لمصلحة من ما يجري داخل ألحزب ؟

شكلت عملية دخول الحزب في سائرون والطريقة التي جرت بها الشرارة التي تفجرت بها كل المشاكل التي أعترت العمل الحزبي منذ سنوات طويلة ومحاولة المخلصين من الحزب تصحيح المسار بشكل جيد وبطرق متعددة سواء عبر ارسال الرسائل لقيادة الحزب أو الحديث في الفعاليات الحزبية المختلفة أو الحديث عبر وسائل التواصل الأجتماعي دون ان تسفر هذه الجهود عن نتيجة تذكر بسبب عدم أمتلاكهم قوة القرار المؤثرفي قيادة الحزب وضعف الضغط الكبير لدى القاعدة الحزبية للتاثير على قرارات القيادة ولعدم معرفة كل خفايا العمل القيادي وكذلك الخشية من الأنزلاقات الغير محسوبة خاصة ونحن نرى تشظي الأحزاب الأخرى وقلة وعي البعض وأحيانا أنتظار حسم الأمور داخل الفعاليات الحزبية وهذا ما لم يحصل .
*كثرت كتابات الكثيرين ممن أعترضوا على خطوة الدخول بسائرون ،صاحبها كشف حقائق صادمة من قبل قيادي على الطريقة التي جرت بها عملية التصويت داخل قيادة الحزب ومن ثم ما أختارتهم هذه القيادة في مسرحية الأستفتاء على التصويت لأن الحقيقة هي ان عملية التوقيع في الدخول بسائرون جرت من قبل السكرتير قبل كل هذا .
*طالب الكثيرون بعقد مؤتمر استثنائي لتدارك الحالة الغير صحية داخل الحزب والتي أمتدت للأساءات الشخصية للرفاق ونعت المعترضين بأوصاف غير لائقة ولكن بقي التوجه هو نفسه وكأن القيادة لاتعير اهمية لما يجري ولايعنيها شئ ،فيما واقع الحال غير هذا بشكل كبير لأنها أدركت عدم القدرة على أحتواء التنظيم بالطرق السابقة وبالتالي خططت للتريث في الاقدام على محاسبة المعارضين لنهجها خاصة وان الحزب مقبل على الأنتخابات والمطلوب توجيه الجهود نحو هذا الهدف وكأنه أهم من وحدة وتطور الحزب (واقع الحال هو نعم عند البعض حيث مصالحهم الشخصية أهم بكثير من القضايا الأخرى).
*أنتهت الأنتخابات ولم يحصل الحزب على ما كان يتوقعه من دخوله في سائرون وبدأت عملية المفاوضات لتشكيل الحكومة والصدريون هم الرابح الأكبر في سائرون وبدأوا يتفاوضوا مع الجميع لتشكيل الكتلة الأكبر والحزب خارج الحسابات الأ فيما ندر من الأجتماعات وهو ما حذر منه الكثيرون بأن الصدريين سيستغلون سائرون لمصالحهم وليس لبناء مجتمع مدني تسوده القوانين ويبتعد في تشكيلاته المؤسساتية على المواطنة وليس على المحاصصة ومحاربة الفساد وهذا ما تلمسناه جميعا في دعوة جميع حيتان الفساد والطائفية للأنخراط مع سائرون في تكوين الكتلة الأكبر.
*بعد هذه النتائج المخيبة للأمال ماذا فعلت قيادة الحزب ؟بدل أن تصغي الى صوت العقل وتفتح ابواب الحوار مع الجميع وبطرق علنية وخاصة داخل التنظيم وكذلك خارجه مع الأصدقاء وجلهم هم من رفاق ضحوا خيرة سنوات حياتهم داخل الحزب ولازالوا حريصون على كل ما يفيد ويطور الحزب، تنبري القيادة في أتخاذ الأسلوب الأسهل وهو عدم الأنصات لكل هذه الاراء وأصدار حزمة من العقوبات بحق من تعتقده معترضا على سياستها معتقدة بانها حلت الأمور بالطريقة المثلى ومتناسية أن هؤلاء المناضلين لم يستطع احد من قبل أيقاف نضالهم ضد الخطأ الذي يروه حتى وان كلفهم هذا الموقف ثمن حياتهم ولكم في سنوات النضال ضد الدكتاتورية،بل وحمل السلاح ضدها وما بعدها من سنوات نضالية مستمرة خير مثال .
*بكل الأسف لم تستطع قيادة الحزب أستيعاب الدروس المفيدة من سلسلة الأراء والمقترحات التي نادى بها الكثيرون لأجل تطوير وتصحيح العمل الحزبي لآنها نظرت الى نفسها كونها صاحبة الحق بالتفكير ومن ثم أصدار القرارات التي تراها مناسبة لأدارة العمل الحزبي وما على الجميع من الحزبيين سوى الموافقة وتنفيذ هذه القرارات ومن يعترض لن يستجاب لأعتراضه ويجري وضعه في الزاوية لحين التخلص منه،غير أنها لا تدرك أن هذا الزمن في التفكيروالسلوك ولى حتى وان لم يدركه الجميع الأن لكنه قادم عن قريب لا محالة ومن أدركه ويطالب بالتغيير وليست لديه نوايا سوى صدق الحرص على الحزب لن توقفه طرق التخبط في الحلول ولا استخدام العصا .أن مصلحة الحزب لاتتجسد بهكذا أساليب فردية أو أسلوب مجموعة معينة حتى وان أمتلكت هذه المجموعة قوة القرار بحكم منصبها لكنها لن تمتلك قوة اقناع الأخرين بسبب قلة الحجج والبراهين التي تقدمها للأخذ بقراراتها.
مصلحة الحزب تكمن في الأنفتاح مع بعض والتشاور مع الجميع كل حسب مسؤوليته واتخاذ الخطوات التي تفيد الحزب بعيدأ عن مصالح خاصة لهذا العضو أو ذاك واستغلال كل الوسائل لزيادة اتخاذ القرارات الجماعية لأن الحزب هو للجميع وليس لمجموعة منه والقرار ونتائجه لن يكون تأثيره على فرد بقدر ما يعم الجميع.
*نصيحة الى رفاقي في قيادة الحزب ،الشيوعية هي ليست بطاقة عضوية ،بل هي فكر وأخلاق وسلوك .
– الناس في بلادي تصف الواعين والمثقفين والملتزمين أخلاقيا بالشيوعيين قبل ان تعرف بهم منتمين أم لا وهذا هو الفخر الذي نعتز به .
*لن نمرغ هذا العز والفخر الذي يحفظه لنا الناس في قلوبهم وعقولهم وسنبقى نحافظ عليه حتى وأن لم يعجبكم ما نفعل في سبيل بقاء سمعة الحزب بهذا الشكل الناصع في عقول وقلوب الناس.
*لرفاقي الأخرين ليس لدينا من خيار سوى الحفاظ على أرث الحزب المجيد وتعزيزه بالعمل لخدمة وطننا العزيز وأزالة ما علق به من شوائب من خلال العمل المشترك مع كل من هو حريص على هذا الحزب سواء كانوا داخل الحزب أو خارجه .
مازن الحسوني 3-7-2018

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here