مطالبكم حق …. وليس حرق .

محمد علي مزهر شعبان

نعم مع مطالب الحق، وألف كلا لاجندة الحرق . هكذا رفع الشرفاء النجباء من أدرك ان الوطن ليس ملك حكومة، ولا يد مأجورة أثمه، إنه ملك الجميع . جعلتم الوطن ينتقل من الاوار الى النار. الشعب يحرق وطنه، والحكومة في ميزان المزايده على الكراسي، وفي فوضى كتلة الاكبر. فاذا بالوطن يصغر، واذا بالشقاق ينمو ويتجذر . في البصرة يعاد المشهد، وكأنها “الجمل” يحتشد الصحابي المنيع، بالطريد الخنيع . ما يجري ايتها المرضعه المشبعة في ميادينك ؟ هل ان كرة النار حصد لهيبها الهشيم، واضحت مخيفة لما ستؤول إليه من حجم ؟ ودارة الكتلة الممغنطه ليلتصق بها الصلب من الخلب في شارع مفتوح، ينجذب اليه المعدن الحقيقي ومزابل مرمية عند الجادة ؟

سيدتي … هل ضاقت على الكل حلقاتها، بين المشروع، وبين من دفن حقده للشروع ؟ حكومة تاهت معالجاتها بين الارجل، وكأن الامر خرج من سطوتها، لما ألت إليه الامور . الغول يكمن في الاسطر، حين تشوش اللافته بمطالبها، ويسيل مدادها دما، ويشوهها رماد الحرائق . أتسائل من خصم أؤلئك الذين يحرقون، البناية او الساكن فيها ؟ بلد يعيش في أزمة مطالب، وليس الترقيع حلا لازمة، ولا انتهاء نائرة . لان المأزوم هو حلالها، فتاهت عليه الحلول، ولان الخصم هو الحكم والحاكم . أنتم من أتيتم بالنصراوي، ولكم تجربه ممن سبق . نعم نفذ صبركم قصاد لصوص شموليين، ولكن كيف السبيل الى تحقيق المطالب ؟ هل أن تحمل هراوة او حجارة، او حرق مكتب،حتى امتد لهيبها الى المستشفيات ودوائر الجنسية والبلدية ؟ ما هذه الاصوات التي تدعو الى حرق مدينة وما عليها، وكأني أسمع جوقة ” السبهان” تعزف نشيد الحرب الشيعية الشيعية، تحت قيادة الماسترو” ماكورك” ؟

هل استطعت ان تؤسس مطالبك تلك في منظومة منسقه ؟ هل لديك قيادة معارضه تفاوض حين صعدت غضبك فدفعك بهذا الاتجاه ؟ أم فوضى وشتيمه وقذع وسب وحرق ونهب . انت لست في مجال التحرر من استعمار، انت مستعمر في حضرة حكام مستعمرين . أنسيتم انتفاضة ال 91 كيف نجحت ثم انتكست لماذا ؟ الشعوب تقرأ السجل التاريخي لاسباب نكوصها، وتضع الاسس الكفيلة لتلافي تلك الانتكاسات . قراءة المشهد تحتاج الى رؤى مدركة، وقيادة حكيمة، وسلسلة مراجع تنقاد لها في كل خطوة تتقدم الى الامام . الضرورة تحكم ان تلزموهم من أيديهم التي ستهوي من قبضة مطالبكم . خمسة عشر عام ولم تنهض فيكم معارضة منتظمه . حتى من يدعي انه معارض يتحالف مع من يدعيه شيطان الامس ليضحى ملاك اليوم، لينال من الغلة مغنما . مقبرة النجف تزدحم باسماء أبناء البصرة، من حشود تنوعت رايتها، واجتمعت غايتها لحرب داعش،أهو الوفاء ان نحرق مكاتبهم ؟ ومتى كانوا هؤلاء في السلطة ؟ إدركوا الغايات دون يتداخل بين صفوفكم من شحن ويغير المسارات . لقد رتبت المقدمات وحددت الاتجاهات أن لا قوة مرة اخرى، التي انتصرت على داعش في أن تتصدى لكل ما يزرع من فتن وتشظي. داعش هاهي تطرق الان الابواب، ويسمع لها صوتا على لسان مبعوث أمريكا.. حين يخاطب “السنة ” كونوا معنا وإلا أرجعنا داعشنا . وسعوا اذا شئتم حريقها، فان خيم اللجوء قد نصبت لكم، في مسالك الحدود ما وراء معبر صفوان . مطالبكم حق وليس حرق .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here