دعم مطالب ومظاهرات البصرة واجب كل مواطن عراقي

محمد الموسوي
دخلت مظاهرات البصرة اسبوعها الثالث وكل المطالب عادلة ومشروعة ومن الخزي والعار على حكومات المحاصصة المتعاقبة منذ الاحتلال الامريكي وبقيادة احزاب الاسلام السياسي الشيعي التي تدعي كذبا تمثيل المذهب ان تفشل طيلة خمسة عشر عاما توفير ابسط مستلزمات الحياة الانسانية لأبناء العراق الذين عانوا الويلات من حكم المجرم صدام حسين وحروبه العبثية لتخيب امالهم وتحبط احلام شبابهم وخريجيهم ليس فقط على نطاق محافظة البصرة بل كافة محافظات العراق.
ان معاناة ابناء البصرة تستحق التوقف عندها بشكل خاص لان البصرة هي الشريان الاقتصادي النابض الذي يعيش عليه العراق الذي اصبح بلدا ريعيا يعتمد بشكل شبه كامل على بيع النفط بعد تدمير قطاعي الصناعة الزراعة بشكل مقصود ومبرمج وهل من المعقول ان ان تعيش البصرة طيلة هذه السنوات والوضع ينحدر من سيء الى اسوأ ومن زار البصرة طيلة السنوات الماضية تدهور الخدمات الشحيحة اصلا وفقدان القيام باية مشاريع وتجاهل المطالبة بماء صالح للاستخدام البشري ومعالجة الملوحة التي اصبحت تلتهم شط العرب.
ان الفساد المستشري والفشل الذريع للمجالس والحكومات المحلية المتعاقبة التي سيطر عليها السراق وناهبي ثروات الشعب اضافة للأحزاب الدينية ولجانها الاقتصادية المتخصصة بالنهب والسرقة قد اوصلت البصرة الى حال لا يحتمل وبالرغم من كل ذلك تدل سلمية المظاهرات على اصرار واعي وبوطيبة متناهية من شباب البصرة وابنائها الذين يرفضون الانجرار لاستفزازات المليشيات واطلاق النار عليهم وسوف لن تذهب دماء شهداء البصرة هدرا طالما ان اهل البصرة مصممين على الاستمرار بمظاهراتهم لحين تحقيق مطالبيهم
لنأخذ مثال استخراج وتصدير نفط البصرة الذي تبلغ قيمته مئات المليارات من الدولارات منذ 2003 والذي تقدر مساهمة نفط البصرة بحوالي 80% منه ، ماذا كانت حصة البصرة من تلك الموارد الضخمة وهل تم تعيين ابناء البصرة في حقول نفطها وهل تضمنت عقود التراخيص المجحفة بحفوق العراق اية بنود تخص تعيين ابناء المحافظة وخريجيها ؟ اين كانت الحكومات المتعاقبة عن حاجات البصرة ومطالبها العادلة التي لم تتلقى الا التجاهل والاذن الصماء ولماذا لم تطلق التخصيصات التي تستحقها البصرة طيلة السنوات الماضية ولما كانت تنهب الميزانيات وتختفي في جيوب الكتل المتواطئة على نهب الملايين سواء عبر رواتب ومخصصات خيالية او عبر السرقة العلنية والهروب خارج البلد بجوازات اجنبية.
ان فشل الحكومات الفاسدة الغير كفؤة التي حكمت منذ 2006 ولحد الان يتطلب انهاء هذة التجربة المريرة ووضع اسس جديدة لحكم وطني ديمقراطي وحكومة مدنية بعناصر كفؤة ومحاسبة ومحاكمة جميع المسئولين عن ايصال العراق الى هذا الوضع المأساوي والبدء بخطوات عملية سريعة لتلبية مطاليب ابناء البصرة وفي مقدمتها الماء الصالح والكهرباء والخدمات الصحية والادوية وتقديم المسئولين الفاسدين من محافظي البصرة ونوابهم ووكلائهم ومجالس المحافظة المتعاقبة التي نهبت واغتنت دون وازع ضمير واصبح فسادهم والحكومات الاتحادية منذ حكومات ” الما ينطيها” الى الحاكم الحالي الذي فشل بامتياز طيلة اربعة سنوات في محاسبة اي من حيتان الفساد او الاستجابة لاي من الحلول المقترحة
سوق تعقد جلسة استثنائية يوم السبت للبرلمان الجديد المشغول لحد الان بصراعات وسلوك مشبوه يعطل عمل البرلمان عبر الغياب لكسر النصاب وعرقلة عمله وهي بداية لا تبشر بالتفاؤل خاصة عبر اصرار الوجوه الكالحة القديمة لمواصلة فرض سيطرتها واحتمالات النجاح ضئيلة لحد الان وستثبت الايام القادمة ان كانت العملية السياسية المشوهة قادرة على اصلاح نفسها من الداخل ام ان المطلوب تغيير جذري حقيقي ليس من الواضح لحد الان كيفية تحقيقه ولكن المهم ان لا يكون عبر حرب اهلية او سيل دماء جديدة لان ابناء العراق لا يستحقون ماسي جيدة بعد القضاء على داعش تلك المعارك التي كلفت العراق الاف الضحايا دون محاسبة المسئولين عن تسليم المحافظات لداعش بل بالعكس عادوا الان بوجوههم الكالحة وليطالبوا يصفاقة للعودة للحكم !
ان اطلاق النار على المتظاهرين العزل سواء من قبل القوات الخاصة او عناصر المليشيات المسحة والتي ادت الى سقوط عدد من الشهداء وعشرات الجرحى تتحمل مسئوليتها المباشرة الحكومة والسلطات العسكرية والامنية الاتحادية والمحلية ويجب ان تتوقف فورا ويقدم المسئولين للمحاكمة
ان اوجاع جراحات البصرة هي موضع الم وقهر لكل العراقيين الوطنيين الشرفاء المتضامنين مع ابناء البصرة لحين انتصار تظاهراتهم السلمية بحقيق مطالبهم في العيش الكريم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here