الكتلة الاكبر المهم ام البرنامج الحكومي

الكتل السياسية تتحرك وهي مشغولة فقط في سبيل الحصول على الكعكة في حين اصبحت مثل هذه اللقاءات مالوفة ومكشوفة على الرغم من ان آمال العراقيين معلقة بحكومة جديدة مختلفة عن سابقاتها، تعالج ملفات الفساد التي تراكمت عبر سنوات، وتخرج بالعراقيين من حالة الطائفية التي سيطرت على بلادهم عبر سنوات طويلة ومن حق الشعب العراقي في المساهمة ببناء دولته ومستقبله، والدخول الى مرحلة جديدة ولا يجوز ان يكون عبر ثمن يدفعه من جديد يتحمله العراقيون، بل عبر تجاوز الاسباب الحقيقية للواقع المتردي الحالي، او العوائق الكبرى امام حق هذا الشعب في العيش بأمن وأمان. لكي ينظر الى العملية السياسية الجارية في العراق بتفاؤل وايجابية،

المواطن الواعي ينظر الى التحركات الحالية كونها لا تتجاوز دائرة تقاسم المناصب والمواقع والحضوا بالمال العام ويمكن استنباطة من خلال التصريحات التي تخرج من افواه المجتمعين بين حين واخربعد خروجهم من صالات الاجتماع او تصريحاتهم لوسائل الاعلام ،والخلافات الشيعية – الشيعية على رئيس مجلس الوزارء والسنية – السنية علي رئيس مجلس النواب والكوردية – الكوردية على رئاسة الجمهورية ولا نجازف اذا قلنا بان الحراك الدائر الان يدخل ضمن هذا السياق وهو تقسيم المناصب والمسؤوليات ولن يخرج عنه ابدا، ودعك من الضجة المثارة حول هذا الامر وما يرافقه من اوهام وخيالات واسعة ،

قبل التفكيربخلق حكومة تهمها مصالح الشعب وفق برنامج حكومي متكامل متحقق بعيداً عن الشعارات ومن مصلحتها الحفاظ على العملية السياسية وديموميتها وتقويتها وبناء جبهة وطنية عريضة لتكون الحاضنة والمرجعية لكل ابناء العراق الذين يسعون الى بناء دولة متماسكة قوية تضمن مشاركة الجميع سياسيا وتساويهم في المنافع والمغارم من خلال سلطة ونظام ديمقراطي مماهي لمصلحة عامة الناس المنتظرة للاستقرار السياسي كمقدمة لتحسن الوضع الخدمي والانتاجي والاستثماري في البلاد لا من خلال سلطة مكونات وقوى يخاف احداها من الاخر و تحتضنهم بعطفها ورأفتها الانسانية .في وقت تشهد المنطقة والعالم مرحلة تحول تاريخي استراتيجي بالغ الدقة والحساسية يحتاج لوقفات تأملية يشترك فيها صناع القرار العراقي بعد التجرد من المنطلقات الخاطئة الدافعة باتجاه مسارات غير ناضجة وخيمة العواقب وزيادة حجج الواهمين والحالمين بالوصول الى السلطة او شخصية سياسية تهدف للوصول الى أعلى مناصب الدولة ،رغم ان هذا يعتبر في مقاييس السياسة امرا طبيعيا حين يكون التنافس على السلطة وفقا للمعايير الصحيحة ولا اعتراض عليها اذا تحلت بالكفاءة والمقدرة والتخصص و المعمول بها عالميا وبشكل نزيه ومهني يعبرعن البيئة الحقيقية للتسابق دون حالات التسقيط والتنكيل بين الخصوم من أجل ان يصل الى ما يمكنه من ذلك من غير تبني منهج التكامل لإصلاح الأوضاع وترتيب بنية العملية السياسية الكفيلة ببناء مؤسسات الدولة الناجزة بدلًا من التسابق على مواقع السلطة التي تفقد قيمتها عندما يتراجع القانون وتسود الفوضى.

هذا ما نلاحظه من خلال النشاط الجاري على الساحة العراقية وهذه هي الطامة التي تحز في النفوس .فلم نلاحظ اي برنامج حكومي قدمته اي مجموعة سياسية من المجموعات التي تتلهف للحصول على السلطة وتتسابق للحصول عليها الى الجماهير صاحبة الراي الاول والاخير وكأنهم منزلين من العرش وفيهم التنزيل ( استغفر الله ) وهم لا يفقهون من علم السياسية من شئي والاتفاق عليها يعني ، ان القيم والوطن ليست هي الدافع الحقيقي لهذا الكم من المتلهفين الذين سهلوا واشاعوا بمغريات الثروة والسلطة ، ولتحقيق غرضين:اسنادهم حين يحتاجونهم في الانتخابات، والتضحية بهم حين يتهددهم خطر باستثناء قلّة، بدليل ان بين الذين وصلوا البرلمان الحالي من تخلى عن القوى التي اوصلتهم بمجرد ما اعلن عن نتائج التصويت ، فالكل يسعى للحصول على الكمية قبل الكيفية دون التفكير في وضع السبل والمخرجات لايجاد الحلول من اجل ادارة مؤسسات السلطة والإعداد لحكومة قوية بعيدةً عن تدخلات الدول والارتماء في احضان اجنداتها سوف لن تنفعهم اذا تعكزوا عليها من اجل ذلك و التي تتنافس وتتصارع معتبرةً العراق كبش الفداء الذي يجب النزاع فيه للاستحواذ على قيمه وهويته ودماء أبناء شعبه الكريم في مسيرة الحرية والانعتاق ، ما يدل على ان التفكير السياسي عندهم ، يفتقر الى المفهومية و يعني أنه تفكيرهم غير مجدي ،وغالبا ما يكون وليد لحظته، لا يتحرك بمساحة الفكر، بقدر ما يبقى في مربع التفكير الخواء اللا منتج .

العراقيون لهم القدرة دون البعض من هؤلاء السياسييون عندما يفهمون السلطة على اساس انها الهيمنة الكاملة على الادنى وبدون مقاومة ويفهمون السلطة على انها علاقة سيد بالعبد وبالتالي فالطاعة واجبة من وجهة نظرهم في جميع الظروف والذين فرطوا بعراق الحضارة والتاريخ تحت لافتة التخلص من شر صدام وحكمه وشر الاعتماد على وعود تأتي لادارة أمرهم من جهات تمولهم والابتعاد عن الصراعات الداخلية والضغوظات والنزاعات إلاقليمية والدولية، للخروج من هذه المحنة على الرغم من أن العراق ربما ما زال يعاني من تلك الضغوطات عليه ولا سبيل إلا ان تتضافرالجهود من أجل الوقوف امام من يحاول منعه للنهوض من كبوته، بعد ان وصلت النيران إلى أرجل ابناءه ودخلت إلى غرف نومهم وستبقى آمال العراقيين معلقة وثقتهم معدومة، ما لم يروا تأثيرا حقيقيا لهذه االتجاذبات على واقعهم السياسي والثقافي والإجتماعي والخدمي ، فقد مروا بتجارب مريرة تثبت صدق مخاوفهم،

عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here