هناك وطن
ريام الشمري
في ذاك الركن البعيد
هناك مساحة جغرافية
تحمل من الألم حد النهاية
هناك وطن
عانى من عهود الشتات وحقبة الفساد
في ذاك الوطن الحزين
كتب كل تاريخه من الألف إلى الياء
بحبر الوجع على دفتر الزمن الرذيل
كل من أتى إليه ينهش لحمه ويمتص دمه
وينهب ثرواته ويستفيد من خيراته
كل من عاش في ذاك الوطن
يكاد يتفطر قلبه كل يوم
حزنا على مايرى ويسمع
من القتل واختطاف وفقر وحرمان
وتجاهل حل الأزمات
وترحيلها إلى المستقبل المجهول
يتجرعون كأس المذلة والمهانة
وسياسة التخدير والبطالة
فمثقفهم يجلس على الرصيف
وجاهلهم يجلس على الحرير
أصبحوا في ظلام دامس
ومستنقعات تكاد تبتلع أحيائهم بالكامل
وجبال من القمامة التي أصبحت تشكل معالم ثابتة من معالمهم
فثار الصغير والكبير والمثقف والأمي
خرجوا في تموز لاهب وشمس حارقة
لكرامة شعبهم ووحدت أرضهم
فنحن أيها الوطن لن نستسلم
سنمضي نبحث عنك
ونكافح معا
ونكتسح الأرض
ونتوج بالعزة والكرامة
سوف تصبح هذه الحياة
بسيطة ونقية وطاهرة
تليق بحضارة وادي الرافدين
وبشعب حر وآبي