المرجع الخالصي: صرخات الجماهير المشروعة كان يجب ان تحضى بالرعاية والاحترام، لا بالقمع والقتل.

أكد المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ جواد الخالصي (دام ظله)،الجمعة، على ان الواجهات السياسية المزيفة التي صنعت في ظل الاحتلال اصبحت منبوذة من الجماهير والقوى العراقية الشعبية المخلصة، وأشار إلى ان صرخات الجماهير المشروعة كان يجب ان تحضى بالرعاية والاحترام، لا بالقتل والقمع، متسائلاً عن الجهات التي تقف خلف هذه الأعمال العنفية لتبرر ممارسات القتل والقمع ضد المتظاهرين، فيما أشار إلى وجوب استمرار حركة الجماهير المطالبة بالحقوق، داعياً أبناء العراق كافة إلى دعم حركتهم.

وقال المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ جواد الخالصي (دام ظله)، خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 27 ذو الحجة 1439هـ الموافق لـ 7 أيلول 2018م، ان ذكرى عاشوراء مدرسة الفداء المتجدد، والشهادة والتضحية في سبيل الله من اجل تحقيق العدالة في الارض ومواجهة الظالمين.

وأضاف: كل الاجيال تستلهم من الذكرى دوافع الفداء والبطولة في مجابهة الظلم ومحاربة المنحرفين عن الإسلام، لافتاً إلى ان ابرز مصاديق مواجهة الظالمين في هذا الزمان، هو مواجهة الهيمنة الأمريكية والصهيونية على العالم، فالذين واجهوا الاحتلال وحاربوه هم الذين ساروا على درب الحسين (ع)، واستفادوا من دروس عاشوراء، والذين خضعوا وخنعوا وساروا مع الاحتلال، فإنهم كانوا يمثلون مدرسة الذلة والهوان التي رفضها الحسين (ع) وقام بالثورة من أجل كشفها واسقاطها.

وحول الأحداث الجارية في البصرة من احتجاجات ومظاهرات، قال المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ جواد الخالصي (دام ظله): ان مآلات الوضع القائم في العراق هو امر محتّم لمشروع جاء به المحتل الأجنبي وفرضه على الشعب العراقي بالقوة.

وأشار سماحته (دام ظله) إلى ان الواجهات المزيفة التي صُنعت في ظل الاحتلال، والتي كُشفت بالانتخابات الأخيرة أصبحت واضحة أمام الجماهير، ومنبوذة من كل القوى العراقية المخلصة، وخاصة ان المجلس النيابي المزيف يعقد جلسته مع تصاعد الازمة في البصرة وسقوط الضحايا من أهلها، ويصرف على هذه الجلسة مليارات الدنانير دون النظر إلى مأسات ومعاناة الشعب العراقي الجريح.

وأوضح سماحته (دام ظله) ان صرخات الجماهير للمطالبة بالحقوق المشروعة كان يجب ان تحضى بالرعاية والاحترام والقبول، لا ان تجابه بإطلاق النار لإسقاط هذا العدد الكبير من الضحايا.

وأكد سماحته (دام ظله) قائلاً: نحن نجزم بأن المحتجين من أبناء العراق في البصرة لم يستهدفوا المواقع الرسمية، فيبرز هنا السؤال الذي يقوله كل المواطنين: من يقف خلف هذه الأعمال العُنفية ليبرر ممارسات القتل والقمع ضد المتظاهرين؟!.

وتابع قائلاً: كما نجزم ان افرد الجيش من أبناء العراق لا يمكن ان يصدروا الاوامر بقتل المواطنين، فضلاً عن تنفيذ مثل هذه الأوامر، فمن هذه الجهات التي أطلقت النار واسقطت هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى؟!.

ودعا سماحته (دام ظله) مؤكداً على وجوب استمرار حركة الجماهير المطالبة بالحقوق، كما نؤكد على وجوب دعم هذه الحركة من كل أبناء العراق، مع الالتزام الكامل بكل ما يمليه الوعي الوطني على ابنائنا واخواننا المتظاهرين وعموم المواطنين.

وأكد سماحته (دام ظله) على ان افراد القوات الأمنية المسلحة ونذكرهم بواجبهم في الدفاع عن أبناء العراق، وعدم الانجرار خلف الدعوات المشبوهة التي تدفعهم إلى مواجهة أبناء شعبهم من المحتجين.

وختم سماحته (دام ظله) داعياً العلماء والمفكرين والشخصيات القيادية في العراق إلى التلاحم والعمل المشترك لإيجاد الأرضية المناسبة لقيام عملية سياسية وطنية تضمن مصالح الشعب العراقي، وتمنع مخطط التقسيم والفتنة الذي جاء به الاحتلال ومن سار معه، وقد ذقنا ويلاته وما زلنا نذوقه إلى الآن.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here