شكوى المواطنون من احتلال الاركيلة للارصفة والاماكن العامة

عامر عبود الشيخ علي
انتشرت في الاونة الاخيرة وبشكل لافت للنظر ظاهرة تدخين الاركيلة، وانتقلت هذه الاركيلات بعد ان كانت مقتصرة في المقاهي والكازينوهات، الى الارصفة والجزرات الوسطية والاماكن العامة، من المتنزهات والمطاعم التي تقصدها العوائل للتنزه ولقضاء اوقات تتمتع بها. وهذا الزحف اثار استياء تلك العوائل معتبرين ان تلك الظاهرة هي تجاوز على حرياتهم وحقوقهم وتلوث البيئة، ولتسليط الضوء على هذه الظاهرة السلبية التقت طريق الشعب بعدد من المواطنين.
حيث بين المواطن بسام جعفر “كان تدخين الاركيلة في الماضي يقتصر على كبار السن، وفي اماكن محددة، اما الان فهي تستقطب المراهقين والشباب وحتى الفتيات، واخذت تدخن على الارصفة وقرب المنازل، مما يحد من خروج العوائل لغرض التسوق او التنزه، بسبب تلك التجمعات الشبابية وصوتهم العالي وتصرفاتهم المسيئة للادب، مبيننا “في الحقيقة اثرت تلك الظاهرة على حركة عوائلنا بسبب انتشارها على الارصفة والجزرات الوسطية وقرب محلات التسوق، ومن الغريب ان اغلب اصحاب تلك المحلات يدخنون الاركيلة في مكان عملهم، مشيرا “لابد ان تكون هناك ضوابط لتحديد اماكن التدخين وكذلك تحديد الاعمار ومنع تعاطي الاركيلة في الاماكن العامة.
وتحدثت الموظفة انسام رعد قائلة “تعتبر ظاهرة تدخين الاركيلة، وخاصة في الاماكن العامة والمتنزهات، من الظواهر غير المقبولة، والدخيلة على مجتمعنا، وانتشرت بعد الاحتلال عام 2003 بسبب البطالة بين اوساط الشباب واغلبهم من المراهقين بسبب تركهم لمقاعد الدراسة، وكذلك الفراغ الذي يسيطر على حياتهم اليومية، مؤكدة “لو كانت هناك مرافق علمية ورياضية وعمل مستمر لما شغل الشاب وقت فراغه في الجلوس في المقاهي والكازينوهات، وامتد ذلك في كل الساحات والمتنزهات.
ومن جانبه بين اسعد باقر صاحب كشك لتدخين الاركيلة ” يرتاد هذا الكشك العشرات من الشباب ونظرا لصغر مساحة المكان، فأننا نستغل الرصيف لجلوس زبائننا لغرض تدخين الشيشة (الاركيلة)، وسعر الشيشة يختلف من مقهى لاخر وهو يتراوح بين ثلاثة الاف الى خمسة عشر الف دينار وحسب النوع، مستدركا “هناك مقاهي تستخدم المواد المخدرة في مادة المعسل المستخدم في التدخين، مما يسبب ادمان الشباب وحصول نوبات هستيرية من الضحك او الحديث بصوت عالي، وهذا يسبب في ازعاج المواطنين والمارة، وخاصة ان اغلب هذه المقاهي تقع داخل مناطق سكنية، لذا نطالب ان تكون هناك رقابة على ذلك.
اما المواطن سعد عبود من سكنة سبع البور بين “كان تدخين الاركيلة وتعاطيها في اماكن محددة لبعض المقاهي، ولكبار السن فقط، اما الان فهي تستقطب الشباب والفتيات وخاصة المراهقين منهم، ويتم تدخينها في الكازينوهات والمطاعم والارصفة، وصارت طقس من طقوسهم اليومية وكأنها حاجة حياتية ضرورية، مضيفا ” بصراحة صارت هذه الظاهرة تزعجنا كثيرا وتؤثر على حالتنا النفسية اذ لم نستطع ان نخرج مع عوائلنا للتنزه والجلوس في الحدائق العامة.
واخيرا تحدث المواطن ثائر عبد الحسن قائلا “لابد من اجراءات رادعة بحق اصحاب المقاهي ومحلات واكشاك تدخين وبيع الاركيلات، لما لها من مضار اجتماعية وصحية اضافة الى تلوث البيئة، وان تمنع اعطاء التراخيص للمطاعم التي تقدم الاركيلات خلال تناول الوجبات، والتي تسبب امتعاض رواد تلك المطاعم ممن لا يدخنون. مستدركا ” كذلك منع الشباب دون سن الثامنة عشر من تدخين وشراء مستلزمات الاركيلة، وفرض عقوبات رادعة على المخالفين اضافة الى رفع التجاوزات على الارصفة من قبل اكشاك تدخين الاركيلة.
واخيرا ان هذه الظاهرة خلقتها انتشار البطالة وانعدام فرص العمل، والضغوطات الاجتماعية وكذلك الوضع السياسي المرتبك، الذي ولد فراغ كبير لا يستطيع الشاب من استغلاله بنشاط علمي او فني او رياضي، ولابد من دراسة هذه الظاهرة ووضع خطط للحد منها وانتشال الشباب من الضياع باتجاه التنمية والتطوير.

 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here