دور المثقف في رفع مستوى الشعب

للمثقف دور كبير في رفع مستوى ابناء الشعب وتحرير عقولهم من كل القيود والاغلال التي قيدتها وغلتها عصور الظلام والاستبداد وتنظيفها من كل الشوائب والادران التي لحقت بها ووضعهم على الطريق الصحيح لبناء حياته وسعادته
فالمثقف هو معلم استاذا للشعوب وللمجتمعات لا شك انه يختلف عن معلم المدرسة واستاذ الجامعة لان تعليمهم تدريسهم يقتصر على فئة معينة وفق اساليب ومناهج مفروضة عليه لهذا يطلق عليهم عبارة اصحاب مهنة كمهنة النجار والحداد والطبيب والمهندس والمدير العام والوزير ورئيس حكومة ورئيس جمهورية وغيرهم من اصحاب المهن المختلفة في الحياة ولا يمكن ان نطلق عليهم عبارة مثقفين وليس من العدل ان نعتبرهم مثقفين الا اذا قرروا تعليم وتدريس الشعوب والمجتمعات
فالمثقف مهمته صنع انسان حر عزيز مهمته تعليم وتدريس كل هؤلاء كل فئات وشرائح المجتمع مهمته صنع شعوب حرة مهمته رفع مستوى هؤلاء الفكري والعقلي وصنع الانسان الايجابي المحب للحياة والانسان وهذه رسالة كل المثقفين في كل مراحل التاريخ صحيح لكل مرحلة ظروفها ووضعها الا ان هدفهم كان واحد ورسالتهم واحدة سواء كان الانبياء الرسل المصلحين الفلاسفة وحتى عصرنا فكل هؤلاء شاركوا وساهموا في صنع الانسان ودفعوه للمساهمة في بناء الحياة وسعادة الانسان
فالمثقف انساني النزعة لا يريد الا الحق ولا يبحث الا عن الحقيقة وهذه الصفات امتاز بها كل اصحاب العقول النيرة والنوايا الصادقة كل محبي الحياة والانسان كل الرسل والانبياء وكل الصالحين والمفكرين والمخلصين لهذا فالمثقف نبي يحمل رسالة حب وسلام ورحمة لكل بني البشر الا ان اعداء الحياة والانسان الذين تظاهروا كذبا بأعتناق هذه الرسالات كذبا وزورا لحماية انفسهم ومن ثم الكيد لهذه الرسالات سرا فشوهوا صورتها وغيروا اسسها وبدلوا مبادئها وقيمها الانسانية السامية وهذا ماحدث ويحدث لكل فكرة نيرة ونهج انساني سليم
فالثقافة لها صورة واحدة لها ثوابت معروفة واضحة لا تتغير بأختلاف الزمان ولا تغيير المكان انها الصدق والنزاهة والمحبة والنزعة الانسانية الصادقة المخلصة التي لا تشوبها اي شائبة الثقافة تعني حرية العقل المطلقة لا يمكن خلق انسان ملتزم ومتمسك بالقيم الانسانية الا بتحرير عقله تحرير كامل والا ليس بمستوى الانسان ومثل هذا الانسان يشكل خطرا كبيرا على الحياة والانسان لو دققنا في كل المفاسد والحروب وكل الكوارث التي حدثت في التاريخ القديم والحديث لاتضح لنا ان سببها اصحاب العقول المحتلة المقيدة
ولو دققنا في كل ما هور خير ومحبة وسعادة ونور في الارض قديما وحديثا لاتضح لنا ان سببه اصحاب العقول الحرة المتفتحة من هذا علينا ان ندرك اهمية العقول الحرة في بناء الحياة وسعادة الانسان وخطر العقول المحتلة في تدمير الحياة وشقاء الانسان وهذه مهمة المثقفين ورسالتهم الثقافية
لا شك انها مهمة صعبة جدا وليست سهلة وخاصة في وقتنا لهذا تحرك المثقف في نشر ثقافته على مستوى الفرد لا يجدي نفعا امام هجمة الظلام والوحشية الجماعية بل يتطلب من كل المثقفين ان يتجمعوا ويتوحدوا في جبهة واحدة وفق خطة معينة واحدة وبرنامج معين واحد ويتحركوا بقوة وعزيمة واصرار وتحدي وفق تلك الخطة وذلك البرنامج وينزلوا الى الناس الى عامة الناس لرفع مستواهم انها الخطوة الاولى رفع مستوى العامة البعيدين عن الحياة ووضعهم في وسط الحياة
فالمجتمع اي مجتمع ينقسم الى فئتين فئة النخبة وهي فئة قليلة جدا تملك كل شي وبيدها كل شي ولها القدرة على فعل اي شي وفئة العامة وهي الاغلبية الكبيرة وهذه الفئة لا حول لها ولاقوة لا تملك اي شي لا مال ولا علم ولا قوة لكن اصبح لها صوت مؤثر في تشكيل الحكومة ووصول المسئولين الى كراسي المسئولية وخاصة في دول مثل العراق اختارت طريق الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية لا شك اذا لم تتغير حالتها اي فئة العامة ويرتفع مستواها الى مستوى المرحلة يمكن للنخبة ان تسيرها وتحركها وفق مصالحها الخاصة اي مصالح فئة النخبة وبالضد من مصلحتها اي فئة العامة
وهنا ياتي دور المثقف والثقافة وهو رفع مستوى هذه الفئة اي الفئة العامة وخاصة في قدسية صوتها واهميته في بناء العراق الحر من خلال اصواتهم التي يجب ان تذهب لمن يستحقه وتأتي يمسئولين اهل شرف وكرامة هدفهم حماية العراقيين وحماية ثروتهم وكرامتهم ووطنهم والعمل من اجل سعادتهم وبناء مستقبلهم
لهذا علينا ان لا نلوم العامة اذا اختارت مسئولين فاسدين لصوص علينا ان نلوم المثقفين قصروا في مهمتهم تخلوا عن مهمتهم
لهذا على المثقف ان يتجه الى العامة لرفع مستواهم ومنع من في نقسه مرض فينقل المرض اليهم وبالتالي يفسد الحكومة ويفسد المجتمع
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here