هل نجح اهل الخارج في قيادة العراق ؟

سؤال بحاجة الى اجابة صادقة متجردة من العاطفة والولاء قريبة من الواقع الذي نعيشه منذ خمسة عشر عاما .وللاجابة عليه لابد من الوقوف امام محطات كثيرة لبيان ماتحقق وما كان مؤمل ان يتحقق .

حصل التغيير في 9 /4/2003 بنهاية الهجوم العسكري الذي شنته الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها على العراق بحجة نزع اسلحة الدمار الشامل والتي ثبت بطلانها بعد حين ,وتغير النظام وجيء باناس واسماء كنا نسمع عن بعضهم بانهم كانوا من معارضي النظام السابق وجاءت معهم احزاب يقال ان لها تاريخ في معارضة الوضع السابق رغم تحفظي الشديد عليهالانها كانت عبارة عن عصابات وقطاع طرق لم ترقى ابدا لتكون معارضة سياسية ,وبدات حياة سياسية جديدة كنا نامل انها ستكون احسن من سابقتها وبدا الكلام المعسول والوعود بحياة رغيدة هانئة وامنة وان العراق سيصبح في مصاف الدول المتقدمة صناعيا وسيكون اللاعب الاقليمي الاول في المنطقة لتحقيق التوازن الاقليمي المفقود واستبشرنا خيرا ولكن ماذا كانت النتيجة بعد هذه الفترة غير القصيرة في عمر السياسة ,كذب في الكلام والوعود استنزاف لطاقات العراق البشرية والاقتصادية وتحويل الرساميل المالية الى الخارج بطرق متعددة منها السرقة وحشر العراق في صراعات اقليمية لم نجن منها الا قتل ابناءنا وتخريب بلدنا ,تبعية مع الاسف لدول كانت تحلم بان العراق يصبح صديقا لها ,ضياع القيم والمبادىء التي تربى عليها الشعب منذ القدم ظهور سلوكيات جديدة لم نالفها سابقا كالعلاقة داخل الاسرة ومع المجتمع ومع الاطياف المتعددة داخل البلد فظهرت الطائفية المقيتة التي اكلت الاخضر واليابس والقومية العنصرية بين العرب والاكراد وتمني زوال الاخر ,زيادة في نسبة الفقر والديون بشكل غير معقول كل هذا وقيادة البلد تدعي العدالة والمساواة علما ان كل القيادات اتت من خارج البلد وبعد ان كانت تعيش على فضلات الدول المستضيفة لها اصبحت تنعم بكل خيرات البلد فسرقتها وجعلت كل حاشياتها من اهل الخارج الذين لايفقهون شيئا عن العراق واهله تتنعم ايضا بالخيرات واوكلت كل المسؤوليات الهامة لمن اتى من الخارج فالمخابرات والامن والخارجية والداخلية والمالية ورئاسة الوزراء والجمهورية ورئاسة البرلمان بايدي اهل الخارج كذلك الاغلب من الدرجات الخاصة مدير عام فما فوق بايديهم ورؤساء الهيئات المستقلة بانواعها لهم اضافة الى ذلك سلموا البنك المركزي لاناس غير مهنيين تسببوا بضياع احتياط العراق من العملة الصعبة وكشفه امام العالم ,واستمر مسلسل الاخفاق الى ان وصل الى تسليم ارض العراق للجماعات الارهابية من داعش وامثالها مقابل البقاء في السلطة وكراسيها ودفع العراقيون الثمن غاليا في تحرير الارض من الارهاب وسرق السياسيون النصر ونسبوه لانفسهم وهم الذين تنعم عوائلهم بالمال والجاه ويعيشون خارج العراق باحسن الاحوال ولم يشترك احد منهم في كل مشاكل ومعارك العراق ,وعندما تسالهم لماذا لاتعهدون لابناء داخل العراق باستلام اي مسؤولية يقولون ان كل اهل الداخل عملاء للنظام السابق ولايستحقون اي نوع من انواع الحياة الهانئة وعليهم دفع الثمن .

هنا اقول ولااريد ذكر الكثير من مناقبهم السيئة اقول اين انتم من معارضة النظام السابق كلكم بلا استثناء لديكم اصول اجنبية وجنسية اجنبية تدينون بالولاء للدول التي آوتكم وكانت تحتقركم لانكم تركتم بلدكم ولم تغيروا حاله ثم اين انتم من العراقية والاصول العربية وانتم تتباهون بتبعيتكم لدول تاذى العراق بسببها وفقد كل غال ونفيس من موارده ثم فضائحكم الاخلاقية التي تزكم الانوف وهي مستمرة الى اليوم وكلكم تدعون الوصل بالدين وبالعبادة ,وقبل ان انسى خشية ان يتحرر العراق منهم ويلفظهم الى خارجه عمدوا باجراء حقير وذليل وخسيس بربط عصب العراق الصناعي النفط بشركات اجنبية تتحكم في عمليات انتاج النفط وتصديره حتى يضرب اي وطني يفكر بالانقلاب على طاعة الدول الاقليمية والعالمية المستفيدة من وضع العراق الراهن .

العراق اليوم يمتلك ولايزال طاقات بشرية واقتصادية هائلة وان تم تعطيلها بفعل فاعل وهو قادر على العودة لسابق عهده في النمو والتطور في ظل نظام يصنعه لنفسه يحترم جميع شرائحه واطيافه واديانه وقومياته ويسير بهم الى العدالة الاجتماعية بلا تفريق وتمييز بشرط توفر الارادة الوطنية الخالصة التي تؤثر الوطن على الذات وتعمل لاسعاد البلد لا لافقاره كما يعمل ساسة اهل الخارج في الداخل العراقي ,ومع الاسف ان كل انتخابات تجري خلال الفترة السابقة نرى ابناء البلد يتسابقون لانتخاب نفس الوجوه الكالحة الاتية من الخارج تحت ذرائع واهية الدين والعرق والمذهب والطائفة والحزبية الضيقة مما وسع الهوة بين التقدم العالمي والتخلف العراقي ,وقد سعى الكثير من ابناء العراق الغيارى ومثقفيه على توضيح هذه الحقائق لكل الناس ولكن يصطدمون بالمال السياسي والغش الفكري ,واليوم وبعد الحرمان والتعب الذي عاشه الشعب العراق خرج ليعبر عن رفضه لهذه السياسات الظالمة فاستقبلته الحكومة باكاذيبها المعتادة وهدات روعه وحماسته وستعيده بفضل اذنابها المنتشرين بين المتظاهرين وممن سيحولون بوصلة التظاهر الى منافع خاصة ومصالح متحققة ستعيده الى سكوته السابق بكذبها وخيانتها للامانة .

الايستحق هذا الموضوع النظر فيه والبحث عن ابناء المعاناة الذين عاشوا داخل العراق بكل فتراته لينقذوا العراق من محنته واعادته الى وضعه الطبيعي سؤالي الى الشعب وليس الى الكاذبين من سياسيي الخارج تحياتي .

قاسم محمد الحساني

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here