هذا الميدان يحميدان !

ساهر عريبي

[email protected]

”هذا الميدان يحميدان“ مثل شائع في العديد من الدول العربية وخاصة الخليجية منها, ويضرب في أصحاب الإدعاءات الفارغة و الدونكيشوتية, ومفاده أنك إذا كنت قادرا على فعل أمر كما تدعي فهذا الميدان أمامك واسع وكبير فأرينا شطارتك! تذكّرت هذا المثل وانا أراقب ردود الفعل على إعلان كتلة سائرون وحلفاءها الأحد عن تشكيل نواة للكتلة الأكبر التي ستكلّف بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة.

فهذا التكتل الجديد والذي يضم بالإضافة الى سائرون كل من تيار الحكمة وكتلة النصر وكتلة الوطنية يتشكل من136 عضوا , وهذا يعني انه بحاجة الى29 مقعدا فقط للفوز بالأغلبية البرلمانية اللازمة لتشكيل الحكومة, ومع الأخذ بعين الإعتبار الإنضمام المرج لبعض الأحزاب الكردية والسنية اليه فمن المتوقع ان يضمن الحصول على أغلبية مريحة قبيل انعقاد أولى جلسات البرلمان الجديد.

وبغض النظر عن نجاح هذه التكتل الجديد او فشله في الحصول على 165 مقعد , فإنه يعتبر اليوم قانونيا الكتلة الأكبر التي ينص الدستور على تكليفها بتشكيل الحكومة مع غياب اي تكتل آخر منافس وقادر على تخطي عتبة ال 136 نائب التي يحوزها تحالف سائرون اليوم. لكن ردود الفعل الصادرة من بعض الأطراف المنزعجة من إعلان هذا التكتل الجديد, تبدو مثيرة للسخرية والشفقة في آن واحد , ومنها القول بان المجتمعين في فندق بابل فشلوا في اعلان الكتلة الأكبر, وان ما اعلن هو ”كتلة نواة“ والى غير ذلك من التعليقات التي لا يمكن وصفها الا بالسخف والسطحيه!

فهؤلاء نسوا بان المحور الآخر واعني القانون-الفتح فشل لحد الآن في إعلان تحالف الكتلتين بشكل رسمي فضلا عن ضم قوى أخرى امثال كتلة القرار التي يرعاها خميس الخنجر! الذي استقبله زعيم تحالف الفتح بالإحضان! وكأنه طوق نجاة او هدية السماء لهذا التحالف! ومما يثير الشفقة أيضا أن أركان هذا المحور صدّعوا رؤوسنا طوال الأسابيع الماضية بادعاءاتهم الفارغة بأنهم اوشكوا على اعلان التحالف الأكبر من 225 نائب! لكنهم فشلوا لحد الآن في إعلان تحالف من 74 نائب يمثلون عدد نواب كتلتي القانون والفتح! وعلى فرض إعلانهم ذلك وهو مستبعد, إذ ليس هناك مايغري الفتح بالتحالف مع كتلة ختمت عليها المرجعية بالشمع الأحمر والى غير رجعه! فإن مثل هذا التحالف لن يقارب سوى نصف أعضاء تحالف سائرون!

ولذا فإن كان قادة هذا التحالف قادرون بالفعل بحسب إدعاءاتهم على إعلان كتلة أكبر من كتلة سائرون وحلفاؤها فإن الميدان مفتوح امامهم وليعلنوا ذلك في مؤتمر صحفي كذلك المؤتمر الذي عقد في فندق بابل في إشارة الى عراقية القرار. وان لم يفعلوا فعليهم الكف عن هذه العنتريات الفارغة وبيع الوهم الى اتباعهم او تسويق انفسهم لحماتهم, فهذا هو الميدان يحميدان والسبع اللي ”يعبّي بالسكله رگي“ بس على شرط السچين مو على شرط الخنجر!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here