” فينيسيا الشرق تختنق “

فينيسيا الشرق اي بندقية الشرق ، تنور خبز العراق ،منبع نفط العراق ، مدينة التمور الذهبية ، مدينة السياب ، بهذه النعوت ، اطلق العالم على ( مدينة البصرة العراقية ) . ناهيك ، عن وجود اهم مصب فيها ( شط العرب ) ، موانئ البصرة ، ايرادات تقدر بالمليارات شهريا ، سياحة ، كمارك وزراعة ووووو ..

واما اليوم ،،، وانت تقرأ حاضر تلك العروس المهترئة الهرمة قبل اوانها ، المعتقة بالاحزان ..

وانت في مداخلها ليس لك الا ان تتذكر الاشباح والموت . ترى اناسها الطيبون قد تحولوا الى اشباه بشر بعيون حيارى خائفة تنتظر زائر مجهول وتحلم بواعد محال قد يغيثهم بقطرة ماء او كسرة خبز قد يحيي ذوابلها بعد ان كانت تنتشي في تخوم اريج وخيرات بساتينها ونخيلها وانهارها الازلية …

ازقة خربة لو مررت بهابامكانك ان تموت اختناقا بفعل مياه الصرف الاسنة بسمومها التي تحولت الى برك خضراء زرقاء حمراء تزينها شتى انواع واشكال الحشرات والحيوانات المائية المؤذية …

واما الارصفة ، فمهترئة صامتة وخراب زاعق بين جنباتها وعلى حافاتها اتخذت القطط الضالة والكلاب المسعورة مكانا لاستراحتها ..

واما جانب الخدمات الضرورية فمنعدم للغاية ، كالماء والغذاء والدواء حيث تسمم الالاف من ابنائها من جراء الماء الملوث الغير صالح للشرب ولا سيما انعدام ابسط انواع الخدمات في المستشفيات لمعالجتهم ..

يصف الروائي الالماني الحائز على جائزة نوبل ( الياس كاتيني ) الحكومة التي لا شكل لها ، كيف يمكنها بالتحول او التجدد او الانتاج ، وينطبق هذا على حكومتنا العراقية المحتلة من الغرباء كامريكا وايران وتركيا .

حيث لا مؤسسات ، لا ضمائر ، لا دستور ، لا مبادئ ، احزاب وميليشيات حزبية ودينية وطائفية و رئاسات مرتبكة ومهزوزة تقودها رموز فاسدة حد النخاع اذن ( حكومة بلا شكل ) من المحزن …

واخيرا شعب البصرة الميت الحي يستغيث الحاجة للماء والغذاء والدواء مناشدا الحكومة المسؤولة وقوانينها التي حازت على اصوات شهداء البصرة واحياءها ومظلوميتهم وحصلت على تلك المكانة ، نقول كفى صراع ، كفى زعاق ! اتقوا الله وضمائركم ان وجدت ، التفتوا لهذا الشعب لاولئك الاطفال المقهورون الجائعون المذلولون ..

وثقتنا باهل البصرة عالية بانهم سيجتازون محنتهم كسابقاتها مصرون وماضون على طريق الحياة والعزة والكرامة ….

كان الله في عونكم ايها العراقيون على صبركم …

بقلم : سندس النجار

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here