تحية للشعب العراقي المنتفض والمعتصم

اراس جباري
الملاحظ في المشهد السياسي العراقي بعد الانتخابات الفاشلة ان الكتل والاحزاب السياسية الفاسدة تتكلم عن الفضاء الوطني ومحاربة الفساد وبناء عملية سياسية عابرة للمحاصصة والطائفية في حواراتها مع بعضها البعض لتشكيل الحكومة القادمة في حين انها نفس الكتل والاحزاب التي كانت تحكم العراق لفترة الخمسة عشر سنة الماضية .ونفس الكتل والاحزاب الفاسدة التي اتهم قادتها بالفساد وسرقة المال العام بالمليارات بادلة ثبوتية وتقارير من جهات موثوقة وهي نفس الكتل التي رسخت الطائفية وقسمت البلد الى كيانات طائفية .متحاربة .وهي نفس الكتل التي مليشياتها تصول وتجول وترتكب جرائم القتل والاختطاف امام مرأى ومسمع الاجهزة الحكومية المشكلة من هذه الاحزاب الفاسدة والتي تغض النظر عن جرائم مسلحيها مثلما تغض النظر عن سرقات ولصوصية قادتها لقوت الشعب .
ترى هل سيصدق العاقل عن تحول هذه الاحزاب والكيانات الفاسدة بقدرة قادر من كيانات لفظها الشعب لفسادها وقاطع اكثر من 60% من العراقيين انتخاباتهم فهل سيصدق عاقل من تحول هذه الاحزاب من كيانات منحرفة فاسدة الى كتل تؤمن بالمفاهيم الوطنية والنزاهة والاخلاص للشعب والوطن ؟؟؟
فالسيناريوهات والتصريحات التي يطلقها قادة هذه الاحزاب برومانسية سياسة لخداع الشعب لا تنطلي على العراقيين الذين خبروهم لفترة عقد من الزمن والدليل على ذلك الاعتصامات التي قام بها العراقيين في كل مدن الجنوب والتي هي اشبه بانتفاضة وطنية شاملة ..ولكي يثبت العراقيين رفضهم لهذه الاحزاب والكيانات الفاسدة بالبقاء في السلطة صعدوا المتظاهرين والمعتصمين من سقف مطالبهم من .من توفير الخدمات والكهرباء والماء الى المطالبة بازالة الاحزاب والكيانات الفاسدة من العملية السياسية وتغيير الدستور والاتيان بعناصر وطنية نزيهة مخلصة تصلح اثار الدمار التي احدثتها هذ الاحزاب الفاسدة في البلد ..ولكي تعيد الى العراق مكانته الاقليمية التي عرف بها
لقد اوصل الشعب العراقي رسالته الى هذه الاحزاب بشعارات واضحة عبر اعتصاماتهم وحرق مقراتهم بأنهم غير مقبولين من قبل الشعب العراقي فالأولى بهم ان يغادروا السلطة ويفسحوا المجال لعراقيين صالحين مخلصين للبلد ليحكموا البلاد ويصلحوا ما افسده هؤلاء المنحرفين
لقد كنا نقرا في مواقع التواصل الاجتماعي انتقادات للشعب العراقي واتهامه بانه مهمل لمهامه الوطنية وانه في غفوة وسبات وتارك الحبل على الغارب للفاسدين ولصوص السلطة غير ان الاحداث الاخيرة اثبت عكس ذلك ..وان العراقيين اعادوا ثقتهم بشعبهم الاصيل بعد يأس طويل رغم ان لجماهير الشعب العذر لعدم القيام بمواجهات مع حزاب السلطة بسبب استقواء هذه الاحزاب باجنحتها المسلحة والمليشيات وقد اثبتت الاحداث صحة ذلك من جملة الاعتقالات ومواجهة جماهير الشعب بالرصاص الحي ..
فتحية لكل عراقي شهم عبر رأيه بشجاعة عبر اعتصاماته وتحية لكل منظمات المجتمع المدني وناشطيها الذين قادوا هذه التظاهرات
عاش العراق
وعاش الشعب

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here