أياد علاوي والخط الأحمر

قلم / ضياء المعيني
الأكثرمن بين السياسيين في العراق أياد علاوي توضع بحقه خطوط تتميز باللون الأحمر فهل السبب في ذلك يعود الى فكر ، مبادى ، مواقف ، إنجازات ، هذا الرجل الذي اثبتت الأيام سعيه الى بناء دولة لا سلطة .. أم هناك اجندات لا تريد للعراق البناء والاستقرار فبدأت تتسابق بعض الدول والاحزاب والكتل المتصارعة على الكراسي والمناصب الذي ظل زاهداً عنها والاقلام الرخيصة المستأجرة تضع الخطوط الحمر وتقف امام النهج الديمقراطي الذي يتمتع به علاوي من خلال رفضه المحاصصة والطائفية السياسية التي أنجبت الاٍرهاب والفساد في العراق ورغم تلك الخطوط ومن يرسمها وغيرها من استهدافات شخصية له ولكل من يعمل بذات الخط الوطني بقى متمسك بمفاهيم ترسخ وتجسد الدولة المدنية دولة المواطنة التي يتساوى عندها جميع العراقيين باستثناء القتلة والارهابيين ، فلن يفرط إطلاقاً بإنجازاته الوطنية التي تحققت بفضل مشروعه الوطني ودعواته الثابتة لتحقيق الدولة المدنية الحديثة التي يتجلى من خلالها العدل والمساواة وسيادة القانون ابتداءاً من رئاسته الاولى للحكومة العراقية التي كانت نموذجاً لبناء مؤسسات الدولة الناجزة والاهتمام بالمواطن العراقي ورغم عمرها القصيرظلت عنواناً للديمقراطية ومثالاً للتداول السلمي ، لم تتمكن الحكومات المتعاقبة على تقديم جزء مما قدمته هذه الحكومة ، وهنا بدء اصحاب الخطوط الحمرانفسهم يرفعون تلك الشعارات الوطنية التي تعد ماركة مسجلة باسم أياد علاوي بعد ان أخذت أصوات اغلب الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية بل وحتى المرجعيات الدينية بكل عناوينها وتمثيلها العقائدي ترى في دولة المواطنة سبيلاً للخروج من النفق المظلم الذي وصل اليه العراق بعدعام ٢٠٠٥ بسبب الحكومات التحاصصية التي تلت حكومة علاوي وللأسف قزمت بناء الدولة وأضعفت النسيج المجتمعي ، والعجيب بالأمر كلما رسموا تلك الخطوط ازداد هو قوة واصرارعلى البقاء صمام وحدة الوطن وأمنه واستقراره ، ولن يتوانى عن الضرب بيده على خطوطهم الخبيثة ، وكل من يحاول استثمار المخاض السياسي للعبث في البلاد، وبمسيرة السلم الأهلي أو تعريض الوحدة الوطنية للخطر، كان يتمسك هو بالحفاظ على أرواح المواطنين والدعوة لحماية مؤسسات الدولة والسعي لتحقيق العيش الرغيد لكل العراقيين ، وتحصين العراق من اَي تدخل خارجي معتبراً تلك هي خط أحمر لن يسمح لأحد بتجاوزه تحت أي حجة أو ظرف أو شعار.
فهل يعقل نضع خط احمرعندما يحذرايادعلاوي الرئاسات الثلاث وكل الكتل السياسية بما يجب عمله قبل الذهاب الى الانتخابات ويجيب الجميع بالإيجاب على رسالته دون الأخذ بتلك التحذيرات والعمل بموجبها الى ان أصبحت العملية الانتخابية في العراق مرفوضة وغير مقبولة من الجميع .. فأين خطوطكم الحمر يا اصحاب الاقلام المأجورة !! وهل يعقل ان قراءات علاوي لما بعد يوم الانتخابات واصفاً العملية السياسية برمتها اسيرة لاوضاع انتخابية تميزت بطعون وخروقات وتزوير وتهديد مطالباً بإجراء العد والفرز اليدوي الشامل أو اعادة الانتخابات وإجراءها تزامناً مع انتخابات مجالس المحافظات واخيراً مطالبة المحكمة الاتحادية بقرار تشكيل حكومة تصريف اعمال بعد دخول البلاد بالفراغ الدستوري وطرحه الفضاء الوطني عنواناً للتحالفات المستقبلية الذي بدء يردده اغلب قادة الكتل توضع تحتها خطوط حمر !!
أيها الجاهلون لم تكن الوطنية التي يتحلى بوصفها علاوي في أي حال من الأحوال ، كيانا مستقلا عن المجتمع العراقي، بل كانت وستبقى جزءا حيا فيه، يتفاعل معه ويمثل أحلامه وتطلعاته إلى وطن سيد حر مستقل، وطن ينعم بالرخاء والرفاه والأمان والاستقرار، وينفرد بمكانته المميزة بين سائر الأوطان. معتبراً الوطنية هي من صلب نسيج هذا المجتمع بأطيافه وتلاوينه وعائلاته وكل مناطقه، ويعمل في سبيل خدمته، بروح التجرد والنزاهة وعلى قدم العدالة والمساواة ، معلناً أن التضامن الوطني عموما والتضامن مع الشعب على الأخص، إنما يشكلان حجر الزاوية في البنيان الوطني الكبير، القادر في أي ظرف من الظروف على مواجهة رياح الأزمات والمحن وتلك الخطوط الحمقى .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here