رسالة الى انجلينا جولي

منتظر الزيدي

عذرا انجيلينا

نعتك بعض من ابناء ديني وامتي ب”العاهرة” فقط لانك لا ترتدين لباسنا الديني ووصفوك “بالكافرة” لانك على غير دينهم.

نعم سيدتي في اوطاننا المهدمة ،تهمنا القشور اكثر من الجذور، وتهمنا الاسماء اكثر من الصفاة، ويؤرقنا ما يقوله الناس ، اكثر مما يخيفنا ما يقوله الله.

في اوطاننا، تكثر دور العبادة ،ويقل الايمان ،وفي امتنا تشيد الصروح ويحتقر الانسان، وتقام لدينا مسابقات الطعام، ويكثر الجياع، وتكثر الحروب ويقل التعليم ..

فلا تستغربي حين ترين مسؤولا بكامل اناقته ومسبحته، وعباراته الدينية، يحدثك عن الصبر قرب الاحياء المهدمة …

في بلادنا اصبح النزيه مغفلا، واللص شاطرا والمعتدل متخاذلا والعنصري المتعصب حامي الحمى،، ولا تندهشي ان نعتك احدا بالعهر وانت قادمة للمساعدة ،بينما يصفقون لوزيرة سرقة صحة الناس لانها محجبة، او يمشون خلف مسؤولٍ فاسد، لان علامات السجود على جبينه.اعلم انك تبنيت ِ العديد من الايتام ، بينما لدينا المتحدثون باسم الرب، يسرقون قوت الايتام ويشفطون المساعدات التي تاتي للنازحين. وبينما تصرف المليارات على جعل الناس تذهب الى الانتخاب يلتحف الناس همومهم وينامون بالعراء.

عزيزتي انك جئت للمكان الخطأ ،حيث كل شيء لدينا مرتبط بمؤامرة خارجية.

وكل امر يقوم به انسان ،تقف خلفه الف علامة استفهام، والف علامة تعجب ،والف نظرة شك.

لان الشرف لدى بعضنا يرتبط بقطعة قماش تستر الرأس ، ولا نكترث لشرف الكلمة ،وشرف الخصام، وشرف التعامل ،وشرف المهنة.

نحن يا سيدتي شعوب تحن الى جلاديها ،وتدمن جلد الذات ،ولا تستفيد من اخطائها، ولاتقيم تجاربها . احمد الله انك لا تتقنين العربية ،ولاتهدرين وقتك في الفيسبوك وما شاكله، والا لكنت كرهتي المساعدة ،والانسانية ،والمحبة .

ونحمد الله على وجود امثالك لتعرضي علينا سوءتنا التي نخفيها عن انفسنا باغماض العين ، وعهر طباع البعض فينا الذي كشفته عفتك في مساعدة الاخرين بلا مقابل.

منتظر الزيدي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here