عاشوراء منهج الأصلاح . في فكر المحقق الصرخي .. .وتحرير المجتمع من نير العبودية والذلّ

أحمد الركابي
أن عاشوراء الإمام الحسين (عليه السلام) علمتنا، عدم الرضوخ إلى الذل والمهانة، أليس هو القائل “هيهات منا الذلة”. عاشوراء علّمتنا الحرية والكرامة أليس (عليه السلام )قال “ياشيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين، فكونوا احرارا في دنياكم”. الإمام الحسين علمنا بان التضحية والشهادة في سبيل الله هي السعادة بعينها حيث قال (عليه السلام )”فإني لا أرى الموت إلا سعادة”. عاشوراء الحسين (سلام الله عليه) علمتنا مناصرة الحق في جميع الأحوال والظروف وفي ذلك يقول: ألا ترون إلى الحق لا يعمل به والباطل لا يُتناهى عنه؟!

فهي الثورة الإصلاحية الحية التي تفجرت لتصحح مسار الانحراف في الأمة الإسلامية، واستمر صداها يتخطى القرون عابرا الآفاق نحو المستقبل. كما لا يمكن ربطها بالإسلام حصرا، مثلما لا يمكن فك ارتباطها عنه وهي جاءت حاملة لمبادئه، باذلة التضحيات في سبيله. فهي ثورة إنسانية لكل أبناء البشرية، منبثقة عن الإسلام الذي هو دين الإنسانية المنزل من رب العالمين جميعا، وإليهم جميعا، في كل زمان ومكان.

أن واقعة الطف المؤلمة، غيّرت مجرى تاريخ الشعوب الاِسلامية، وفتحت لها آفاقا مشرقة للتمرّد على الظلم والطغيان، وألهبت هذه الملحمة الخالدة عواطف الاَحرار، ودفعتهم إلى النضال المسلّح في سبيل تحرير المجتمع من نير العبودية والذلّ، وإنقاذه من الحكم اللاشرعي. لقد انتصرت أهداف الإمام الحسين عليه السلام في ثورته الخالدة، وانتصرت مبادئه العظيمة، وظلّ مثلا خالدا للكفاح المقدّس يطارد الظالمين والطغاة في كل عصر وزمان، ويمدّ الثوار بروح التضحية والفداء.

ومن هذه الزاوية العاشورائية كان لأنصار المحقق الاستاذ الصرخي دور واضح وجلي في أحياء مراسيم العزاء الانساني بالكلمة الصادقة والفعل الحقيقي النابع من الم المصيبة العظمى ، وهذا جزء من كلامهم الشريف جاء فيه :
((هلالُ، أفزعتَني بمحرم بجفاء، من بين الأهلّة لا أرى إلّا وفيك الدماء، معلّق أنت في السماء، فكيف مِن دماك تلطّخ أرض كربلاء؟! أغمض العين ولكن أسمع في صداك البكاء، وأفزع لأرى ما فيك فأجد خيام آل الرسول بينها صراخ النساء، وأنظر فيك حزّ الرأس المقدس وهو ملقى على الرمضاء، رأس حسين فلذة كبد الزهراء، وقمر العشيرة قد فاظت روحه بحجر الحسين مع السعداء، إنها ملحمةٌ لا ينصرها إلّا الشرفاء، ولا يخذلها إلّا الأشقياء، ففي خضم هذا الحزن نشكوه ونعزي بالعهد والوفاء، الرسول الأعظم وأهل بيته الأطهار بهذا المصاب الأعظم، لاسيّما المهدي طالب الثأر، والأمة الإسلامية والإنسانية والعلماء العاملين الأبرار، وحفيد النبي المختار، السيد الأستاذ الصرخي متّبع منهج الحسين بالعزم والإصرار.))
شهر محرم الدم ذكرى ملحمة الطفّ الأليمة

goo.gl/6aTBTa

وفي ضوء هذا، لا بدّ للأمّة أن تتعلّم في الموسم العاشورائيّ كيف يكون الحزن حزن الأقوياء لا حزن الضّعفاء، والبكاء بكاء العاطفة الولائيّة لا بكاء الإحباط، وأن تكون كربلاء حركةً للقوّة، لا مجرّد مناسبة للحزن والبكاء. إنّ الحسين ( عليه السلام )يمثّل الوحدة والحرية والانسانية .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here