مختصون بصناعة الأمل والابتسامة

في مواسم انكفاء الحكومات وعجزها عن تقديم خدمات لمواطنيها، وعدم قدرتها على إدارةشؤونها. في هذه المواسم يشعر الوطن والمواطن بالاختناق بدخان الاهمال والجوع والفجيعة. لم يغاد گودو أسوار المنطقة الخضراء برحلة للبحث عن كنز ليوزعه على فقراء العراقيين، مع ذلك ظل اغلب العراقيين ينتظرون منذ خمسة عشر عاما ان يشق گودو جبهة اللصوص ويعود إليهم محملا بمحطات توليد الكهرباء ومفردات الحصة التموينية ومحطات تحلية المياه.كأنهم ينتظرون مطر صيف يسقي زرعهم، ويملأ أنهرهم، ويسقي عطش دوابهم. ينتظرون حدوث معجزة لتعيد صناعة الأمل ورسم الابتسامة على وجوه ذبلت وشفاه شققها العطش الانتظار بالعراء.

البحث عن النقاء في ظلام اللصوصية الدامس شيء صعب، والأصعب ان تجد من بين كل ذلك الركام وهذا الخراب ولهيب نيران الوطن المحترق، ارواح صقلتها الآلام الناس وحرائق الوطن. أشخاص نافس بريقهم لمعان الماس.

اكتب عن عراقيين هما جمعة عليوي وكريم جسر من رابطة مبدعي الثورة. ملأوا صفحات التواصل الاجتماعي لفقراء مدينة الثورة نشاطا مميزا. تعدى نشاطهم حدود مدينتهم ليعبر بغداد باتجاه محافظات اخرى. لا يملكون الأموال ليغدقوها على الفقراء والمحتاجين، ولا يملكون المناصب الحكومية ليوزعوا الوعود على المنتظرين.

جمعة عليوي وكريم جسر احرقوا الشعارات الحكومية ووعود الساسة وحولوا رمادها الى هدايا نقدية وعينية ووزعوها. مرة تراهم عند أسرة محتاجة، ومرات عند مرضى لا يملكون ثمن دواء، وزيارات متواصلة لدور المسنين، يوزعون عليهم الأمل والفرح وهدايا بسيطة تشمل الألبسة وبعض المتطلبات الاخرى. يقيمون للمسنين والأيتام والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الولائم. يأخذون مجاميع من الأطفال المحتاجين الى بسمة واهتمام الى مدينة الألعاب، يقومون بدور الأب الحنون.تنوع نشاطهم ففي المقاهي الشعبية أنشأوا المكتبات، ودعموا كل مبادرة تصب بخدمة فقراء الوطن.

رأسمالهم سمعة طيبة وعمل دؤوب.

لامست أعمالهم الخيرة قلوب المحتاجين، لأنهم شرعوا بالأفعال وتركوا الاقوال للساسة، بأفعالهم قتلوا روتين اليأس والانتظار، وزعوا ورود الأمل في صحاري نفوس غادرها الفرح منذ زمن.

داسوا الطائفية وقصدوا ارامل من الرمادي، تعلمن الخياطة في مؤسسات الدولة وعجزت الدولة وساسة الشيعة والسنة من توفير مكانات خياطة لهن. بعدما وصلت مكانة الخياطة لهن قالت إحداهن: (أني اشعر انني ولدت من جديد). بعملهم يطبقون مضمون الحديث الشريف:(خير الناس من نفع الناس).

يرفضون الدخول تحت خيمة حزب أو جماعة دينية. ويرفضون ان تجير نشاطاتهم لأي مسمى حزبي أو ديني.

سألت عن مقرهم: (قالوا لا نملك مقرا ولا إمكانية مادية لدينا كي نؤجر مكانا ليكون عنوانا ومقرا لنا).

يجتمعون في الكازينوهات أو المقاهي. سألت عن مصادر تمويل نشاطاتهم قالوا: (عندما نعلن عن حالة بحاجة الى مساعدة يبادر أهل الخير بالتبرع ونحن وسطاء فقط. المتبرعون لنا هم من عراقيي الداخل والمغتربين). يحصلون على التبرعات من أغنياء يرفض معظمهم ان يشار إليهم أو تذكر أسماءهم.

الحكومة مطالبة بدعم الرابطة التي لم تتقدم للتسجيل كمنظمة إنسانية أو رابطة ثقافية لدى الدوائر الحكومية المختصة، مع ذلك، ان ما يقومون به من نشاط ربما يعادل نشاط الكثير من منظمات المجتمع المدني العراقية التي تمولها الدولة.

ادعوا المتمكنين ماليا من عراقيي والداخل والخارج ان يسهموا بدعم نشاط الرابطة، الوجه النقي والمشرق للعراقيين في زمن الدخان والتلوث ولصوصية الساسة.

(ان فعل الخير هو أفضل عبادة ممكن ان نقدمها لله) فولتير

حسن الخفاجي

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here