الأسباب العلمية والدينية لإنتشار ظاهرة الخسف الأرضي..

إيهاب المقبل

تعاني الكرة الأرضية اليوم من إنتشار ظاهرة الخسف الأرضي، وهي إنشقاق الأرض وإنهيارها وإبتلاع الأشخاص والسيارات والبيوت بشكل مفاجيء. وقد حدثَ خلال العقد الأخير العديد من حالات الخسف الأرضي، ولاسيما في امريكا والصين واليابان وايطاليا وكرواتيا واليونان وايرلندا وزامبيا وإيران وتركيا والهند وجنوب افريقيا وتونس ومصر وغيرهم. فما هي يا ترى الأسباب العلمية والدينية لإنتشار هذه الظاهرة؟

. الأسباب العلمية

الأسباب العلمية لظاهرة الخسف الأرضي، هو تعرض الحجر الجيري وصخور الكربونات للتآكل بواسطة المياه الجوفية الحمضية، مما يخلق فراغات في الأرض تنهار بشكل متسارع فجائي أو بشكل بطيء متدرج، مُخلفة حفرة عمقها بين متر واحد إلى 600 متر تقريبًا. وقد تلعب شبكات الصرف الصحي أو المياه الجارية أو المياه الراكدة دورًا في إنتشار هذه الظاهرة، ومع ذلك تحدث هذه الظاهرة أيضًا في الأماكن المرتفعة والجافة وقليلة المياه الجوفية! وزعم بعض علماء الجيولوجيا ان السبب وراء إنتشار هذه الظاهرة هو إرتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية جراء ظاهرة الإحتباس الحراري. وهكذا، ما تزال الظاهرة ضمن دراسة المنطقة العلمية.

. الأسباب الدينية

لقد أخبر القرآن الكريم عن أشخاص خسف الله بهم الأرض، فلم يستطيعوا أن ينقذوا أنفسهم، ولم ينقذهم أحد، كما حدث في قصة قارون الذي كفر وطغى وبغى وعتا، فخسف الله به وببيته الأرض، قال تعالى: (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ)، القصص: 81. وقد أخبرنا الله عز وجل أيضًا في القرآن الكريم عن أقوام خسف الله بهم الأرض، قال تعالى: (وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)، العنكبوت: 40. قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره: (يقول تعالى ذكره: ولم يكن الله ليهلك هؤلاء الأمم الذين أهلكهم، بذنوب غيرهم، فيظلمَهم بإهلاكه إياهم بغير استحقاق، بل إنما أهلكهم بذنوبهم، وكفرهم بربهم، وجحودهم نعمه عليهم، مع تتابع إحسانه عليهم، وكثرة أياديه عندهم، وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ بتصرّفهم في نعم ربهم، وتقلبهم في آلائه وعبادتهم غيره، ومعصيتهم من أنعم عليهم). وقال الإمام القرطبي رحمه الله في تفسيره: (وما كان الله ليظلمهم لأنه أنذرهم وأمهلهم وبعث إليهم الرسل وأزاح العذر) . ولذلك، كانَ الخسف نادر الحدوث، ولكنه كثر في الآونة الأخيرة وأصبح ظاهرة تتطور باستمرار. وبالطبع لم يكن أحد يعلم أنه سيأتي زمن يكثر فيه الخسف إلا النبي الأمين محمد صلى الله عليه وسلم، وما ينطقُ عن الهوى، إن هو إلا وحيً يُوحى، فعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (سيكون في آخر الزمان خســـــــــــــــــــــــــــــــف وقذف ومسخ، قيل: ومتى ذلك يا رسول الله؟ قال: إذا ظهرت المعازف والقينات)، رواه ابن ماجه والطبراني. وهذه العلامة قد وقع شيء منها في العصور السابقة، وهي الآن أكثر ظهورًا، فقد ظهرت المعازف في هذا الزمن وانتشرت انتشارًا عظيمًا،وكثر المغنون والمغنيات وهم المشار إليهم في هذا الحديث بـ ” القينات”، وأعظم من ذلك استحلال كثير من الناس للمعازف، وقد جاء الوعيد لمن فعل ذلك بالمسخ، والقذف، والخسف كما في الحديث السابق، ولما ثبت في صحيح الإمام البخاري رحمه الله قال: عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير، والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم – يعني الفقير – لحاجة فيقولوا: ارجع إلينا غدًا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة).
والله أعلم بالصواب

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here