مابعد بيعة الغدير… إبتاعوا حق الامير

محمد علي مزهر شعبان

هو يدرك أن ما ستؤول إليه الاحداث وهي رهينة الانفس بما خبأة، وان لحظة الاستجابة لتبؤوها وان حضرة مبايعتة لها أصول الثوابت . الامر الرباني في إمارة المؤمنين وليس المسلمين في إكمال ضوابط الدين، وإتمام النعمة ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ) اكتملت الرسالة بمفادها وليس تطبيقاتها . كانت حركة الناس وديدنها تتجاذبها حسابات، لعلها معروفة بحركتها على الارض، في ان تحدد بوصلة الاتجاهات، في ان تكون مع هذا الطرف ام الاخر . بعد تلك المبايعة التي امتلكت بعدها الديني في أمامة الناس، وبعدها الديمقراطي حين أيدت وبايعت وألزم لسان حالها عقال التفكروالماضي القريب، بالاحقية في مجمل دروبها ومسالكها، إقرارها وجهادها وأفضليتهما، في ميزان العمل ومسالكه.

علي .. وهو ينادى ان يدرك الموصى تلك اللحظة الحاضرة في ان يلبث بها، قبل ان تتشتت، وتساق الى ماضي، قد لا تحمد عقباه في سطوة الارستقراطية والقبلية . أليس كان حريا بعلي ان ينهض في ساعتها اليها ؟

يتقدم إليه عمه العباس وشيخ قريش ( يا ابن أخي .. هذا شيخ قريش قد أقبل فأمدد يدك أبايعك ويبايعك معي . فأن بايعناك لم يختلف عليك احد من بني عبد مناف . واذا بايعك عبد مناف لم يختلف عليك قرشي . واذا بايعتك قريش لم يختلف عليك بعدها أحد في العرب )

ما جواب هذا الرهباني بل السياسي المدرك عواقب الامور، وما ستؤول اليه الاحداث . يتريث في الاجابة، يجول مما أختزل في نفس هذين الشيخين، ويسترجع الذاكرة ” وأنذر عشيرتك الاقربين ” حيث كان العشير في واد، وصاحب الرسالة في اخر . يدرك الرجل انهما يدفعاه لانتهاز الفرصة وغايتها، دون ادراك الوسيلة التي تصل لتسلم الامارة . هو يدرك ان يختار الوسيلة ذات المؤدى السلمي لتسلم الحكم . هو يعي ان هناك بيادق تنتقل على مربعات لتصطاد الغاية، والهدف فوق الاكمة وليس وراء ما اختفي من ارادات . هو ليس مثاليا فقط بل شفافا يلتمس الكمال . لا تأخذه عجلة الارتجال، وان أقام على الناس، حجته من جميع نواحيها، وان ارتدت الانفس بتلك الاحقية، فانه اراد ان يقيمها ناموس للبشرية في يكون الحكم قلب يتسع الجميع وعدل في معيار من يرفض ويقبل في محجة الحق واقامة الادلة التي فارقوها، فيجيب الشخين بتلك الصراحة المنقطعة النظير، والمنهج الامثل (( لا والله يا عم… فاني أحب ان أصحر بها، وأكره أن ابايع من وراء رتاج ) دون ان يموه او يتناسى انه صاحبها . البعض يقول انه لم يدرك فن اللعبة، وان السياسة إمتطاء اللحظة الراهنة . واهم واهن من يفسر الامر على هذه الشالكة . لقد قرأ الرجل الافق وما يدور في نواحيه، من الامتناع عن موكب ” اسامة بن زيد ” ومناداة رسولهم ( أيتوني بدواة وصحيفه، اكتب لكم كتابا لم تضلوا بعده ) والسقيفة المتسارعة النزاع ولا زال الدم نابضا في عروق النبي ولم ينخ في لحده . اذن هي الدماء، ولنضال الرسالة إنهاء، فقرأ بعقل المدرك طبيعة الاهواء . كان في مهمة الوفاء لمعلمه، لم يدفعه هوى السلطة المغتصبه، واذ تنفرج من شفتيه مفردات الوداع وهو يودع الجسد الشريف ( ان الصبر لجميل، إلا عنك . وان الجزع لقبيح، إلا عليك . وان المصاب بك لجليل . وان قبلك وبعدك لجلل )

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here