الحقائق الثابتة لاتخضع لرغبات المستحمرين

راضي المترفي

يقال ان احد المشاكسين في العهد الملكي تقدم لطلب وظيفة فاحيل على الاختبار وكان اسمه غير مطابق لذوق المسؤول عن الاختبار لكنه قبل بجلوسه امامه وقرر في قرارة نفسه ان لايمنحه نسبة النجاح مهما كان ذكاؤه فساله : ( اشبينك وبين الزمال ؟ ) فرد المشاكس بكل هدوء وادب : ( بس الميز استاذ ) اكيد هذه الحادثة لاعلاقة لها بهرون الرشيد الخليفة الذي سما ببغداد بعد ان جعل منها عاصمة للعالم في الحكم والعلم والثقافة والادب ويكفي ان كتاب ( الف ليلة وليلة ) ترجم الى كل اللغات الحية في العالم وقرا حكايات ليالي بغداد من خلاله ملايين البشر ولازال شهريار وشهرزاد رمزان عالميان لذكاء الانثى وسطوة الرجل لكن اظن جازما انكم تتفقون معي ان (الزمال ) هو من يريد انتزاع حق اصبح في ذمة التاريخ منذ اكثر من (12) قرنا والغاء اخبار سارت بها الركبان . بغداد التي بناها جد الرشيد ( المنصور) وجعلها عاصمة حكمه واورثها لابنائه واعلى مقامها حفيده هرون الرشيد وهرون بالمناسبة لم يكن مشمولا باجتثاث البعث ولاملك له في بغداد ولاعقار مسجل باسمه في دوائر التسجيل العقاري (الطابو) وكل مافي الامر ان بغداد عاشت عصرها الذهبي في عهده وعرفها العالم وحملت سجلات التاريخ ماقدم هرون لبغداد وماقدمت بغداد للعالم .. لماذا لايذهب هذا (…) للناصرية ويرفع اسم ناصر الاشقر ( المنتفجي ) عن الناصرية بل لماذا لايرفع عن البصرة اسم عتبة بن غزوان وعن الكوفة سعد بن ابي وقاص ويضع اسماء يختارها هو ان كانت له القدرة وهل يعلم ان كربلاء المدينة التي تسمى اليوم كربلاء الحسين لم يعش فيها الحسين ولايوم وكل مافي الامر انه قتل على ارضها ودفن فيها فحملت اسمه المبارك بعد ان كان قبره سببا في تحويلها الى مدينة وقبلة للثائرين !! ان الحقائق الثابتة لاتخضع لرغبات الجهلة والمعتوهين والمستحمرين وفاقدي الذاكرة ولو كان لهذ المعتوه ذاكرة لاخبرناه ان معتوها قبله اراد ان يضع اسمه جنبا الى جنب مع نبوخذ نصر فكتب اسمه على عشرات (الطابوق ) ودسه في بناء الجنائن المعلقة فاصبح مسخرة للاخرين وحرم هذا الاثر (الجنائن المعلقة ) من رعاية (اليونسكو ) حتى تم نزع تلك الطابوقات المشؤومة ورحل هو وبقي نبوخذ نصر وجنائنه المعلقة .. الا تعتقدون معي ان هذا ( الزمال ) يحتاج الى (رشمه ) و(عليجه ) لكي لايفكر بشنق التاريخ من رجليه ولاينفخ في رماد نار طائفية .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here