الصَنَمُ الأصمُّ

عدنان الظاهر آب 2018

الصَنَمُ الأصمُّ

طوّقتُ الوهمَ العاصيَ شوْقا

عانقتُ مصابيحَ الأفُقِ المتورّدِ لوناً فَجْرا

أسألُ … أسالُ مّنْ ؟

أشعرُ أني وحدي مصدورٌ معلولُ

لا أرفعُ رأساً أو صوْتا

ألاّ ينهضَ في بِركة جيرانيَ ماءُ

يتدفّقُ سِرْباً سِرْبا

هَبْني كنتُ الراسبَ في هُوّةِ قعرِ الفنجانِ

أتعاطى حاجاتي تقتيرا

أقضي شأني بسؤاليَ مِرآتي

هلْ مِنْ أثرٍ منّي باقٍ فيها ؟

أجزمُ أني المغبونُ كثيرا

أمضيتُ سنيَّ الطوْفانِ غريقا

طوَّحني في وطني إعصارُ

صيّرَني لا أشبهُ مخلوقا

صيَّرَني عَصْفاً مأكولا

قطّعَ أطرافي

قلَّمني عُوداً عُودا

جُبتُ الآفاقَ أنوءُ بأوزارِ

أسحبُ أقدامي سَحْبا

أكتبُ أوراقي حبراً ممسوخا

ألاّ أفتحَ للصَنمِ الراصدِ أبوابي

يُحصي أنفاسَ العوّادِ

يختمُ أوراقَ الزوّارِ

يوشي للجارةِ والجارِ

يرسلُ بالشُفرةِ ألغازا

يتسوّلُ في الشارعِ شحّاذاً أعمى

يتلفعُ أسمالاً أحيانا

يتوكأُ أحدبَ ظهرا

هذا في ” طُروادَ ” حصانُ !!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here