هذه البصرة متى يستيقظ الظمير ؟

عبدالامير العبادي

عندما يشعر الحكام انهم لا ينتمون لاوطانهم تراهم يتحولون الى لصوص وقتلة ومجرمون بل قطاع طرق وخدم لاسيادهم

ولا يهمهم ضياع كل شي فقط تلبية مطاليب سادتهم لحد الوصول لتلميع تيجان واحذية مستعبيدهم

والعراق مجبول على تلك الحكاية حيث الاقوام مرت من الشرق والغرب اي بصراحة مرت من تركيا الى ايران وبريطانيا واميركا

نعم مرت وحكمت بقبضة من حديد لا لانها قوية المراس والبطش وامتلاكها ادوات السطوة بل لانها وجدت لها عبيد واشباه الرجال اشترتهم بابخس الاثمان حيث مارسوا اسوأ انواع القهر والبطش متناسين انهم ابناء وطن الحضارة والامجاد

الان نحن امام اعادة لتلك التفاصيل حيث انهيار المنظومة الوطنية لدى ساسة العراق

حيث وبكل فخر ولامسؤولية هذا من يخرج لنا بمقولة انه الان يقف ضد اميركا او تركيا

ليأخذ من ايران نموذج للقدسية او يلقي بنفسة الى قطر او السعودية معتبرا انهم الرمز الذي يدعمه

والاصل ان هذه الدول لها مصالحها ولا تربطها بالعراق اية علاقة فمن العار كل العار ان يوظف انسان عراقي نفسة ليكون ناطقا باسم هذه الدول

ما حصل للبصرة من احداث هي ليست وليدة صدفة او خارج صراعات الكتل

حيث فشل المفاوضات بينها كان العامل الجوهري في تغيير مسار انتفاضة البصرة

والتي لم تكن لها مطاليب غير الخدمية

ولكن لكي تتسلق هذه القوىى اخذت اختراق الخطوط الامامية لوثبة الشعب واتاحت لنفسها احراق الموسسات ذات العلاقة بادارة الحكومة المحلية وانا هنا لست اسفا لانها ردة فعل لعدم استجابة مطاليب الشعب ولكني اشكل على التجاوز مثلا على القنصلية الايرانية او دور وعوائل بعض من هم في السلطة حيث لا يمكن اخذ هولاء بجريرة المسوؤلين ولذلك سقط الشباب نتيجة اختلاط جوانب الصح والخطأ

اضافة الى ذلك ان ما جرى في البرلمان من مماحكات بين النواب ورئيس الوزراء لا اعتقد ان الشعب البصري استفاد من هذه الحوار ات والتي لا اعتقد انها تخدم الشعب او العملية السياسية وان كانت هي فاشلة

اذن نحن الان نعيش صراعات قوى تدافع عن وجودها وتدافع في نفس الوقت عن مصالح اولياء امورهم

ان ما حدث من تدمير بعض البنى التحتية لا يعوض الدماء الزكية التي اريقت كذلك وبعد ان اخفى اعضاء مجلس المحافظة روؤسهم وهرب من هرب وعاشوا لحظات وليلة او ليلتين من القلق والخوف من المنتفضين وبعد ان استكانة الظروف الان يحلولون اعادة وجودهم وتسويقه والجلوس في بنايات واثاث وحمايات ونقل ربما بافضل مما كانوا عليه

وثمة من يسأل هل اجهضت ارادة الجماهير

وذهبت تحركاتها ادراج الريح

الجواب كلا

الجماهير هي ذاتها بصبغتها الوطنية والنقية لكن وجود بعض الدخلاء اصحاب الاجندات الخارجية والساهرين على تحقيق برامج تلك الدول لا يريدون تغيير جلدتهم

واستهوا بل استرخصوا العمالة ولاجل الحفاظ على بقائهم تراهم نزلوا للشارع يقتلون المنتفضين وهم عزل ولكن مانتمناه لاهالي مدينتا الباسلة ان لا يكونوا لسان حال احد فالمسؤولية تقع على عاتق الحكومة المحلية منذ السقوط باعتبارها لم تحقق اي انجاز باستثناء مشاريع تافهة صرفت عليها مليارات وكذلك الحكومة المركزيةالتي كانت تتفرج فقط هذا بالاضافة الى ان الحكومتين هما ضمن سياق المحاصصة والطائفية لذلك لا غرابة ان تتوزع كل المناصب بين احزابهم المتسلطة ونحن نعرف كل مدراء البصرة حيث تلك حصة هذا الحزب او تلك الجهة

البصرة ام التأريخ لقد مزقت اوصال اوصال

وبهمة الغيارى والوطنيين حتما تعيد بريقها

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here