همس القوارير

————- : ضياء محسن الاسدي
(( تسورن منضدة الشاي بأكوابه البيضاء الخزفية المطعمة بالأزهار على جدرانه المنثورة على الطاولة كأنهن باقة ورد من اصناف شتى تفوح بعطرها على المكان المظلل بالأشجار الخضراء الربيعية التي تحف المكان زاهرات باشراقة وجوههن العاكسة لضوء الشمس المتسلقة على جدران الابنية وشرف البيوت بلون قرونها الذهبية المتدلية على اوراق الاشجار لتعانقها مستأنسة للمغادرة على استحياء منهن لكن الرغبة منها المشاركة بالاحتفال والاحتفاء معهن والاستمتاع بتلك اللحظات الجميلة التي ترسمها هذه القوارير تلك الاجواء التي تحبس انفاس العاشقين من شدت جمالهن حيث تتوسطهن جميلتي كأنها الزُهُرَة بين اخواتها في كبد السماء تتلألأ وهي ترتشف من فم كوب الشاي الذي يقبل شفتيها لتطبع عبيرها ورضابهاعلى خده الساخن لتبرد حرارته وابتسامة ثغرها تضفي الفرحة والسرور والبهجة بين زميلاتها اللواتي اخذت اصواتهن وضحكاتهن تعلو وتخفت بين الحين والاخر لتأخذك الى عالمهن الجميل الساحر بسحر جمالهن واطلالتهن التي تثير فيك الفضول للنظر اليهن وتتفرس هذه الوجوه الناعمة المبتسمة امامك . هنا انتفض القلب واقفا امام المنظر الرائع لينفض عنه كل عوالق الزمن المتعِب الذي قاسا منه الكثير لتتحطم امام الضحكات والاصوات المغردة في فضاء المكان كانت كلماتهن تطرب مسامعي وهي تتلقفها بانغام موسيقية من تأليف فنان ماهر يعرف كيف يتعامل مع هكذا قوارير انسية تمتع عينيك بالجمال والحسن والدلال لم يتوقفن الا بعدما أسدلت الشمس استارها الرمادي على المكان لتودعهن بقرارها الخجول للمغادرة معتذرة منهن بلطف لترسم على خد كل واحدة قبلة الوداع على امل اللقاء قريبا )) ضياء محسن الاسدي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here