أداء الحزب الأنتخابي تحت المجهر الجزء الرابع والأخير.

الجزء الرابع والأخير:
*الدعاية الأنتخابية
-لا يختلف أثنان حول أهمية الحملات الأنتخابية في جذب الناخبين للتصويت للحزب ومرشحيه وخاصة من الجمهور غير المتحزب والذي لم يحسم عملية أنتخابه وهو يشكل الغالبية الساحقة من جمهور الناخبين .
-معلوم أن هذه الحملات تحتاج الى مقومات لأدارتها بشكل صحيح لضمان تحقيق نتائج أيجابية ومنها :
– المال حيث الحاجة أليه ضرورية جدأ ولهذا ترًصد مبالغ كبيرة جدأ حتى تجعلنا نتسائل من أين لهذه الأحزاب كمية الأموال هذه (أكيد لو سرقة وفساد لو دعم خارجي).
-السلطة للأستحواذ على مراكز واماكن الدعاية الأنتخابية وخاصة في المؤسسات الحكومية.
-الخبرات الوطنية والخارجية التي تعمل على أدارة هذه القضية مستفيدين من تجارب العالم وما تفعله تلك اللجان التي تدير الحملات الأنتخابية سواء لأشخاص أو لأحزاب.
-كيفية اللعب بأوراق السياسة ومواقفها وما هي نقاط الضعف عند المنافسين لآبرازها أثناء الحملة أو ابراز نقاط القوى لدى الطرف المرغوب سواء السياسية ، العلمية أو التاريخية أو غيرها من النقاط .
*كيف عمل الحزب بهذه القضية؟
– دخول الحزب في سائرون أضعف موقفه كثيرأ بالحملة الأنتخابية كيف :
+ أنهمك الحزب طيلة فترة الدعاية الأنتخابية في الدفاع عن تحالفه مع الصدريين بسبب الأشكالات الكبيرة التي رافقت عملية دخوله هذا التحالف سواء كان هذا الأشكال مع أعضاء الحزب وجمهوره القريب أو الحلقات الأبعد وبالتالي ضاعت فرص أبراز نقاط قوة الحزب.
+دخول الحزب في سائرون حرمه من أبراز قوة تاريخه المجيد قياسأ الى الأحزاب الأخرى وخاصة في محاربة الدكتاتورية أو فيما بعد بمحاربة المحاصصة والفساد كل هذا بسبب الأنهماك في الدعاية لسائرون ككتلة أنتخابية .
+الضعف المالي الكبير والذي أثر بشكل واضح في كيفية أدارة حملة الرفاق الأنتخابية(أحد المرشحين ذكر بأن الشباب الذين تطوعوا للدعاية الأنتخابية له خاست بطونهم من أكل الفلافل يومية) .أقتصرت حملات الرفاق على بعض الصور في اماكن قليلة ورغم ذلك لم تسلم من أيادي العابثين ،ظهورهم الأعلامي الغير مقنع أثناء الحملة مما يستدعي الأهتمام بهذا الموضوع مستقبلأ.
+اللجان التي شكلت لأدارة الحملة الأنتخابية أفتقرت للأحتراف بعملها ولهذا لم تجيد اللعب بالأوراق السياسية جيدأ ولم تحركها في الأوقات المناسبة لأن العمل الأحترافي من ضمن ما يقوم به هو كيفية الأستفادة من الأوراق الرابحة بالأنتخابات بالوقت المناسب لطرحها للتأثير على مزاج الناخب سلبأ أو أيجابأ مثل تحريك ملفات الفساد على ألاشخاص والكتل المرشحين فيها،من المسؤول عن نقص الخدمات في كل وزارة (الكهرباء ،الماء ،ملف سبايكر ،التعليم ….الخ) والعكس بخصوص مرشحي الحزب أي أبراز تاريخهم الجيد ،نزاهة المسؤولين الشيوعيين في الوزارات رغم قلتهم .
-بعد كل هذا هل أستفاد الحزب من دخوله بكتلة سائرون وحسن رصيده الجماهيري وهل أنعكس ذلك بوسع التصويت له أم العكس؟.
-يمكنني القول من كل ما تقدم أن الحزب لم يستعد بشكل جيد لهذه الأنتخابات حيث لم يوفر أدنى مستلزمات كل خطوة أحتاجتها هذه المعركة الأنتخابية ليس لنقص أمكانياته سواء البشرية أو عدم أمتلاكه أوراق اللعب السياسية التي تحتاجها هذه المعركة وانما كانت العلة في قناعة القيادة بأنها القادرة وحدها على رسم كل ما تحتاجه هذه المعركة السياسية ولم تستمع لأراء الأخرين خارج أطارها الخاص سواء كانت الأراء من الرفاق في القواعد أو من أصدقاء الحزب الكثر والذين لم يبخلوا بطرح مبادراتهم بهذا الخصوص وبالتالي لا غرابة بأن تكون نتائج الأنتخابات بهذه الشاكلة التي لا تتناسب وامكانيات الحزب الكبيرة وما يملكه من طاقات بشرية كبيرة تحسده الأحزاب الأخرى عليها.
*لقد خرج الحزب من هذه الأنتخابات وهو يعاني الكثير من العلل التي لن تطيب بسهولة ومنها :
*أهتزاز وحدة الحزب بشكل كبير لم يسبق له مثيل من قبل وحتى القناعة بقيادة الحزب أهتزت بشكل واضح رغم تطبيل البعض بالضد من ذلك بحيث وصل الأحتراب الداخلي من أعلى الهرم الحزبي الى أسفله.
يمكن ملاحظة هذا الأهتزاز من خلال التشنجات الكبيرة في العلاقة بين الرفاق وحتى في فهم أختلاف وجهات النظر لا على أساس أنها وسيلة للتطور بقدر ما هي وسيلة لتخريب الحزب وأتهام الأخرين الغير مؤيدين لتحالف سائرون بأشنع التهم .مواصلة قيادة الحزب نفس النهج الغير مفهوم حتى بعد أعلان نتائج الأنتخابات ومحاولة تشويه الحقائق بحجة أننا فزنا ككتلة ولا يفكرون أن من فاز هو الصدر وتياره الطائفي وليس نحن .كذلك الأمر(أهتزاز العلاقة) مع جمهور الحزب الكبير الذي قاطع الأنتخابات والذي أبتعد عنا بشكل واضح بسبب الدخول بكتلة سائرون.
*ضعف مكانة الحزب أكثر بالساحة السياسية وفقدانه مركز الجذب بالنسبة لقوى اليسار والحركة المدنية .
*مخاطر المستقبل غير المأمون بعد الدخول بتحالف مع طرف طائفي لا يمكن الوثوق بخطواته السياسية وما يحمله هذا التحالف معه من تبعيات ومسؤوليات غير مضمونة.
*يبقى سؤالي الأهم كيف ستقيم قيادة الحزب هذه التجربة ؟
-هل ستكون كمثل التقييمات السابقة الغير مقنعة والتي أفتقدت للجرأة بالطرح؟
-ما هو رأي ودور قواعد الحزب هذه المرة ، وهل ستمر هذه القضية مثل سابقاتها(جبهة 1973،نكسة بشتاشان،ألأنفال والأنسحاب بعد انتهاء تجربة الكفاح المسلح ،الفشل في الأنتخابات الماضية الثلاث )؟
*في أغلب تجارب العالم الأنتخابية عند فشل الحزب بألأنتخابات تقدم قيادته أستقالتها لتعطي للأفكار الجديدة فرصة لتطوير العمل لأنها فشلت في تحقيق هذا التطور ومن منطلق الحرص على تقدم أحزابها وأحترما لقواعد وأصدقاء الحزب وبناء علاقة طيبة تنشد المستقبل لأن معارك السياسة لا تنتهي بالأنتخابات فقط وانما لابد من بناء جسور الثقة للمستقبل للأستعداد للمعارك السياسية القادمة .
*هل ستمتلك قيادة الحزب هكذا شجاعة وتعترف بهذا الفشل أولا لتقدم أستقالتها فيما بعد؟أم ستبقى بمركزها ولا تقر بهذا الفشل وتخلق المبررات له كالعادة لتؤكد أن زمن التغيير والتطور الحقيقي للحزب لم يحن بعد وتشاهد أمامها خروج الرفاق وأبتعاد الجمهور عنه فداءأ لكرسيها؟
مازن الحسوني 2018-6-9

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here