقد تغير الوقت والظروف لكنكم مازلتم عالقين في الماضي ، غير راغبين في تغيير إستراتيجيتكم. للأسف ، ما زلتم تعتقدون أن كونكم متشددين وغير متهاديين هو ما سيعيد لكم حقوقكم ، مهما كان ذلك لربّما مضللا وغير واقعيّاً ، وبغض النظر عن حقيقة أن إستياء شعبكم بقيادتكم يزداد بشدة .

يجب أن تتحملوا المسؤولية عن موت العديد من الأشخاص لأنكم ، بصرف النظر عن رد إسرائيل غير المتناسب والمرعب ، كنتم على علم بأن مثل هذه الدعوة للإحتجاجات الحدودية ستؤدي إلى مقتل العديد من المتظاهرين. إستراتيجيتكم تجاه إسرائيل مفلسة ولم تفعل شيئا ً سوى إلحاق ضرر شديد للقضية الفلسطينية في الوقت الذي يلحق الألم والمعاناة الرهيبة على العديد من الشباب والكبار من العمر دون جدوى.

تجدون الراحة في أوهام تدمير إسرائيل ، لكنها مجرد أوهام لم تقودكم إلى أي مكان. أنتم محاصرون من الداخل ومن الخارج ، تعيشون على معونات مع بطالة مدمرة ، فقر واسع الإنتشار، يأس وقنوط.

لقد سخّرتم يأس الفلسطينيين وحرضتم الشباب على هدم السياج الذي يفصل غزة عن إسرائيل تحت لواء حق العودة. وبصرف النظر عما إذا كان للفلسطينيين مثل هذا الحق أم لا، لم يعد ذلك ذات صلة في ظل الوضع الراهن. لن تسمح أي حكومة إسرائيلية للفلسطينيين ، بغض النظر عن ميولها السياسية ، بالعودة بشكل جماعي لأن ذلك سيؤدي إلى طمس الهوية الوطنية اليهودية للدولة ، التي يريد جميع الإسرائيليين تقريباً حمايتها مهما كانت التكاليف وتحت أي ظرف.

علاوة على ذلك ، فقد أسيء تفسير حق عودة “اللاجئين الفلسطينيين” الذين يعيشون في غزة والضفة الغربية بالكامل على مر السنين. لكن الفلسطينيين اختاروا إطالة سرد حق العودة لأنهم أرادوا إبقاء قضية اللاجئين على قيد الحياة وتبرير مطالبتهم بكامل فلسطين التي كانت تحت الإنتداب.

كل فلسطيني في غزة يعيش في وطنه ، ما لم تعتبر غزة جزءاً من فلسطين. وعلى هذا النحو ، فإن الفلسطينيين في غزة ليسوا لاجئين بأي تعريف. هم نازحون داخليًا ، ويكمن حل وضعهم الكئيب بإعادة توطينهم و / أو التعويض. ما فعلتموه هو أنكم ترسلون شبابكم إلى الموت تحت راية حق العودة الزائفة، وهذا فقط لتسجيل نقاط علاقات عامة.

أنتم تسيئون إدارة مواردكم المالية بشكل ٍ إجرامي. فبدلاً من بناء عيادات ومدارس ومناطق صناعية وبنية تحتية ومساكن، وأنتم في أمسّ الحاجة لكلّ ذلك، قمتم بتبديد مائة مليون دولار لبناء الأنفاق وشراء وتصنيع الأسلحة وتدريب الميليشيات. قولوا لي ، ما الذي يرضي هذا غير كبرياءكم الأجوف ؟

أجل ، يمكنكم إطلاق المئات من الصواريخ على إسرائيل وخطف أو قتل عدد كبيرمن الإسرائيليين، ولكنكم لن تستطيعوا أبدا ً لا الآن ولا في أيّ وقت ٍ في المستقبل الفوز بأي مواجهة عسكرية مع إسرائيل، بل ستعانون فقط من خسائر بشرية ومادية رهيبة تعرفونها جيداً من مواجهات ٍ في الماضي مع القوات الاسرائيلية.

لا يمكنكم المطالبة برفع الحصار وفي نفس الوقت الدعوة لتدمير إسرائيل. لا يمكنكم اللجوء إلى استخدام القوة وشراء الأسلحة وتتوقعون من إسرائيل تسهيل الوصول من وإلى غزة.

لا يمكنكم إثارة أحقاد الجمهور من خلال نشر الدعاية السامة فقط لتغذية الكراهية تجاه إسرائيل ، وتتوقعون من الإسرائيليين أن يعتقدوا أنكم ستكونون على استعداد للتعايش معهم سلمياً.

لا يمكنكم إنفاق ملايين الدولارات على الإعداد العسكري بينما تحرمون شعبكم من الضروريات الأساسية – الطعام ومياه الشرب والرعاية الصحية – وثم ّ تلقون باللوم على الحصار.

لا يمكنكم أن تدّعوا بأنكم ضحايا من قبل إسرائيل بينما تمرّرون في الواقع هذا الشعور بالضحية من جيل إلى آخر، مخضعين شعبكم لحياة من الإهانة واليأس.

أنتم فاسدون، لا لأنكم تسرقون المال أو تعقدون صفقات مشبوهة أو تعيشون حياة مترفة على حساب الفقراء. لا، أنتم فاسدون سياسياً وأيديولوجياً لأنكم تواصلون تعزيز سياسات وأيديولوجية تحرّض على المقاومة العنيفة، بينما تقدمون وعوداً كاذبة بأن يوم الخلاص قريب. ومع ذلك ، يدفع الأبرياء – صغاراً وكباراً – الثمن.

الساعة لا تدق لصالحكم. لقد تخلت عنكم الدول العربية إلى حد كبير. ما زلتم تُصنفون على أنكم منظمة إرهابية من قبل القوى الغربية. أنتم تحصلون على مساعدة ضئيلة من إيران لمحاربة إسرائيل من الجنوب ، فقط لكي تُستغلّون لخدمة مصالح طهران الخاصة في مواجهتها مع إسرائيل.

أنتم محاصرون من قبل دولة عربية شقيقة، هي مصر، بسبب استمرار تطرفكم العنيف والتعصب الديني. أنتم مدعومون من قبل الرئيس التركي أردوغان ، لكنه لا يستخدم سوى محنة الفلسطينيين في غزة لخدمة أجندته الشريرة كزعيم القضايا الإسلامية.

لقد ذكرتم في عدد من المناسبات في الماضي أنكم ترغبون في إقامة دولة فلسطينية بحدود تعتمد على خط وقف إطلاق النار عام 1967. لماذا لا تجعلون هذه السياسة الرسمية لحماس؟

يجب أن تقبلوا حقيقة إسرائيل لأنه لن يأتي أبدا ً اليوم الذي سيكون فيه لديكم القدرة على شن حرب والفوز فيها. لقد بقيت إسرائيل ، ولا تزال ، أقوى قوة إقليمية وأي تهديد وجودي جدي من جانب أي بلد سيكون بمثابة انتحار لذلك البلد.

ما يجب عليكم فعله الآن هو اتخاذ جميع التدابير اللازمة لتغيير ديناميكية الصراع والقيام بذلك تدريجيًا ولكن بشكل دائم لإثبات للمجتمع الدولي بأسره أنكم تنوون إنهاء النزاع مع إسرائيل بطريقة مشرفة من خلال اتخاذ الإجراءات التالية:

العمل الجادّ لإزالة وصمة تعريفكم بمنظمة إرهابية ، وخاصة من قبل القوى الغربية ، من خلال التخلي عن العنف والتعهد بالعمل نحو حل الدولتين ، والذي ما زال الغرب يدعمه بقوة.

أوقفوا روايتكم السامة ضد إسرائيل التي يستفيد منها بشكل ٍ مباشر أحزاب إسرائيل اليمينية السياسية ، مما يسمح لهم بتقديم حجة مقنعة مفادها أنه بغض النظر عن عرضكم في بعض الأحيان لدعم حل الدولتين إلاّ أنكم ما زلتم ملتزمين بتدمير إسرائيل.

الإنخراط في عملية مصالحة أولاً لتعزيز الثقة التي يُفتقر إليها بشكل كبير وترك مجال حلول لاحقة للقضايا الرئيسية المتنازع عليها، بما في ذلك المستقبل النهائي للقدس والتصرف في المستوطنات والحدود النهائية.

وضع حد لعجز إعادة صياغة الماضي الذي يضلل الجمهور فقط ويعزز إفتراضات خاطئة ويثير آمالاً زائفة ويشجّع الأعمال العدائية بدلاً من الحد من التوتر والشك وعدم الثقة.

إنهاء بناء الأنفاق وشراء الأسلحة لتوفير الأموال لتنفيذ عشرات المشاريع العامة ، الأمر الذي سيظهر للإسرائيليين جديتكم للتوصل إلى اتفاق سلام عادل ومستدام يتوق إليه شعبكم منذ عقود.

عرض مستقبل أفضل للجيل الجديد الذي يحلم بالحرية وفرص النمو والعيش حياة أفضل وأكثر إنتاجية من آبائهم بكل فخر.

وفي الختام ، يا سيد هنية والسيد السنوار ، لقد ارتكبتم أنتم والزعماء الإسرائيليون المتعاقبون العديد من الأخطاء القاتلة بتفويتكم الفرص المتكررة لإنهاء النزاع وقبول الواقع الذي لا مفر منه، وهو بأنه محكوم أو مقضيّ عليكم أن تتعايشوا سلميّا ً بشكل أو بآخر.

لماذا إذن لا نختار السلام والوئام الآن بدلاً من سياسات التدمير الذاتي التي لم تفعل شيئاً سوى إعاقة القضية الفلسطينية على مدى جيلين؟ لن يكون هناك أي احتمال لأيام أفضل إلا إذا أدركتم أنه في الوقت الذي تقدم فيه الأوهام بعض الراحة المؤقتة ، فإن الشعب الفلسطيني قد استنفد كلّ قواه ولم يعد يريد العيش والموت من خلال التمسك بأحلام ٍ واهية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here