موازين القوى في عالم متعددة الأقطاب

المتتبع لإحداث الجارية اليوم على الساحة الدولية ،حقيقية فرضت نفسها على ارض الواقع وليست بحاجة إلى دليل أو تفسير ،أنما هي واضحة كوضوح الشمس في شهر أب،إن كفة موازين القوى لأغلب الدول العظمى ليست مستقرة و غير متوازنة ، بمعنى أخر لا توجد قوى مطلق لأي دول في مجال ما ، الكل تقريبا متساوي في ظل عالم متعددة الأقطاب لدرجة كبيرة جدا،بعد أن كان العالم محكوم من قوة عظمى تفرض سياسيتها دون اعتراض من إي طرف واحدة ,لان لديها قوى لا تضاهيها إي قوة أخر في مختلف الجوانب,وان وجدت فان عددها لا يتجاوز أصابع الكف الواحد .
ولكي نثبت هذه الحقيقية اختلال موازين القوى العالمية في ظل علم متعدد الأقطاب ، ففي مجال التسليح والتدريب والاستعداد العسكري ، نجد اغلب دول العالم اليوم تمتلك ترسانة عسكرية ضخمة وهائلة ،وتبذل جهود كبيرة جدا من اجل بناء مؤسساتها العسكرية ، وتنفق سنويا مليارات الدولارات لغرض التسليح والحصول احدث المعدات والأسلحة المتطورة الحديثة ، وتدريب قواتها بمختلف الصنوف والتشكيلات بأحدث البرنامج العلمية والعملية،هذه الصورة تنطبق على كثير من الدول وحتى دول عالم الثالث .
بينما الدول العظمى مثل أمريكا وروسيا والصين وبريطانية ذهبت إلى أكثر من ذلك بكثير ، فان ترسانتها العسكرية في تزايد غير مسبوق وليس له حدود في مجالات عدة ، والاتفاقيات الدولية التي تمنع انتشار الأسلحة النووية والجرثومية وغيرها التي تحاول تحد منها ، أصبحت حبر على ورق ، والمنظمات الدولية وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة تقف عاجزة إمام هذا البركان الهائج , و رغم مطالبها المستمرة بوقف هذا الأمر ، إلا أنها لا تجد إذن صاغية من أعضائها الدائمين ، الكل يتسلح بكل الأسلحة المحرمة دولية وغير المحرمة ، ويعلن عنها فلن تعد هناك سرية ، أو إن طرف انتهاك المواثيق الدولية ،لان أصبحت من الماضي البعيد ، وتراكم ترب الأيام عليها بعد مضي الدهر عليها ، والمصيبة العظمى الكبار من سنها وعقابه من خالفها ، و اليوم هو من يخالفها لأننا نعيش في عالم متعددة الأقطاب وموازين القوى قد تغيرت .
انكسرت القيود الدولية ولا توجد عقوبات أو محذورات ، شراء الأسلحة مهما يكون نوعه كميتها خطورتها مباحة للكل وليست محرمة أو ممنوعة ، ما على الدول إلا دفع المبالغ أو تعزيز العلاقات السياسية والتعاون مع احد الكبار،أو الدخول في لعبة التحالفات الدولية المشتعلة بين أمريكا وروسيا،ومنظومة أس 400 الروسية أصبحت متاحة للكثيرمن الإطراف .
دول( لا تشمل العظمى ) كثير تتخوف من العقوبات أو لا تتجرا على التصنيع من اجل الحصول على أسلحة متطورة ، أو ليس له إمكانيات مادية أو علمية للتصنيع ، لنجد كثير منها بدء يصنع وينتج دون قيد وشرط ، ولا تتوقف عند حد ما ، وبدليل الصواريخ المتطورة ومنها العابرة للقارات أو قادرة للوصول إلى أهداف بعيدة المدى ، وله تأثير كبير على العدو، مع أسلحه أخرى مصنعة محلية ومتطورة ، وهذا من جعل كثير من الدول تحسب إلف حسب قبل شن حرب عليها ، وهذا الحالة لم تكون موجودة في السنوات الماضية .
موازين القوى في عالم متعدد الأقطاب متعددة ولا تقتصر على جانب الأسلحة والمعدات ، وحتى في مجال القوة الاقتصادية وهو حديثنا للمقالة القادمة إن شاء الله .

ماهر ضياء محيي الدين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here