المانيا ترد على العراق بقضية تسلم قاتل الفتاة من سلطات إقليم كوردستان

مازالت قضية تسليم المتهم العراقي المفترض في واقعة مقتل الفتاة القاصر سوزانا ف. إلى المانيا تثير الكثير من الجدل في الأوساط القانونية، فيما كشفت مجلة “دير شبيغل” مزيدا من المعلومات عن رحلة علي ب. إلى السجن الألماني.

استند رئيس الشرطة الاتحادية الألمانية ديتر رومان إلى سابقة قانونية في تبريره لإعادة شاب من شمال العراق إلى ألمانيا للتحقيق معه بتهمة قتل فتاة ألمانية. وذكرت مجلة “دير شبيغل” الألمانية في عددها الصادر اليوم السبت (16 حزيران/يونيو 201) أن رومان أشار خلال مكالمة هاتفية مع وكيل وزارة الداخلية هانز-غيورغ إنغلكه إلى إعادة الحارس النازي السابق جون ديميانيوك من الولايات المتحدة إلى ألمانيا. وكان ديميانيوك فشل في ذلك الحين في دعواه أمام المحكمة الدستورية الألمانية ضد قرار ترحيله إلى ألمانيا، وأدين بعد ذلك بالمشاركة في محرقة النازية (الهولوكوست). ولم تؤكد أو تنف وزارة الداخلية الألمانية هذه النقطة ردا على استفسار لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).

يذكر أن الحكومة العراقية المركزية في بغداد أعربت عن استيائها من تسليم إقليم كردستان العراق للمتهم للسلطات الألمانية، معتبرة ذلك “مخالفة قانونية” لعدم وجود اتفاقية تسليم مطلوبين بين ألمانيا والعراق. كما أعرب خبراء في القانون بألمانيا عن تشككهم إزاء صحة هذا الإجراء. وبحسب منظور الحكومة الألمانية، فإن ما حدث هو ترحيل من العراق وليس تسليم لألمانيا.

وكان المتهم العراقي علي بشار، المرفوض طلب لجوئه في ألمانيا، فر مع عائلته إلى شمال العراق عقب فترة قصيرة من قتله المفترض للفتاة الألمانية سوزانا في مدينة فيسبادن الألمانية. وتمكنت سلطات الأمن في إقليم كردستان العراق من القبض عليه. وقامت الشرطة الاتحادية الألمانية يوم السبت الماضي بإعادته إلى ألمانيا على متن طائرة تابعة لشركة “لوفتهانزا” الألمانية للطيران. ومنذ ذلك الحين يقبع المتهم، الذي اعترف بقتل سوزانا عقب شجار معها، في السجن على ذمة التحقيق. وبحسب التحقيقات تعرضت الفتاة سوزانا (14 عاما) إلى الاغتصاب ثم القتل في أيار/ مايو الماضي.

على عكس ما أعلنته متحدثة باسم الوزارة من قبل، أكدت الوزارة أمس الجمعة أن رئيس الشرطة الاتحادية رومان خرج من طائرته بعدما حطت في العراق. وأوضحت الوزارة أن المعلومات السابقة التي أفادت بأن “الشرطة الاتحادية لم تغادر الطائرة” كان يُقصد بها “القوات التنفيذية” للشرطة؛ أي رجال الشرطة المعنيون بنقل المتهم.

وذكرت الوزارة أن رومان غادر الطائرة مع اثنين آخرين من قيادات الشرطة الاتحادية “لأسباب تتعلق بالبروتوكول”، وأجروا محادثات مع مسؤولين رفيعي المستوى في السلطات الأمنية بإقليم كردستان العراق ووزير داخلية حكومة الإقليم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here