حديث الواقع المتأزم … جاليتنا مدانة.

بقلم / رفعت الزبيدي

من يراجع معظم كتاباتي في مواقع متعددة ومنذ أن عرفتني الجالية العراقية حاضرا في مناسبات متعددة كنت أدعوا مخلصاً الى عمل وطني مثمر لنا على مستويين، مايخصنا كجزء من منظومة المجتمع الامريكي وأصبحت لدينا إمكانيات علمية واقتصادية يُفترض أن نفعل هذا المكون في أهم دولة قوية عالمياً وهي من المعادلات الصعبة في تغيير الأنظمة ورؤساءها. المستوى الثاني من العمل الوطني نفعل وجودنا الامريكي لخدمة الوطن الأم خصوصا للضغط باتجاه تصحيح مسار العملية السياسية في مراحل متعددة منها ماكانت تعرف بنقدها والدعوة الى تفعيل حقوق الانسان واحترام مبدأ الهوية الوطنية أو الاتجاه نحو اتخاذ موقف معارض للعملية السياسية من خلال دعمنا لحركة الاحتجاج السلمية قبل ثلاثة أعوام واليوم تطورت المواقف والاحداث الى انتفاضة المستضعفين في جنوب الوطن المُعدم. مايدعوني الان الى العودة للكتابة في شأن واقعنا المتأزم هو حالة الخنوع أو الانهزام النفسي في جاليتنا وهي حالة متأصلة لأسباب متعددة تعود في أهم أسبابها من يقدمون أنفسهم بنخبة الجالية أو قادتها والمنافقين من التابعين لحزب الدعوة والمجلس. هؤلاء سبب من أسباب تفرقتنا وتفككنا خصوصا المراكز الاسلامية الموبوءة بعفن عقول من يقودها. عناوين شخصية وليست عامة نحو الوحدة والعطاء . لقد دعوت فيما دعوت وقبل أكثر من خمسة أعوام الى مؤتمر عام للجالية للبحث في واقع مشاكلنا وكيف نتفاعل مع قضايا الوطن ، هم يتصورون أن خروجهم في مظاهرات أو تجمعات يتيمة استعراضية تعني الكثير لكنها مجرد حركات أراها بهلوانية يقودها معمم جاهل وأناني لاتأخذ منه سوى الصراخ وصداع الرأس ولاتخرج منه الا بمزيد من المهازل ومضيعة للوقت ، بل حتى وقبل ثلاث سنوات دعوت الى تأسيس منظمة أو تجمع يستوعب شباب جاليتنا الأكاديمي للاستفادة منه مستقبلا ودائما ماتذهب مشاريعي المعنوية والوطنية أدراج الرياح لأنني أواجه شخصيات فاشلة في نظرتها الاستشرافية لمستقبل مرعب. متى تدركون أنكم مجرد بيادق شطرنج وأنكم لاتفقهون معنى أهمية وجودكم في الولايات المتحدة ؟الان وبعد هذا التوبيخ أو النقد هل يمكن ان نفعل وجودنا وندرك الواقع ونصحح المسار ؟ نعم ان توفر شرطان مهمان الاول معرفة النافع في عقله والوطني في حركته والثاني الخروج من العناوين الشخصية الى الوطنية الكفوءة في فكرها وعملها الإيجابيين. وليست تلك العناوين الزائفة في مجال القيادة أو الاعلام الهزيل ممن يتوهمون أنهم إعلاميين أو أكاديميين بلا رؤية موضوعية سوى التهريج والوجاهة. اما الخطوات التالية فهي تبني ورقة عمل وطنية لدعم اهلنا المغلوب على امرهم . وهذا لن يتحقق في ظل الجو المتأزم داخل جاليتنا . أدركوا أنفسكم اخوتي وحاسبو ضمائركم ان كان لديكم متسع من الوقت

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here