عيد بأي حال عدت ياعيد

علاء كرم الله

مر عيد الأضحى سريعا كأيامنا التي تركض ونركض ورائها لاهثين لا نعرف الى أين ستدفع الأقدار بنا وبوطننا؟. مر العيد باهتا ككذبة جميلة تجملنا بها من أجل أرضاء من حولنا من أولادنا وأحفادنا لا أكثر غير ذلك. مر العيد والحكومة والأحزاب السياسية أصروا أن ينغصوا علينا حتى هذه الفرحة الزائفة! بمزيد من أخبارهم المملة والمكروهة والمزعجة أخبار صراعاتهم ومشاكلهم وأطماعهم وفسادهم الذي لا ينتهي. مر العيد حزينا كئيبا على أهلنا في البصرة وهم يموتون بصمت أمام أعين العالم كله الذي لم يرف له جفن وأولهم عيون أمريكا الوقحة وعيون كل دول الجوار الذين هم سبب ما نحن فيه من بلاء. مر العيد والبصرة تناشد العالم وتستغيث ولكن ولا من مجيب لها، بعد أن غصت مستشفياتها بالمئات المصابين بالتسمم بسبب الماء الآسن الذي أجبروا على شربه وأستخدامه!. البصرة التي كانت ثغر العراق الباسم تحولت بفعل من أراد لها ذلك! الى واحة من الحزن والأمراض وصارت مركزا من المراكز العربية والأقليمية والدولية لتجارة المخدرات! بكل أنواعها وبؤرة لشتى الأمراض الأجتماعية. ومع كل هذه الحرب التدميرية المقصودة على البصرة وأهلها لازالت خيام المعتصمين الأبطال منتصبة شامخة، لتكشف الستار عما فعلته الحكومة وكل الأحزاب السياسية ومجلس المحافظة بهذه المدينة البحرية الجميلة، ولتعري حقيقة زيف هذا العالم والمجتمع الدولي الذي أكتفى متفرجا على على نكبة هذه المدينة التي كانت قبل سنوات ليست بعيدة تسمى (فينيسيا الشرق)!. والأكثر ألما أن من تسبب في نكبتها هم أهلها في الحكومة ومجلس المحافظة وأحزابه السياسية، بعد أن سرقوا كل دينار وفلس ودولار وسنت من كل ما خصص لأصلاح خدماتها وبناها التحتية المدمرة.! مر العيد على أهلنا في بقية محافظات الوسط والجنوب وهم ليسوا بأحسن حالا من البصرة وأهلها، بل هم كبركان وصل حد الأنفجار!، مر العيد على العراق بكل محافظاته وشعبه وهم يرفعون أياديهم في صبيحة صلاة العيد يتضرعون الى الله ويدعونه أن ينزل غضبه ويلعن من دمر عباده وبنيانه في العراق!. جاء في الحديث القدسي للرسول العظيم عليه أفضل الصلاة والسلام ( الأنسان بنيان الله ملعون من دمره) صدق رسول الله. جرت العادة بأن فرحة العيد لا تكتمل ألا بلمة العائلة ( الأب والأم والأخوان والأخوات)، ولكن وللأسف أن غالبية العوائل العراقية أن لم أقل جميعها أفتقدوا لهذه اللمة والتجمع منذ زمن بعيد منذ قرابة 38 عاما بالتمام والكمال! منذ أول عيد مر على العراق وشعبه مع بداية الحرب العراقية الأيرانية عام (1980) من القرن الماضي ، حيث لم يعد للعيد فرحة وصار بلا لون ولا طعم ولا رائحة!، بعد أن سكن الموت أرض العراق وخيم الحزن على شعبه، وأصبح العيد مناسبة لزيارة قبور أحبتهم وفلذات أكبادهم الذين أكلتهم آلة الحرب، الخارجية والأهلية ،حيث صار الموت يقطف بأرواح العراقيين بسبب أو بدون سبب (تعددت الأسباب والموت واحد)، فهذه العائلة أستشهد أباهم وتلك فقدوا أبنهم ألأكبر والأخرى تأسر أخاهم لدى أيران ولم يعرف عنه أي شيء، وعائلة أخرى أغتيل معيلهم في الحرب الطائفية لكونه سني، والاخرى نفس الشيء ولكن لكون معيلهم شيعي!. آه من تلك الحرب(العراقية الأيرانية) اللعينة التي كانت بداية موتنا وشقائنا وأحزاننا وكل مصائبنا التي بدأت تتوالى علينا منذ أيلول من عام 1980 من القرن الماضي بداية الحرب مع أيران والى حد هذه اللحظة!، حيث شاءت أرادت الله أن يسكن الموت أرض العراق، ولا راد لأمره. ولا ندري متى سيغادرنا هذا الموت ولا ندري أكان ذلك من أيدنا نحن الشعب، أم بسبب تهور حكامنا وحماقاتهم، أم هو قدر ومكتوب من الله علينا؟!. أن كان هذا أو ذاك ، فكل نفس ذائقة الموت، وهاهو العيد يمر علينا كسابقاته من الأعياد ، لا تغيير ولا تجديد فيه، سوى مزيد من الحزن والألم على فقدان الاحبة بين موت في جبهة قتال(الحروب لا تنتهي بالعراق)! أو بسبب مرض أو بسبب كمد وقهرأو بسبب الهجرة وترك الوطن والأهل الى أرض الغربة الى لا رجعة. ولا حول ولا قوة ألا بالله.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here