تظاهرات الجنوب والوسط يجب أن تستمر حتى ولو بجمع صغير ….

بقلم/ احمد العلي.

بعد سقوط النظام السابق في نيسان 2003 نشأت طبقتان اجتماعيتان، الأولى منتفعة والثانية متضررة. الطبقة المنتفعة، بالحلال أو بالحرام وأكثرها، ربما بالحرام، راضية بما انتفعت به حتى اليوم، فهي لا تتظاهر، تتظاهر على ماذا ولماذا؟ والطبقة المتضررة غير راضية بما أصابها من ضرر حتى اليوم في تأمين كفايتها من الحياة المعيشية والمستقرة بإيجاد فرص عمل للعاطلين وتحسين مستوى أداء البطاقة التموينية وحل مشكلة السكن، وتأمين كفايتها من الخدمات الأساسية التي تحتاجها في حياتها اليومية من ماء وكهرباء ومجاري وصحة، …… فهي تتظاهر، ولماذا لا تتظاهر لتحسين واقعها المعيشي والخدمي الذي غدا وأمسى بائسا تاعسا بسبب عدم قيام الحكومة بواجبها في تحسين الحياة المعيشية وتحسين الخدمات الأساسية على مدى السنوات الماضية بعد السقوط ….

……. تظاهرات الطبقات المتضررة التي تراهن الحكومة على انطفاء شعلتها مع الأيام وانتهاء فورتها، اعتقادا منها بحكمة قديمة تقول أن نفس العراقيين قصير ….، يجب أن تستمر حتى ولو بمجاميع صغيرة متواضعة في كل محافظات الجنوب والوسط العراقية وفي مقدمتها محافظة بغداد العاصمة التي يجب أن تقود هذه التظاهرات في الجنوب والوسط وتنسق معها على المدى القريب والبعيد برفع شعارات المطالبة بحقوق جميع العراقيين المتضررين من الوضع السياسي والاقتصادي والخدمي الحالي. هذه التظاهرات تمثل عودة الروح الوطنية والحس الوطني إلى العراقيين وبداية نهاية التفكير المنهزم والمستسلم والمصلحي والنفعي لأكثر من نصف العراقيين : (آني شعليه، آني ياهو مالتي، القضية مو يمي، آني عندي عائلة ….) التي تقف في مقدمته الطبقات المنتفعة ذات المصالح المتحققة والتي نشأت بعد سقوط النظام السابق وحتى اليوم.

التظاهرات يجب أن تستمر حتى ولو بمجاميع صغيرة متواضعة من العراقيين المطالبين بحقهم في الحياة الإنسانية الكريمة، رافضين أن تحتكر ثروة العراق طبقات سياسية واجتماعية طفيلية منتفعة منها من جاء من الشتات البعيد إلى العراق ومنها من خرج من داخل العراق ليصعد الأجنبي بالجميع من الحضيض من أجل أن يستولوا على السلطة والمال والنفوذ في مقابل أن يكون القرار السياسي للعراق في الداخل والخارج مرهونا بيد هذا الأجنبي. وأخيرا …..

….. نقول، لا فضل ولا حسنة لمن رفض في البداية أن يصعد به الأجنبي إلى السلطة ولكنه قبِل ووافق في النهاية عندما وجد أنه لن يجد له مكانا في العراق الجديد و(خيراته) إذا ما رفض رغبة الأجنبي أن يصعد به إلى السلطة حاله حال الذين صعد بهم ليكون الجميع بعد أكثر من 14 عاما من سقوط النظام السابق رهينة لسياسات ورغبات وإرادات من صعد بهم من الحضيض إلى السلطة!

بغداد في 25/8/2018

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here