هل هلال الحكومة

رسل جمال
يتزامن هلال عيد الاضحى المبارك هذه السنة مع ولادة و ميلاد لحكومة عراقية قادمة, بدأت توضح ملامحها, بعد مخاض عسير أستمر لأشهر مضت, بين مباحثات ومداولات, واخذ ورد لم يسفر عن شيئ يذكر سوى, تحديد بعض النقاط التي اتفق عليها رؤساء الكتل الفائزة, منذ البداية وهي ان شكل الحكومة هذه المرة سيكون مختلف عن اخواتها السابقات.
(القدر ما بيقعد غير على ثلاث) مثل قديم يقٌال للأمر الذي لا يستقيم الا اذا وضعنا له دعامة او قاعدة ثلاثية, يمكنه الاستقرار عليها بشكل جيد, كذلك العملية السياسية العراقية لا تستقر الا بوجود دعامات ثلاثية تستند اليها, وهي الدعامة السنيةو الكردية والشيعية, اما باقي المكونات فلا يمكن انكار وجودها, لكن بواقعية اكثر فان وجودها برتكولي اكثر من كونه وجود مؤثر في العملية السياسية.
انه ثالثوت طائفي قومي لامهرب منه, والمشهد السياسي العراقي لا يشهد استقراراً الا بوجود هذا الثالوث !
اما الدعامة السنية والكردية فقد كانتا اكثر من استثمر الوقت ورتبا اوراقهما مبكرا وحسما أمريهما وشروط بتحالفات واضحة وضعت لها ورقة عمل تحمل شروط لرئيس الوزراء القادم, وكل ما عليه ان يضع سقوف زمنية للوفاء بها, او تقديم ضمانات لتنفيذها, وعلى الرغم من عملية هذا الاجراء, الا انه يخلو من ورح المشاركة وعمل الفريق الواحد, فكما هو متعارف عليه ان الحكومة انما هي توليفة من مختلف الاطياف, اي ان المكون السني الذي الذي يريد ان يلزم الحكومة القادمة بقائمة شروط, نسى انه سيكون جزء فاعل بهذه الحكومة وعليه , فهو يلزم نفسه بنفسه بتلك الشروط اولاً وقبل اي طرف اخر.
اما الدعامة الثالثة ( الشيعية) فهي الاكثر تشعباً وتشابكاً, وذلك بسبب وجود شخصيات او لنقل حزب يريد توريث منصب رئيس الوزراء!
ضارباً بعرض الحائط نتائج الانتخابات الاخيرة, والتي افرزت قوى سياسية جديدة,جديدرة بالتصدر وتسمية رئيس الوزراء من بين صفوفها, لذلك نادت تلك الاطراف لأجتماع حاسم, يخرج بنواة أولية لتشكيل الحكومة, ففي خضم هذه الارهاصات والتطورات في الاحداث, كل ذلك يدفع بأتجاه ولادة حكومة عراقية جديدة, لكن ولادة حذرة, تاخذ بعين الاعتبار الاجهاضات السابقة !
الشارع اليوم بحاجة لحكومة وطنية 100% قاطعة كل خيوط التدخلات الخارجية, حكومة ذكية تسخر ما يحدث حولها لصالح المواطنين فالعراق اليوم امام فرصة ذهبية لانعاش الصناعةو الزراعة, في ظل (الازمة الايرانية الامريكية) خصوصا وان الجارة ايران كانت تغرق السوق العراقية بمختلف السلع, الجيد منها والردئ العراق اليوم , يستحق (حكومة مجدولة), حكومة جادة بوضع مشاريع على قائمة مهامها, وتلزم نفسها بسقف زمني لتنفيذها.
يرى بعض الشخصيات السياسية, ان تربع البعض على كرسي رئاسة الوزراء لدورات متتالية, هي من يعيق حركة عجلة المؤسسة الحكومية, وهي احدى اسباب الفساد السياسي والاقتصادي , لذلك لابد من اجراء عملية تجميلة سياسية شاملة.
المواطن اليوم لا تعنيه تلك التفاهمات ولا تلك الاجتماعات, جٌل ما يعنيه وما يريده هو توفير خدمات, بغض النظر عن من يقدم تلك الخدمات,فالنضوج السياسي للشارع اليوم يجعل منه ورقة ضغط ومراقبة, ونقطة قوة كبيرة يحسب حسابها السياسين.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here