تريد برهم صالح اخذ فؤاد حسين !!

راضي المترفي

نعم كلاهما (كاكا) وكلاهما صوت بنعم للاستفتاء وكلاهما مارس السياسة وكلاهما يحمل لقب (دكتور) لكن الفرق برهم صالح عمل في بغداد وصنع لنفسه شبكة علاقات واسعة وفؤاد حسين تمترس في عرين الرئيس في اربيل وقد لايهتم اغلب العراقيين بمن يدخل القصر الجمهوري خلفا لمعصوم فاتحا ليس لان منصب الرئيس منصب (شرف ) وانما لان الغالبية العظمى من العراقيين وصلوا الى سن (اليأس) بالنسبة للسياسة لكن الخلاف والصراع بين من يقبعون خلف الستارة ويحركون الخيوط وهم على طرفي نقيض مما يمنح بعدا يتعدى حدود المحلية . ومن ينظر لمزايا الرجلين او الفوارق بينهم لايجد اختلافا كثيرا فكلاهما يمت لامريكا بصلة بين دراسة وعمل وتعاون ويمثلان حزبا السلطة في الاقليم واكتنزا تجربة حكم مشبعة الا ان برهم صالح الين عريكة من فؤاد حسين واقرب لفهم الواقع العراقي منه ويمتاز فؤاد بتعصب لحزبه وقوميته ورئيسه , لكن هل يعني هذا ان هناك مفاضلة ستكون بين الرجلين ويفوز الافضل بمنصب رئيس الجمهورية ؟ قطعا لاعلاقة للافضل بالوصول الى سدة الرئاسة وانما الوصول يعتمد على ماهية الصراع الدائر بين شيعة وسنة واكراد امريكا وشيعة وسنة واكراد ايران ومن خلفهم امريكا وايران . في الاسبوع الماضي وبمناورة ذكية سجلت ايران وفريقها هدفا في مرمى امريكا وحصلت بموجبه على منصب رئيس البرلمان وحسمت الموقعة لصالحها واصبح احد سنتها (الحلبوسي) رئيس مجلس النواب ولم يفصلنا عن موقعة رئاسة الجمهورية الا ايام ان لم تكن ساعات ومع ان اكثر التوقعات تشير الى فوز برهم صالح الا ان الرياح قد لاتجري بماتشتهي سفن ايران وقد يفعلها الامريكان باللحظات الاخيرة ويصبح فؤاد حسين الذي عملت الماكنة الاعلامية للطرف المضاد خلال الايام الماضية على وضعه في خانة اقرب الى اسرائيل منه لامريكا وفات هذه الماكنة ان انتخاب رئيس الجمهورية ليس عبر صناديق الاقتراع وانما عبر صفقات ترسم في عواصم اخرى ويكشف عن الفائز بموجبها في بغداد واذا قيل ان فؤاد حسين متزوج من يهودية ويرتبط بالمخابرات الامريكية فقد قيل عن برهم صالح وعلى لسان الراحل جلال طالباني : (لاتقولوا برهم صالح كردي وقولوا ان برهم صالح امريكي صديق للاكراد ). ختاما ان الفوز برئاسة الجمهورية في هذه الدورة الانتخابية لاعلاقة له بالكفاءة ولا الوطنية ولا التجربة وانما مرهون بمن يتغلب على من في الصراع الدائر حاليا بين امريكا وايران في العراق .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here