هل حان وقت تعديل المسار ؟

أعتاد الحزب الشيوعي العراقي بعد كل أنتخابات وحصوله على نسبة ضئيلة جدأ من الأصوات كتابة الجملة التالية (أن نتائج الأنتخابات لا تعكس الثقل الحقيقي للحزب بالشارع السياسي العراقي).هي حقأ لاتعكس ثقل الحزب ولكن لماذا يحصل هذا وفي كل الانتخابات ؟
لم تتوصل قيادة الحزب للعلة الحقيقية وبقيت تتشبث بالعوامل الخارجية (وعي الناخبين،قانون الأنتخابات ،ضعف الأمكانيات المادية ……….الخ) دون أن تلتفت للعوامل الداخلية التي هي العامل الحاسم بهذه النتائج وما العوامل الخارجية الأ جزء مكمل لأسباب هذا الأخفاق المتكرر.
الأنتخابات الأخيرة ودخول الحزب بكتلة سائرون أفرزت وقائع لم يعيشها الحزب من قبل وتمثل جزء منها في :
-صراع كبيرفي قيادة الحزب صاحبه شرخ واضح تمثل بخروج عضو م.س من المركز القيادي وكذلك في قواعد الحزب وقدم البعض أستقالات علنية .
-أحتكرت قيادة الحزب كل التحرك الذي صاحب عملية الدخول بالتحالف ورسم مسار هذا التحالف وكان دور بقية أعضاء الحزب هو فقط الأنصياع للقرارات العليا.
-التحالف لم يقنع الكثيرين من الرفاق وأصدقاء الحزب مما دفعهم لرفضه واتخاذ مواقف مختلفة للرفض.
-كمحصلة نهائية الوقائع أثبتت عدم حصول دراسة جيدة لدخول الحزب بهذا التحالف .
*من كل ما تقدم أعلاه هذا التحالف ونتائجه كشف كل ما كان يجري بداخل الحزب من طرق وأساليب في كيفية أدارة العمل الحزبي والتي أثبتت الحياة عدم صحتها.
هنا يتبادر الى الذهن السؤال المهم بعد كل هذه النتائج التي لم ترضي أي منا ولم تقنع أي صديق كيف السبيل لتجاوز هذه المرحلة الحرجة التي لا نرتضيها جميعأ سواء من كان مع او ضد هذا التحالف لأن القضية تهم كيان الحزب عمومأ وهي أكبر بكثير من نجاح أو فشل هذأ التحالف؟
-هل رفع العصا بوجه من وقف ضد هذا التحالف وتخوينهم وتحريض الرفاق ضد بعضهم البعض هو السبيل ؟
أم أستيعاب كل الطروحات التي تتفق أو لا تتفق مع سياسة الحزب وفتح أبواب الحوارلجميع أعضاء الحزب داخل التنظيم وخارج التنظيم للأصدقاء الحريصين على تطور الحزب والتفكير الجدي بأرائهم لأنهم سياج الحزب ومن يصوت له ويدعم سياسته ؟
-الأ ينبغي الأخذ بمبدأ الشفافية بالعمل وطرح الحقائق امام الجميع لكي نعزز روحية تحمل المسؤولية المشتركة ونتشارك سوية في فهم سياسة الحزب ولماذا يتخذ الحزب هذا القرار السياسي أو ذاك لكي يستطيع عموم الجسم الحزبي التفاعل بشكل حيوي مع كل القرارات بدل أن يصبح القرار هو لمجموعة فقط دون الاخرين ( أعتبرالكثيرون أنفسهم غير ملزمين به خاصة وان التصويت المتأخر عليه كان للنخبة فقط).
-الم يحن الوقت لأعطاء قيمة حقيقية لرفاق الحزب والتجاوب مع مراسلاتهم وأحترامها عبر الأجابة على التساؤلات ؟
-ألم يحن الوقت لتفعيل هيئة الرقابة المركزية التي هي مهمتها الأساسية الحفاظ على سلامة تطبيق النظام الداخلي وهي بدورها لم تنشط بالشكل المقبول ولدى الكثيرين تساؤلات جدية عن دورها الفعلي وهل حقأ تضطلع بمهامها الحقيقية (يدعي الكثيرون بأنهم يرسلون رسائل ولا تصلهم أجابات)؟.
-ألم يحن الوقت لفتح أبواب أعلام الحزب لكل الأراء وعدم أحتكار الأعلام لنماذج معينة مؤيدة لخط القيادة خاصة ونحن ننتقد أعلام السلطة (شبكة الأخبار العراقية ،قناة العراقية…..الخ) كونها لا تعبر عن صوت الجميع وأنما فقط مطبلي السلطة؟ .
*كلامي أوجه لرفاقي في قيادة الحزب .ليس العيب في أن نخطأ ولكن المعيب أن نبقى نتشبث بالخطأ ونغمض أعيننا عن كل الوقائع التي تبين هذا الخطأ.
الحزب بمفترق طريق خطير وصعب وهو ما يتطلب من كل حريص على هذا الحزب الذي يحز بأنفسنا جميعأ ان نراه لا يأخذ مكانه الحقيقي بالساحة العراقية ،هذا الحرص الذي يجب أن يترجم الى وقائع عملية تتخذ فيها قرارات تصحح هذه الأخطاء وتدعو الجميع الى التكاتف عبر الآستماع لبعضنا البعض عبر (ندوات ، أجتماعات ، صحافة ….الخ) وعدم أحتكار التفكير ومن ثم أصدار القرارات من خلال جهة واحدة .
أذا كنا حقأ نسعى للحلول الجذرية وتجاوز هذه المرحلة ولدى القيادة القناعة بتصويب مسار الحزب للمرحلة القادمة ولكي تذكر أجيال الحزب دور هذه القيادة بالوجه الحسن أقترح ما يلي :
-عقد مؤتمر أستثنائي مهمته
*تجديد الثقة بقيادة الحزب وحتى السكرتير ونائبه وعند عدم حصولهم على تجديد الثقة يصار لأنتخاب هيئة قيادية مؤقتة تدير العمل لحين عقد المؤتمر الحادي عشر.
*تجميد العمل ببعض فقرات النظام الداخلي التي تعيق هذه الهيئة لأداء مهامها وخاصة المادة 21.
*الأنسحاب من العملية السياسية الفاشلة والأنضمام علنأ لجماهير الشعب الرافضة لهذه المهزلة .
*وضع ألية صحيحة في كيفية أدارة العمل القيادي وعموم العمل الحزبي وتبني الديمقراطية والشفافية في التعامل والسلوك اليومي .
*الذهاب الى الأستفتاء العام لكل الجسم الحزبي وليس للنخبة فقط في كل موقف مهم لحياة الحزب (الدخول بتحالفات ،التصويت على معاهدات،المواقف السياسية المهمة ……الخ).
-العملية السياسية بالعراق أثبتت الأيام فشلها الكبير لأنها مبنية على أسس خاطئة وبالتالي لا مجال الى أصلاحها وانما ما يفيد هو التغيير عبر أنهاء استمرار هذه المأساة اليومية لشعبنا والبرلمان الجديد والحكومة القادمة لن تكون غير تكرار مج وبقناع جديد لما سبق ولهذا نحن مطالبين برفع هذا الشعار للمرحلة القادمة (تغيير العملية السياسية).
-كلامي لرفاقي في القيادة والذي أعرف أن الكثير منهم لايرتضي الحالة التي يعيشها الحزب ،لا تكن حلولنا مثل ما تطرحه الحكومة من حلول للمشاكل التي نعيشها(ترقيعية) وانما الوقوف بشجاعة امام هذه التحديات وأتخاذ القرارات المهمة رغم مرارتها وصعوبتها ولكنها بالمقابل افضل بكثير من الأستمرار بالخطأ الذي لا يجلب لنا غير الضعف والتراجع وفقدان ثقتنا ببعضنا البعض ويزيد من الفرقة بيننا وهو ما ينعكس بشكل واضح على دورنا بالشارع العراقي .
-لتكن قراراتكم عنصر وحدة وقوة للحزب وليس مبعث للفرقة وضعف للحزب.
-لازال الحزب يمتلك كل المؤهلات والطاقات التي تجعله رقمأ صعبأ في السياسة العراقية ولكن أن أحسنا التعامل والأستفادة منها ،كونوا المحرك المناسب لهذه الطاقات عبر قراراتكم وتطبيقاتكم العملية لأدارة هذا الكيان الذي ينظر اليه اغلبية الشعب بكل أحترام وتقدير.
مازن الحسوني 2018/8/11

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here