المحاصصة الطائفية بين الشيعة والشيعة!!

احمد العلي.

من يتابع حُمَّى التحالفات الشيعية – الشيعية يتضح له ويتأكد أن الدعوى إلى تشكيل الحكومة العابرة للطائفية والمحاصصة لم يعد يُقصد بها الحكومة التي تضم السنة والكرد وباقي المكونات الأساسية والأقليات القومية والمذهبية بقيادة الشيعة باعتبارهم الغالبية، بل تعني الحكومة العابرة للطائفية والمحاصصة التي تجمع بين الشيعة والشيعة فقط! فشيعة كتلة العبادي لم تعد شيعة كتلة الصدر وشيعة كتلة الصدر لم تعد شيعة كتلة المالكي وشيعة كتلة المالكي لم تعد شيعة كتلة الحكيم وشيعة كتلة العامري لم تعد شيعة كتلة الحكيم ….. وهكذا! فالطائفة الشيعية الواحدة لم تعد، سياسيا، واحدة بل أصبحت طوائف كتل شيعية سياسية متفرقة ومنقسمة ومنشقة، متنازعة ومتصارعة ومتنافسة، مترصدة ومتحفزة ومتوثبة، وأيضا متحاسدة ومتكارهه ومتباغضه! ولابد من أغلبية كتلة شيعية تتقدم على بقية كتل الطوائف الشيعية السياسية. فالكتلة الفلانية الشيعية ستكون هي الغالبية وبقية الكتل الشيعية تصير أقليات شيعية تابعة للكتلة الشيعية ذات الغالبية. ورئاسة الحكومة والمناصب الوزارية كما في بقية المناصب في الحكومة القادمة ستكون على أساس المحاصصة الطائفية الشيعية فقط. فرئاسة الحكومة وبعض المناصب السيادية ستكون من نصيب كتلة الأغلبية الشيعية، وبقية المناصب ستكون من نصيب بقية الكتل الشيعية التي تمثل الأقلية. أما المكونات الطائفية والقومية الأساسية من سنة وكرد وبقية الأقليات فلن يكون لها، ربما، إلا ما يتفضل به عليهم الشيعة المتحالفون في الحكم من مناصب غير سيادية وليست ذات شأن كبير…..!

….. لماذا هذه النية المُبيتة للاستحواذ على السلطة والمال والنفوذ في العراق من قبل الشيعة وحدهم دون غيرهم؟ ربما يكون سبب هذه النية المبيتة أن الشيعة الحاكمون بدأوا يتخوفون أن تفلت السلطة من أيديهم بعد فشلهم في حكم العراق وفساد أكثرهم، خاصة أن أمر بقاءهم أو عدم بقاءهم في الحكم ليس بيدهم على كل حال! ….. وربما أن خزينة العراق المالية لم تعد تكفي جميع اللصوص من شيعة وسنة وكرد الذين اشتركوا في حكم العراق منذ نيسان 2003 وسرقوا المال العام ولا يزالون يأملون في سرقة المزيد، فرأى الشيعة أن يقطعوا الطريق، بتحالفاتهم الشيعية الشيعية، على السنة والكرد بعد الانتخابات الأخيرة للاستحواذ على خزينة العراق وثرواته أو ما تبقى منها بعد أن صار العراق مدينا لصندوق النقد الدولي والدول الأجنبية ونادي باريس وغيره بما يقارب الـــــ 122 مليار دولار قابلة للزيادة في العام 2018، وصار عليه أن يسدد ديونه مع الفوائد لسنوات طويلة مقبلة. ….. وربما أن العراقيين لم يعودوا يأملون خيرا من أي نوع يقدمه الشيعة الحاكمون بعد تجربة 15 عاما من الحكم الفاشل والفاسد، وبدأ سخطهم يتعاظم على حكامهم فرأى هؤلاء أن يتحالفوا فيما بينهم مخافة أن يفقدوا نفوذهم على العراقيين وتدور الدائرة عليهم! ….. وربما هذه الأسباب الثلاثة مجتمعة هي التي تجعل قادة الشيعة السياسيين المتفرقين ….. والمتنازعين ….. والمترصدين ….. والمتحاسدين ….. يتحالفون ” ليوم كريهة وسداد ثغر!!”

بغداد في 24/6/2018

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here