طريق الشباب (حلقة ثقافية) ـ حرية العقيدة !

* د. رضا العطار

كانت الحكومات الاوربية في القرون الوسطى تقيد التفكير و تمنع حرية الرأي او العقيدة.

بل كانت احيانا تعاقب المخالفين الذين يصرحون او يلمحون بارائهم او عقائدهم. وكانت تحرق الكتب التي كانت تزعم انها تخالف العقائد العامة.

ولكن اوربا انتهت الى حرية الرأي والعقيدة بل ان معظم حكوماتها قد فصل الدين عن الدولة، حتى لا يتحيز ساستها لاحدى العقائد.

وقد اخذت بعض الامم الشرقية بهذا النظام وجعلت الرأي مباحا والعقيدة حرة. كما فصلت الدين عن الدولة، ففتحت الطريق لابنائها الى المستقبل.

وربما كانت الهند اعظم هذه الدول الشرقية في الاكبار من حرية العقل في العصر الحديث إذ ان دستورها الجديد ينص على عقوبة من يؤمن بالنجاسة. او يمنع (المنبوذين) من الدخول في المطاعم او المدارس او المسارح.

لكن حرية العقل لا تحتاج الى نصوص القوانين التي تصدرها الدولة فقط ذلك لاننا جميعا نرث من التقاليد الفكرية والمركبات العقائدية وغيبياتها ما يشبه العقد النفسية التي تحول بيننا وبين النظر الحر والتفكير السليم. فإذا لم ننتبه الى هذه العوائق وننفضها من عقولنا فانها ترسخ في نفوسنا، وتقفل بوابات التفكير الحر، كنا نستطيع ان نفتحها. ونتطلع بها الى آفاق جديدة. من الابتكار والتغيير والتطور. وايضا زيادة الروابط للاخاء البشري. وهو الاخاء الذي مع الاسف تفصمه العقائد والاديان.

ولذلك مع ان الهند قد كفلت حرية الرأي والعقيدة لرعاياها، فإن الملايين من الهنود لا يزالون مقيدين بالعقائد الموروثة. التي تحبس عقولهم وضمائرهم في سياج.

وكلنا مثل هؤلاء الهنود الى حد ما وقد ورثنا عادات ذهنية وعقائد خرافية سخيفة تتصل بالمجتمع وهي بمثابة الجدران الكثيفة التي تمنعنا من التفكير الحر.

ولذلك يجب التخلص من هذه القيود الموروثة، نبعدها عن انفسنا.

*) مقتبس من كتاب طريق المجد للشباب للعلامة سلامة موسى.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here