لماذا يحارب الصليبيين واليهود بشراسة من اجل الديمقراطية؟

إيهاب المقبل

يعتقد الكثير من عامة الناس ان الديمقراطية عبارة صناديق إنتخابات وحسب، ولكن ما لا يعلمه الكثيرين ان الديمقراطية دين كامل يختلف كليًا عن دين الإسلام. ولكي نفهم لماذا يحارب الصليبيين واليهود اليوم بشراسة من اجل الديمقراطية في فلسطين والعراق وافغانستان وهلم جره، ينبغي علينا ان نفهم طريقة وتاريخ نشؤوها.

خاضت اوروبا خلال القرون الوسطى معارك دامية ضد الإسلام، وبسبب هذه المعارك أحتلت بلدان وقتل المئات وهُجر الالاف، وكانت هذه المعارك تحمل في الغالب شعار الصليب وتهيأت الأرض لعودة المسيح. ومع ذلك، إنهزم الصليبيون شر هزيمة على يدّ القائد صلاح الدين الايوبي رحمه الله، حتى ان كتبهم القديمة تقول عن حالهم آنذاك: (السماء تخلت عنا).

وقبل نحو مئتي عام ابتكر القساوسة النصارى بمساعدة حاخامات اليهود في هولندا فكرة مغايرة تمامًا للحروب الصليبية التقليدية، فالسيف الصليبي لا يجدى بمفرده نفعًا في مواجهة المسلمين طالما ان المسلمين يعتقدون بان موتهم طريق للجنة، ولذلك ركزوا جهودهم على محاربة الأفكار الإسلامية. فعمل القساوسة والحاخامات على إبتكار والترويج لدين جديد، وهو دين الديمقراطية ضمن ركيزتين اساسيتين: (هجرة اليهود إلى فلسطين، ونشر الفساد في الأرض لكي يجبر المسيح للعودة إلى الأرض لإعادة شريعته). فخاضت اوروبا صراعًا مريرًا خلال الحربين العالميتين الاولى والثانية من اجل نشر هذا الدين الجديد فيها، فخسرَ الملحدين هتلر وموسوليني الحرب أمام أعدائهم الصليبيين الامريكيين والبريطانيين والفرنسيين والروس عام 1945، واحتُلت المانيا وايطاليا اللتان كانتا آخر المعاقل في اوروبا الرافضة لهذا الدين الجديد، لتصبح المانيا وايطاليا اليوم دول تعتنق الديمقراطية. والنتيجة انهم انجبوا دولة يهودية في فلسطين عام 1948، يطلقون عليها تسمية الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط، فتأمل إسرائيل دولة ديمقراطية! ينبغي الملاحظة ان هناك فرق شاسع بين الديمقراطية الصليبية الحديثة والديمقراطية اليونانية القديمة، فهم لم يأخذوا من الديمقراطية اليونانية القديمة سوى طريقة الإنتخابات، والتي في الاساس هدمت الامبراطورية اليونانية القديمة بسبب فساد السياسيين المنتخبين آنذاك.

وبعد ان تمكنت الديمقراطية من اوروبا تفرغوا لنشرها بالسيف تارة والقلم تارة اخرى في دول العالم، مثل فيتنام وكوريا الجنوبية وهلم جره وصولًا إلى افغانستان والعراق وهلم جره، وقد ساعدهم بذلك هيمنتهم على مصانع الأسلحة والإعلام والمال. فأين يكمن الفساد في الديمقراطية والذي يريدون نشره في الأرض لكي يجبروا المسيح للعودة إلى الأرض لإعادة شريعته؟!

تريد الديمقراطية مثلًا تطبيق الحرية الفكرية وحرية المرأة في الحياة اليومية، وهذا يعني بالتأكيد فساد المجتمعات وتفكك الأسر وكفرها بالله عز وجل، فلا رقيب ولا حسيب لكل طعان لماز بالله عز وجل وشريعته بحجة الحرية الفكرية. وبالتأكيد تعتبر المرأة اساس البيت والإسلام نواة وحدته، فاذا هدم هذين العنصرين فسينهدم البيت برمته. ناهيكم بالتأكيد عن ما تنجبه الديمقراطية من فساد السياسيين، لكون صوت العالم والمتعلم يساوي صوت الجاهل والمخمور في الإنتخابات الديمقراطية، واليوم في بلجيكا تحديدًا حركة اكاديمية نشطة مناهضة للديمقراطية تتهمها بتفكك المجتمع وإنجاب السياسيين الفاسدين.

ولكن كيف سيجازيهم الله عز وجل بهذا الدين الجديد، والذي يتبعه اليوم الملايين غربًا وشرقًا؟ قال تعالى: (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)، آل عمران: 54. فهم بالتأكيد وضعوا أساسات لخروج المسيح الدجال عن طريق فتنة الديمقراطية، ولكنه لن يخرج، بل سينزهمون إن شاء الله شر هزيمة وتفتح بلاد الشام بما فيها فلسطين والجزيرة العربية بما فيها العراق وكذلك بلاد فارس وخراسان وافريقيا وتركيا حتى يصل المسلمين إلى روما حينها يخرج المسيح الدجال لإنقاذ الصليبيين وإعادة اليهود إلى فلسطين ويكون له المسيح بن مريم عليهما السلام بالمرصاد كما دل على هذه الأحداث القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here