كرمان المجوسية.. المدينة التي ولد ونشأ فيها قاسم سليماني

إيهاب المقبل

قاسم سليماني، القيادي في الحرس الثوري الإيراني، والذي يحمي الـ5000 مستشار صليبي في المنطقة الخضراء ببغداد، وما أدراكم من هو؟!

الحقيقة أن للبيئة أثرًا خطيرًا جدًا في إِتجاه الإنسان، فكيف الحال إذا ولد ونشأ الإِنسان في مدينة الكثير من أهلها يتفاخرون ويتباهون بضلالات أجدادهم؟! وبدلاً من أن يعلن هذا الإِنسان البراءة من جهل الناس وضلالات أجداده يسعى بالدفاع عن التاريخ الوثني لأجداده بالعمل لإِقامة إِمبراطورية فارسية مجوسية على أشلاء المسلمين في العراق وبلاد الشام والجزيرة العربية! هذا هو حال قاسم سليماني ورفاقه في الحرس الثوري الإيراني السالكين طريق إبليس اللعين لَعَنَه الله تعالى، قال تعالى: ﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ﴾، الممتحنة: 4.

ولد قاسم سليماني – 61 عامًا – في مدينة كرمان على بعد نحو 987 كم جنوب شرق طهران، وأكمل فيها دراسته الثانوية. عملَ سليماني في المدينة كعامل بناء ومقاول لشبكات المياه المحلية قبل إِلتحاقه كجندي متطوع في الحرس الثوري الإِيراني في أعقاب الثورة الإِيرانية ووصول الخميني من فرنسا إِلى إيران لإِستلام مقاليد الحكم في البِلاد.

كانت نقطة الإنطلاق الدموية لقاسم سليماني في المشاركة بسفك دماء المسلمين الأكراد في أذربيجان الغربية بعد نحو شهرين من إِنتهاء الثورة الإِيرانية جراء المطالبة بحقوقهم التي حرموا منها لأن الغالبية منهم ينتمون إلى أهل السنة والجماعة. وسرعان ما شاركَ سليماني في الحرب العراقية – الإِيرانية بعد أن شنت إِيران حربها على العراق بهدف المرور عبر بوابته الشرقية إِلى الأمة الإِسلامية لإِقامة الإِمبراطورية الفارسية المجوسية تحت إطار ولاية الفقيه، وحينذاك لُقُبَ سليماني من قبل رفاقه بـ”رجل كرمان”.

ونظراً لولاء سليماني لولاية الفقيه المزعومة، فضلاً إِلى إِنتماءه العرقي لمدينة عُرفت عبر معظم فتراتها التاريخية بالدعوة للشرك بالله، ترقى وهو في العشرينات من عمره ليصبح قائد “فيلق 41 ثار الله” لمدينة كرمان خِلال الحرب. وإِضطرَ سليماني بسبب شدة المعارك مع العراق للإِتصال بمنظمة بدر على أمل التنسيق المشترك معهم للقيام بأعمال إِجرامية داخل العمق العراقي. ورغم إِعلان إِنتهاء الحرب العراقية – الإِيرانية بعد معارك دامية دامت ثمان سنوات، إِلا إِنه رأى في تصريح له آنذاك بإِن الحرب لم تنتهي بعد ما لم تصل يدّ إِيران إِلى العراق وبلاد الشام والجزيرة العربية. وفي الواقع، تعبر طموحات “رجل كرمان” عن البيئة التي ولد ونشأ فيها، وهو ما يسعى إِليه اليوم من سفك لدماء المسلمين في العراق وبلاد الشام والجزيرة العربية.

تقع مدينة كرمان في جنوب شرق إِيران، وتشتهر بكثرة المعابد المجوسية فيها، حيث كانت عاصمة للإِمبراطوريات الفارسية المجوسية الزرادشتية لمرات عديدة خلال تاريخها القديم. وتمكنَ المسلمون الأوائل من فتح كرمان سنة 23 للهجرة، فبينما الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخطب يوم الجمعة في المدينة المنورة إِذ نادى بأعلى صوته: (يا سارية الجبل) كانَ فتح كرمان على يدّ الصحابي الجليل سُهيل بن عدي رضي الله عنه بعد قتال شديد، إِذ كانت ثغورها متسعة، وبلادها متنائية، ما بين السند إلى نهر بلخ، وكانوا يقاتلون القُنْدُهار، والترك من ثغورها وفروجها‏ كما قال الإِمام ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية.‏

وإِرتد الكثير من الناس في كرمان خِلال فترة عبد الملك بن مروان، وعادوا إِلى الشرك بالله بإِتباع الزرادشتية، وعبادة النيران، فأمرَ بالقضاء على من إِرتد منهم في سنة 79 للهجرة. ومع ذلك، يبدو من خِلال سير التاريخ بإِن كرمان ظلت ضعيفة الإِيمان بالله عز وجل جراء تأثر أهلها بعبادة النيران وتاريخ إِمبراطوريات أجدادهم الوثنية، بل ولم يكن هناك سلطة تُذكر للخلافة الإِسلامية على المدينة مقارنة بغيرها من المدن الإِسلامية المفتوحة.

تعرضت كرمان لاحقًا للكثير من الغزوات، أبرزها غزوة آل صفويان، والتي أسست الدولة الصفوية (907هـ – 1149هـ). فلم يبقي إسماعيل الصفوي على عالم أو رجل دين مُسلم يدعوا لتوحيد الله عز وجل في كرمان أو جميع أنحاء البِلاد. وبعد ذلك، إستولى لطف علي خان، وهو آخر شاه على فارس من السلالة الزندية الكردية الفيلية الشيعية، على مدينة كرمان في سنة 1209 هجرية. ولكن، سرعان ما سقطت المدينة بيدَ محمد خان القاجاري، وهو مؤسس الدولة القاجارية الشيعية في إيران، والذي عملَ على قتل جميع أنصار لطف علي خان من الذكور، بل قامَ ببيع أطفال ونساء المدينة للصوص والمجرمين وقطاعي الطرق.

وإعيد إصلاح وبناء كرمان مرة اخرى قبل نحو مئتي عام، وإشتهرت المدينة منذ تلك الفترة بمعابدها المجوسية الزرادشتية القديمة، حتى ان أهلها يتفاخرون ويتباهون اليوم بتاريخ أجدادهم الوثني، بل ومعظم سكانها مازالوا يدينون بالمجوسية، ويقيمون كل عام شعائرهم في إشعال النيران.

واليوم لابواكي للبصرة، فقاسم سليماني أمر جميع المحطات الإعلامية العراقية الحزبية التي تبث من العراق بعدم نقل هذه المظاهرات، فهو يعلم ان البصرة مفتاح العراق، فمن يمسكها يمسك العراق برمته.

الفيديو أدناه لإحتفال بطقس باهمان المجوسي في حديقة كرمان المجوسية في يناير كانون الثاني سنة 2018 إفرنجية، وتذكر بان إيران تسمي نفسها جمهورية إسلامية، فلو كان قاسم سليماني مُسلم حقًا، ويسير كما سارَ آل البيت رضي الله عنهم وارضاهم، لفتح كرمان من الشرك الذي يظهر فيها علانية، ولكنه لن يفعل ذلك لانه يظهر التشيع ويبطن المجوسية:

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here