نداء العروج ..لبيك اللهم لبيك

احمد الركابي
أيها المسلمون: للحج مقاصد جليلة، ومعان عظيمة، وآثار إيجابية كبيرة على الفرد في ذات نفسه، وعلى الأمة المسلمة بمجموعها، وحري بالمسلم أن يعلم شيئاً منها إن حج العام أو أعواماً تليها، حتى تؤتي العبادة غرضها، وتتحقق للحاج منافع الحج التي أخبر عنها المولى بقوله: (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ) [الحج:28].

ومن خلال الحج يزداد الارتباط بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام من لدن إبراهيم (عليه السلام )حيث بني البيت، وابنه إسماعيل (عليه السلام)، إلى نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم حيث عظم البيت، وأعاد له طهره وتوحيده، وحطم الأصنام المحيطة به، ولم يعد للمشركين سلطان عليه، وحين ينزل الحاج في تلك الرحاب الطاهرة يرتبط في ذهنه سر الأنبياء ويتجذر في قلبه الاقتداء بهم، والله يقول: (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ) [الأنعام: 90].

وفي الحج تحقيق للعبودية لله وإذعان لشرعه، فلا ترى الحاج إلا متذللاً خاضعاً لله، منكسراً بين يديه، متجرداً من ملابسه، مسافراً عن أهله وبلده، تاركاً شهواته وملاذه لله رب العالمين، وتراه في الحج يتنقل من عبادة إلى أخرى، تلبية وذكر وصلاة، ودعاء، طواف… وسعي، رمي وحلق وهدي… وهكذا تتحقق العبودية للحاج بأوفى صورها وأتم معانيها، وحري بهذه العبودية لله أن تستمر في سلوكيات المسلم بعد الحج،
فالمقصدُ الأسمى لحجِّ بيتِ اللهِ هو تحقيقُ التوحيد، والبراءةُ من الشرك؛ ففي سياقِ آياتِ الحجِّ يقولُ سبحانه ***64831;حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ***64830; [الحج: 31]، أي: مائِلونَ عن كلِ دينٍ زائغٍ، إلى الدينِ الحقِ، مُخلِصُون لله، مُتبرِّؤُون من كلِّ عبادةِ مَن سِواه.
إن مناسِكُ الحج تُعلِّمُ المُسلمَ أن يكونَ توجُّهُه في أقوالِه وأفعالِه ومسالكِه وتصرُّفاتِه، توجُّهًا كاملاً لله سُبحانه ظاهرًا وباطنًا، ***64831;وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَ***1648;هُكُمْ إِلَ***1648;هٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا***64830; [الحج: 34].
والشعارُ الأعظمُ للحجِّ هو التَّلْبِية، التي تتضمَّنُ معانِيها إقرارَ المُسلمِ قلبًا وقالبًا، قولاً وفعلاً، بكمالِ التعظيم وتمامِ التَّذللِ لله جل وعلا ، مع غاية الحبِّ له سبحانه ، والانقطاعِ لعبادتِه، والتِزامِ أوامره، والتسليمِ التامِ لشرعه.

وعلى طريق النبي (صلى الله عليه واله وسلم )اشار المحقق الصرخي الحسني الى أهمية تنقية النفوس وتوحيد الصفوف والدعوة لنداء الله في كل حين ببحوث إسلامية تارة يدعو فيها إلى مراجعة للنفس وتهذيب الفكر وإعادة قراءة التاريخ بإنصاف وحكمة حتّى نتعظ مما حصل وتقترب الأفكار والنفوس وتتحد تحت عنوان جامع يرجع إلى ثوابت الإسلام ومبادئ الإنسان والأخلاق وأركانه المعنوية وكان ذلك في أحدى المحاضرات والتي كانت الثانية والعشرين من بحثه (وقفات مع … توحيد التيمية الجسمي الأسطوري)
ومن خلال التلبية تتلخص لكل ما في الفريضة من معانٍ ودلالات (لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك .. لا شريك لك)
يتردد على كل لسان من رجال ونساء وأشبال وشباب منهاج شور آل الرسول وبأوصاف متعددة تزامنًا مع الحجيج في منهاجهم العبادي مُرددين في مجالس العزاء تلبيات الحجيج، حتى للائمة وجدهم النبي -عليهم السلام-: لبيك لبيك لبيك .. يا داعي الحق لبيك…لبيك موعود… بأرواحنا نجود .. .. لبيك لبيك لبيك … يا باريء الخلق لبيك.. لبيك ربي .. أغفرلي

https://www.facebook.com/11810843452…6244549836865/

فيا أخوة الايمان ،الحج هو أحد أركان الإسلام الخمسة ، وهو عبادة مالية، بدنية ، شعائرية، وهو سفر خاص ورحلة فريدة ، يرحل فيها المسلم إلى البلد الحرام، ليطوف ببيت الله الحرام الذي جعله الله رمزاً لتوحيد الله، ووحدة المسلمين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here