(( داعش )) لا زال يعيش بيننا صدقوني !

د . خالد القره غولي :
الهجمات المسلحة والاختطاف التي تستهدف المحافظات الغربية المحررة للتو
( الانبار وصلاح الدين والموصل ) بلغت 83 حالة لم يأتي من فراغ أبداً .. بل كان وراء العمل الإجرامي الإرهابي اللعين جهات وكتل حزبية متعددة لا تريد لتلك ( المدن ) خيراً والكثيرون في هذا ( العالم ) كانوا يعتقدون أن محنة المدن ( الغربية السنية ) ستنتهي بمجرد خروج ( داعش ) من تلك المدن .. وستتحول مدن المحافات الغربية إلى واحة من الرخاء تغري ملايين ( المواطنين ) الذين يعيشون في خارج مدنهم بالعودة مع أسرهم للتمتع بمدنهم واستقرارها واحترام حقوق الإنسان ، ولكن ما حدث هو العكس تماما ، أرقام مرعبة للتعويضات خاصة للمسؤولين الكبار ، ومــــع ذلك لا تخلو التحقــيقات والتقارير الإخبارية تتحدث عن سرقات البيوت والمحال التجارية ودوائر الدولة وعدم توفير الخدمات الأساسية في ظروف مناخية ملتهبة بل أن عائلات كثيرة تقف اليوم أمام مكاتب الرعاية الاجتماعية للحصول على إعانات النازحين والمشردين ، وقد بدا عليهم البؤس والفقر والعوز والمرض ، وهي إعانة لم تصرف لهم , لا نعتقد إن رجال حكومة ( المحافظات الغربية ) السمان وشيوخ الدين الأفاضل وشيوخ العشائر التي تنعم برفاهية ( في بغداد وكردستان ودول الجوار مع عوائلهم ) ومعظمهم اغرق في الوعود بالانحياز إلى الفقراء وتحويل الانبار إلى دبي ثانية ، ناهيك عن الأمن والأمان المفقودين ، سواء بسبب العصابات الإجرامية المسلحة أو القتل , المحافظات الثلاث اليوم تتعرض إلى اكبر عملية نهب وسرقة للدوائر الحكومية وبيوت المساكين المهجرين في التاريخ الحديث ، ومن قبل بعض اللصوص الذين عادوا إليها بعد تحرير البعض من مدنها , وتكفي الإشارة إلى ما ذكره برنامج وكشف بالأرقام والوثائق الرسمية عن سرقة الممتلكات العامة ودور المواطنين ، واثبت إن تلك المحافظات هو أكثر محافظات ( العراق ) فسادا في الوقت الراهن , إما آثار هذا الفساد فنراها واضحة في أبراج وودائع فلكية لعدد من شيوخ المال والجاه من ساسة وشيوخ دين وعشيرة في مدن كردستان العراق و دبي وعمان ولبنان وغيرها ، وشقق ومنازل باذخة في لندن وباريس وبراغ وعواصم أوروبية أخرى ، وكأن هؤلاء أرادوا إن ينتقموا من الشعب الانباري بإفقاره وسرقة ثرواته , فالقانون غائب ، والشفافية معدومة ، وهل يعقل أن يحاسب اللصوص اللصوص ، وما هو أدهى وأمر أن أي شخص ينتقد هذا الوضع الفاسد الذي يجوع شعبا كريما عريقا أبيا ، يتهم فورا بأنه من إرهابي أو من مؤيدي ( النظام العراقي السابق ) من قبل أناس حولوا الأنبار كله إلى مقبرة جماعية , الشعب الانباري ( الان ) يتعرض إلى اكبر خديعة في تاريخه عندما صدق هؤلاء الذين أتوا إليه بالخراب ، والدمار، والفساد ، والقتل ، تحت شعارات الديمقراطية والرخاء والأمان ليجد نفسه بعد ( 15 ) عام أكثر شعوب المنطقة بؤسا وحرمانا , فحكومة ( المحافظات ) تلك لا تهتم بمواطنيها في الداخل أو في الخارج ، وينحصر اهتمامها في توظيف أقارب المسؤولين فيها ، والإغداق عليهم بالمنح وبدلات السفر ، وتدفع رواتب عالية لعشرات الآلاف من المحسوبين عليها ، وإنما كموظفين كبار ، بدرجات ورتب عالية ، وامتيازات مالية ضخمة لا يحلم بنصفها أمثالهم , الشعب يجب إن يحاكم هؤلاء اللصوص ، وكل من أهدر ثرواته ، وأساء استخدام السلطة ، مثلما عليه إن يحاكم أيضا الذين ارتكبوا المجازر الجماعية الجديدة وبزوا كل من سبقوهم في التعذيب والقتل ، تحت حجج وذرائع مختلفة , فعندما يلجأ أطفال ( المحافظات الغربية ) إلى التسول وبيع أكياس النايلون وإعمال أخرى لا أريد أن اذكرها لأنها تستفز مشاعر اهلي في كافة مدن ( الانبار ) في تقاطعات مدن كردستان العراق ، تحت حرارة شمس الصيف الحارقة ، بحثا عن لقمة خبز، فهذه ظاهرة لم يعرفها هذا البلد الكريم الشهم حتى في زمن الحصار الأمريكي الظالم الذي امتد لأكثر من خمسة عشر عاما ، ومن شاهد هؤلاء الأطفال وأسرهم فانه يدرك احد جوانب مأساة
( محافظات الانبار و صلاح الدين والموصل ) مع حكامه ومحتليه الجدد معا

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here