تصريحات تخفيف أم استخفاف؟

سلام محمد العامري

[email protected]

قال الكاتب والفيلسوف الفرنسي فولتير” إنَّ السخرية سلاح الأعزل, المغلوب على أمره”.

أضحت التصريحات الرسمية, لبعض المسؤولين العراقيين محطاً للسخرية, بمواقع التواصل الاِجتماعي, لاستخفاف تلك التصريحات بأرواح وصحة المواطن, لعدم إحساسهم بالمعاناة, التي يتعرض لها المواطن.

إنَّ ما حدث عند دخول داعش, من مجزرة كبرى فيما يعرف بـ(سبايكر), التي راح ضحيتها الآلاف, من شباب العراق, ليظهر خطاب القائد العام للقوات المسلحة, ليقول بغير حياء, أن تلك مبالغة إعلامية, وعدد الضحايا هم 175 فرداً فقط, ولا يعلم أن قطرة دمٍ واحدة, من أولئك الشباب, تعادل كل مسؤول خائن, وفاشل في إدارة العراق.

تحررت الأرض من داعش, لكنها لم تتحرر بعد من الفاسدين والفاشلين؛ ولم يتعظ أولئك المتغطرسين, من فوزهم الخجول, في الانتخابات البرلمانية الأخيرة, بعد أن كان نجمهم هو الأعلى, فقد جبلوا على الاستخفاف, بما يجري في عراقنا الحبيب, من ابتلاء الشعب بهم, لتخرج علينا وزيرة الصحة, بتصريح حول تلوث مياه البصرة, بقولها لا توجد اصابات مهمة في البصرة؛ فقط (1500)حالة وتم علاجها، واغلبها حالات ليس خطيرة، فقط مغص واسهال! ليتساءل أحد البصريين ساخراً بقوله: يبدو أن العدد قليل, ولم يصل لعدد شهداء سبايكر, وقد لا تعلم الدكتورة وزيرة الصحة, أن مثل هكذا عدد من الاصابات, في دولةٍ أي دولة, فإنَّ الحكومة تقدم استقالتها فورا.

قال الروائي الأمريكي ويليام فوكنر “لا تخف أبداً أن ترفع صوتك, من أجل الصدق والحقيقة, ومن أجل التعاطف ضد الظلم والكذب والطمع، لو فعل كل الناس ذلك سيتغير العالم”.

فهل سيتغير الفاسدون, بعد أن أصبحوا محطاً للسخرية؟ هل يراجعون أنفسهم, ليعملوا لصالح المواطن بدل الاستخفاف, والعمل بلغة الإنسانية, بدل لغة الأرقام؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here