إعلامي بشهادة مزورة وتنكّر لتضحية أبيه وتجديف بمعتقدات مذهبه

كريم ناصر

يصف هذا المقال تجارة المواقف في سوق بيع الضمائر من قبل إعلامي عراقي، الى الحد الذي أوغل فيه كثيرا في وصوليته، وانتهازيته، متنكرا لمن أحسن اليه، وآواه، ووظّفه، ليس لشيء، إلا لأنه فشل في تحويل أحلامه الى واقع، والتي لا تنسجم مع إمكانياته، وتحصيله الدراسي المتواضع.

هذه الإعلامي، يتصرف اليوم كتاجر فاسد في مواسم البيع والشراء، وليس انسانا نزيها، يمكنه تداول بضاعته بكل ثقة واطمئنان.

ولأنه باع الأخلاق والضمير وتنكّر لمن احسن اليه، باتت سلعته كاسدة حتى بين الأصدقاء والمقربين لانهم عرفوا معدنه الصدئ، وعدم وفاءه وغدره.

هذه الإعلامي، الذي زوّر شهاداته الدراسية، في محاولة منه للصعود الى مناصب لا يستحقها، هو احمد عبد السادة، الذي سلك مسلكا منافقا في بيان أصدره على مواقع التوصل الاجتماعي يطالب فيه بإقالة رئيس شبكة الاعلام العراقي مجاهد ابو الهيل زاعما ان هذا المسؤول الذي وظّفه وانقذه من البطالة “غير كفوء” و”غير مهني” و”غير شرعي”، وتابع لجهة معينة، مطالبا أيضا بتنصيب فضل فرج الله، رئيسا للشبكة، كبديل.

في هذه، يفضح عبد السادة نفسه المنافقة والوصولية بوضوح، فهو من جهة يتّهم أبو الهيل بالتبعية الى رئيس الوزراء حيدر العبادي، فيما يطالب في ذات الوقت بتنصيب فضل الله، الذي هو شخص ينتمي الى حزب الدعوة، ومحسوب على نوري المالكي، بشكل لا احد له ان ينكره.

على هذا النحو، تبلغ ازدواجية عبد السادة، متأملا في فضل الله، ان يرد له اعتباره الذي فقده نتيجة التزوير في الوثائق، والتطاول على شروط الوظيفة، فضلا عن النفاق والادعاء بانه الآمر الناهي في صحيفة الصباح.

كان أبو الهيل، يسعى في ذلك الوقت قبل ان يكتشف هذه المثالب في عبد السادة، يعتبره شابا طموحا يمكن له ان يطور نفسه، الى الحد الذي تعاطف معه فجعله مديرا للصفحات الثقافية في الصحيفة، غير ان الإناء ينضح بما فيه، فما هو إلا زمن حتى انكشف

معدنه الصدئ، وغشه لزملائه ولوظيفه، فكان القرار الصائب بإبعاده.

وطوال بقاءه في منصبه، كان عبد السادة، يشيد بابو الهيل أينما حل، وحيثما تحدث، حتى اذا قرر أبو الهيل باعتباره رئيسا للشبكة، تصحيح الأوضاع بعد انكشاف خداع وتقصير ونفاق عبد السادة، حتى شرع الأخير في عكس كل ما تحدث به عن أبو الهيل، وراح ينعته بالصفات السلبية، ليس لشيء الا لانه ادرك ان حيله وألاعيبه لن تمر بعد اليوم على شبكة الإعلام.

لكن السبّ والشتم في قاموس عبد السادة له مناسباته، وقوانينه الخارجة على المألوف واليكم نموذج منها:

أتذكر يوما ان أحد الأصدقاء، سأل عبدالسادة (لماذا لا تتطرق الى فساد الشبوط وسوء إدارته للشبكة ؟!).

قال عبد السادة في حينه: انا اعرف فساد الشبوط اكثر من غيري ولدي وثائق وملفات في هذا الخصوص لكن ما يدفعني لعدم التطرق الى ذلك هي مهنيتي أولا، وكوني موظفا في مؤسسة يرأسها الشبوط وذلك خلاف المروءة والمهنية ان يتجاوز موظف على مسؤوله.

والسؤال: أين هي المروء وأنت تتهجم على مسؤولك وولي نعمتك، أبو الهيل، أتصلح فقط مع الشبوط ولا تصلح مع أبو الهيل!..

أم انك تسكت عن الحق، على وفق هواك ومصالحك؟

لو سالت جميع الإعلاميين الذي يدركون تفاصيل من تاريخ عبد السادة في شبكة الإعلام، فسوف يقولون لك ان هذا الشاب الطائش المنبوذ والمجدف بالمذهب، والساخر من عقائد الشيعة، انتشله ابوالهيل من الشارع بدافع الإنسانية والمحبة والرفق، و آواه في بيته وقاسمه لقمة عيشه وساهم في تعيينه الأول في صحيفة الصباح، حيث ان عبدالسادة الذي كان مرفوضا من قبل عائلته، العائلة البسيطة المستورة -عائلة الشهيد- والتي شوّه اسمها عبدالسادة بتصرفاته التي لا تتناسب مع طقوسها المحافظة وتضحياتها، حيث انه كان يخشى ان يبوح بسر فقدان والده كونه شهيداً ويعتبر ذلك عارا، في اعتقاد ازدواجي باعتباره متحررا ومثقفا، حيث ان اغلب أصدقائه يعرفوا ان لأحمد ابا شهيدا، لكن الشعور بالنقص جعله يخشى من البوح بمثل هذه التفاصيل.

لكن هذه الخشية تسقط أمام المصلحة والوصولية، حين ركب عبد السادة موجة التضحية والشهادة لبلوغ مصلحته الشخصية هذه المرة، وتشجّع على الحديث عن العائلة والشهيد والتضحية محتمياً بدم والده الذي كان يسخر منه في يوم ما.

ومثل كل الذين يركبون موجة التدين، لأجل المصالح، فان الشاب الملحد المتسكع بين الملاهي والداعرات كما كان يروج ويفخر على صفحته الشخصية على الفيسبوك، بدأ يلتزم على حين غرة، بأقوال المرجعية الرشيدة في محاولة منه للتغطية على تاريخه المجدف بالدين، وخداع الناس.

هذا الشاب الذي يصرخ اليوم ولا احد يسمع نداءه المنافق، كتب ذات يوم مقالا نشره في صحيفة الصباح بعنوان (وقود الخرافة) وكان مقالا استهزائيا بالامام (المهدي) وبمعتقدات الطائفة المظلومة والمضحية التي تمثل الشريجة الأكبر من أبناء الشعب العراقي، والذي وصفهم بالوقود لخرافة (الامام المهدي)، على حد وصفه.

الى هذا الحد يتقافز عبد السادة، في حركات مضطربة، رعناء، بعد ان شعر ان الجميع اكتشف نفاقه وشهاداته المزورة، ولم يعد أمامه سوى التلفيق على سيد نعمته أبو الهيل، وخداع الناس من جديد، بانه حامي لواء معتقداتهم التي هزء به وانتقض منها عبد السادة طيلة سنوات.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here