حكم من يتلفظ كلمة الكفر بلسانه..في فكر المحقق الصرخي

الاسلام هو منهج لكل البشر يحمل في صميم معناه الامن والسلام من عقوبات الزمان والابتعاد عن ملذات الدنيا الفانيات والعيش في نعيم رضا الله المنقذ من ورطات الشيطان ومسالكه الوعرة وألحاده الضال
لا يخفى أنَّ الاِيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله هو ذروة العقيدة الحقّة وسنام الدين الاَعلى، مما ينبغي على المسلمين في كل عصر وجيل أن يكون (الاِيمان) هو المقياس الحقيقي للتفاضل بينهم بعيداً عن جميع الاعتبارات الاُخرى التي لم يعطها كتاب الله العزيز قيمة ولا وزناً، وهو ليس شعارًا يرفعه من يشاء، وإنما هو سلوك وأدب وخلق وممارسة تتجسد في حياة الفرد بالحرص الشديد على بغض كل شر وحب كل خير وبثه.
وبهذا فإنّ النصيحة – دون شك – من محامد الأخلاق ومحاسن الصفات التي يتحلى بها الإنسان، ولهذا كان من البديهي أن يحثّ الإسلام عليها ويندب إليها، وقد ورد في الحديث عن رسول الله (ص): “إنّ أعظم الناس منزلة عند الله يوم القيامة أمشاهم في أرضه بالنصيحة لخلقه”
على المسلم أن يتحرى الصلاح عند اختيار أصحابه ، فلا يصاحب إلا التقي الصالح صدوق اللسان عفيف النفس ؛ لأن المرء على دين خليله ، وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بانتخاب الأصحاب على أساس التقوى والإيمان فقال : ( لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ )
وينبغي على العاقل أن يحفظ لسانه، ويتخيَّر ألفاظه حتى لا يقع في المهالك؛ لأنه كما يَستُر الثوبُ الجسدَ، كذلك اللسان يستر عقلَ الإنسان، وكثيرًا ما تسبَّبت فلتاتُ اللسان في الهلاك للإنسان.
ومن هذا المنطلق كان الاستاذ المحقق الصرخي له الدور في التاكيد على الجانب الاخلاقي الاسلامي المحمدي الاصيل فقد بين حكم من يتلفظ الكفر بلسانه وهذا مقتبس من كلامه الشريف جاء فيه :
((ما هو الحكم الشرعي لمن يتلفظ بلسانه كلمة الكفر بالله سبحانه وتعالى في حالة الغضب أو المزاح أو بأي حال من الأحوال ؟ وما هو الواجب الشرعي اللازم علينا عمله عندما نسمع شخصًا يتلفظ بالكفر؟
بسمه تعالى:
أستغفر الله ربي وأتوب إليه ، لا يجوز ذلك مطلقًا وعلى كل حال ، ويجب التدرج بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واستعمال جميع وسائل النصح والهداية ، ولكم الأجر والثواب والرفعة والأمان في الدنيا والآخرة إن شاء الله تعالى .))(( شذرات من فتاوى المرجع الأستاذ ))
للاطلاع على فتاوى المرجع الأستاذ ( دام ظله ) على الرابط التالي :

قد تبرز حقيقة الاِيمان في سلوك عبادي سويّ، من خلال العمل بأوامر الله واجتناب نواهيه والنصيحة لاَهل بيت رسوله صلى الله عليه وآله وسلم. وفي هذا الصدد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أسبغ وضوءه وأحسن صلاته وأدى زكاة ماله وخزن لسانه وكفَّ غضبه واستغفر لذنبه وأدّى النصيحة لاَهل بيت رسوله فقد استكمل حقائق الاِيمان وأبواب الجنة مفتحة له)
احمد الركابي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here