ضمائر فاسدة للبيع!

خالد الناهي
شاب ينظر الى فتاة في السوق، فيخبر صديقه بأن هذه الفتاة عاهر، تعجب صديقه من كلامه؟ وقال له حرام عليك، ان المراءة يبدو عليها الحشمة والوقار.
أخبره صديقه وهو مبتسم، انها الخبرة صديقي، اصبر وسترى بعينك، وما هي الا دقائق، حتى ذهب وتحدث معها، ومروا من امامي، فنظر الي وتبسم، بعدما غمز بعينه، وكأنه يقول لي انظر كيف أستطيع ان اميز العواهر من غيرها، فرددت له غمزته بقولي له، لا أعجب فالطيور على اشكالها تقع.
ما يحدث الان من بيع ضمائر لبعض النواب الجدد، يشبه كثيرا القصة أعلاه، حزب فاسد، وشخصيات فاسدة، تعودت ان تدير كل شيء من خلال الاحتيال والطرق الملتويه، تطرق الأبواب على بعض النواب، فتعرض عليهم الأموال والمناصب، من اجل ترك ما المبادئ والمتبنيات التي انتخبهم المواطنين على اساسها، والالتحاق بهم.
السؤال هنا .. لماذا يطرقون باب النائب الفلاني دون غيره؟ الجواب بحكم الخبرة، عرفوا ان هذا النائب ضميره معروض للبيع، وصوته يكون لمن يدفع أكثر.
الأسعار المعلنة تصل الى (200) مليون لكل نائب، وهذا رقم ليس بالهين إذا ما علمنا بان هذه الجهة تحتاج اعداد كبيرة لترجح كفتها، وكما معلوم ان هذه العملية، هي عملية تجارة ليس الا، ولا بد ان هناك فترة استرداد لهذا المال بالإضافة الى تحقيق ربح.
من يدفع المال من اجل المنصب، ومن يبيع ضميره من اجل المال، ليس صعب عليه ان يسفك الدم ويقتل من اجله أيضا، وما يحدث بالبصرة من تصعيد نحوا العنف، ليس ببعيد عما يحدث من صفقات لبيع الذمم في بغداد، فالهدف واحد وان اختلفت الطرق.
جهات تشعل الفوضى في نبض وشريان العراق، وأخرى تشتري أصوات وضمائر فاسدة، والهدف لديهم أغلى من أرواح العراقيين جميعاً، انه كرسي الرئاسة.
تبا له من كرسي، ثمنه الدم العراقي، وتعسا لها من أموال، يحصل عليها من بيع الضمير.
٢٠١٨٠١٠٥_١٢٣١٢٨.jpg

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here