المحقق الصرخي ..القانون الإلهي يشترط حبَّ عليٍّ للإيمان

أحمد الركابي
إنَّ حقيقة الاِيمان في هذا الوجود هي أكبر وأكرم الحقائق. لم تدركها النفوس عن طريق دائرة الحس الضيقة، فليست هي بحقيقة مادية تُدرك بالحواس المعروفة ولكن هي حقيقة معنوية علوية تدركها القلوب السليمة، فتأخذ النفوس من أقطارها، وتظهر ثمارها الطيبة نظافة في الشعور ورفعةً في الاَخلاق وإستقامة في السلوك.
لا يخفى أنَّ الاِيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله هو ذروة العقيدة الحقّة وسنام الدين الاَعلى، مما ينبغي على المسلمين في كل عصر وجيل أن يكون (حب علي للاِيمان) هو المقياس الحقيقي للتفاضل بينهم بعيداً عن جميع الاعتبارات الاُخرى التي لم يعطها كتاب الله العزيز قيمة ولا وزناً، وهو ليس شعاراً يرفعه من يشاء، وإنما هو سلوك وأدب وخلق وممارسة تتجسد في حياة الفرد بالحرص الشديد على بغض كل شر وحب كل خير وبثه.
عن الفضائل ، الروضة : عن ابن عباس قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) : حب علي بن أبي طالب يحرق الذنوب كما تحرق النار الحطب . وعنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : حب علي بن أبي طالب حسنة لا تضر معها سيئة ، وبغضه سيئة لا تنفع معها حسنة . وعنه صلى الله عليه وآله قال : خلقت أنا وعلي بن أبي طالب من نور واحد ، فمحبي محب علي ومبغضي مبغض علي
ومن هذه الزاوية الايمانية والحقيقة الفاصلة بين الجنة والنار فقد أوضح الاستاذ المحقق الصرخي أن حب علي ( عليه السلام ) هو الايمان ، وهذا مقتبس من بحثه الموسوم جاء فيه :

((الإمام علي (عليه السلام) من مصاديق الذين يكون حبّهم إيمانًا وبغضهم كفرًا، فقد أحبّه الله كما أحبّ اللهُ رسولَه الكريم (عليه وعلى آله الصلاة والتسليم)، وأمرَ اللهُ تعالى وعلى لسان رسوله (صلى الله عليه وآله وسلّم)، بحبِّه، وجعلَ حبَّه علامةَ الإيمان وبغضَه علامة النفاق ، فصارَ قسيمًا بين الإيمان والنفاق ، فيكون قسيمًا بين الجنة والنار، فالمؤمن الصالح التقي المحبّ لعليّ (عليه السلام) يدخل الجنة ، والمنافق المبغض لعليّ يدخل النار وإنْ صام وإنْ صلى وإنْ حجّ وإنْ زكّى وإنْ جاهد وإنْ ضحّى!!! إنه أمرٌ وقانونٌ إلهيٌّ على لسان الذي لا ينطق عن الهوى النبي الصادق الأمين (عليه وعلى آله وصحبه الصلوات والتسليم ).))
مقتبس من المحاضرة {8} من بحث : “ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد “بحوث : تحليل موضوعي في العقائد و التاريخ الإسلامي للمرجع الأستاذ المحقق
8 ذي القعدة 1437هـ – 12 -8-2016م

فالإمام علي (عليه السلام )وأهل بيته رمز الإيمان وعلامة الطهر وعليه فمن أحبّهم فقد وجد في قلبه حقيقة الإيمان ، فهم مصابيح الدجى***1648; وأعلام الهدى***1648; من أحبّهم ذاق طعم الإيمان قال أبو عبدالله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « إنّه لا يجد عبد حقيقة الإيمان حتّى***1648; يعلم أنّ مالآخرنا لأوّلنا »

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here