الصراعات بين ساسة الكرد خطر كبير

اثبت بما لا يقبل ادنى شك ان الخلافات والصراعات الشخصية بين ساسة الكرد اذا تركت وشأنها ستكون نار تحرق العراق والعراقيين لهذا من يريد ان يحمي العراق اما ان يعزلهم ويدع نارهم تأكل حطبهم او التدخل بقوة لأنهاء تلك الصراعات والخلافات بين ساسة الكرد والا فنيران الصراعات ستحرق العراق والمنطقة التي تحيط بالعراق
المعروف ان الصراعات الكردية التي بدأت في زمن صدام كان صدام فاهما وعارفا حقيقة هؤلاء المتصارعين وماذا يريدون لهذا كان يلعب على مجموعتي البرزاني والطلباني فتراه مرة يتقرب من مجموعة البرزاني ضد مجموعة الطلباني ومرة يتقرب من الطلباني ضد مجموعة البرزاني وكانت مهمة صدام في هذه الحالة هي صب الزيت على النار التي وقودها ابناء الاقليم واستمرت هذه الحالة حتى بعد تحرير شمال العراق في عام 1991 على يد القوات الامريكية والدولية حيث تهيئة فرصة مناسبة لأبناء الشمال حتى في تحقيق دولة خاصة بهم في شمال العراق الا ان الخلافات والصراعات الدموية بين مجموعة البرزاني ومجموعة الطلباني التي تفاقمت الى درجة دفعت مسعود البرزاني الى تقبيل يد وربما قدم صدام حسين لأنقاذه من قوة مجموعة الطلباني فوجدها صدام فرصة مناسبة لذبح ابناء الشمال وسبي نسائهم وذبح المعارضة العراقية
فاسرع صدام وارسل حرسه الجمهوري والخاص واحتل اربيل وطارد مجموعة الطلباني حتى السليمانية لولا تدخل القوات الايرانية لتمكنت من القضاء على مجموعة الطلباني وهكذا تمكنت قوات صدام على اعادة مسعود لاربيل وتعيينه شيخا عليها واستمرت الخلافات حتى بعد تحرير العراق في 2003
وهكذا اصبح شمال العراق ضيعة خاصة تابعة لمجموعة الطلباني ومجموعة البرزاني حتى انهم قسموا شمال العراق بينهم وفق نظرية ففتي ففتي اي نصف نصف الشمال لك ونصف الشمال لي الطلباني يحكم السليمانية والبرزاني يحكم اربيل وكان لسان حالهم يقول لا للانتخابات لا للدستور لا لارادة الشعب لهذا لم يسمحوا لاي حزب علماني مدني اسلامي العمل في شمال العراق الا اذا كان خاضعا لاحد الحزبين وفي خدمة احد الحزبين
هناك حقيقة يجب الاقرار بها وهي ان حزب الاتحاد الوطني اي حزب الطلباني حزبا فيه شي من الديمقراطية ويؤمن بعض الشي بالتعددية الفكرية والسياسية وكانت هذه الحالة سببا في الانشقاقات والصراعات في الحزب اي في حزب الطالباني وادى الى ظهور حركات مثل التغيير والعدالة وكذلك ظهور حركات اسلامية مستقلة بعيدة عن هيمنة الحزبين حزب الطلباني وحزب البرزاني كما ظهرت احتجاجات ومظاهرات شعبية منددة بسياسة الحزبين وخاصة حزب البرزاني في السليمانية وحتى في اربيل رغم القبضة الحديدة التي يفرضها البرزاني وحزبه على ابناء اربيل والمناطق الخاضعة لقبضته
اما حزب البرزاني فهو حزب عشائري ديني وهابي على الطريقة النقشبندية لهذا نرى البغدادي أطلق صرخته من صحراء الانبار مناديا مسعود البرزاني يا مسعود انا وانت على دين واحد اي الدين الوهابي ويجب ان نوحد جهودنا لقتال الشيعة الروافض وفعلا لبى مسعود البرزاني الدعوة وتعاون مع البغدادي في غزو العراق لهذا نرى حزب البرزاني لم يحدث فيه اي انشقاق اي معارضة ولا يسمح لاي معارضة له حتى لو كانت المعارضة في المناطق التي يسيطر عليها حزب جلال الطلباني انه يعتبر صدام القدوة التي يقتدي بها لهذا فانه صدام وحزبه حزب البعث لا يختلف اي شي سواء في نظرته للاقليات التي في شمال العراق او في من يعارضه
لهذا نرى البرزاني بعد تحرير العراق اصبح يتعامل مع العراقيين على انه رئيس الدولة والعراق مجرد اقليم تابع لدولته فكان هو الذي يامر ورئيس الوزراء في بغداد ينفذ لهذا نرى الحكومة في بغداد تنفذ اوامره والويل لها ان لم تنفذ اومره سيقوم البرزاني بأقالة رئيس الحكومة في بغداد وما تغيير الجعفري ثم تغيير المالكي الا بأوامر من قبل البرزاني الا لانهم اغضبوا مسعود البرزاني
لهذا فتح شمال العراق لكل من هب ودب حتى اصبح شمال العراق مقرا لكل مخابرات وجيوش العالم وكل من يريد شرا بالعراق والعراقيين من داعش الوهابية والزمر الصدامية الى مخابرات ال سعود وال نهيان والموساد الاسرائيلي الى بناء قواعد عسكرية سرية وعلنية للجيش التركي وبدأت حملة شوفينية نازية ضد العراقيين ابتداءا بحرق العلم العراقي ومرورا بالكلمات البذيئة طز بالعراق لا يشرفني العراق وكان الكثير من قادة حزب البرزاني يفتخرون ويعتزون انهم لم يلفظوا اسم العراق خلال اداء القسم في برلمان الاقليم حتى وصل بهم التمادي الى رفع علم البرزاني وانزال العلم العراقي وضم كركوك الى مشيخة البرزاني وسخروا بالحكومة العراقية والدستور والبرلمان العراقي وقرارات المحكمة الاتحادية واعتبروا كل ذلك لا قيمة له بل ان احدى النائبات التابعات للبرزاني اعتبرت كل تلك القرارات ممسحة لحذائها
ثم اعلن استفتائه وانفصاله متحديا العراقيين والمنطقة والعالم وكاد يشعل نيران جهنم على العراقيين الا ان الموقف الجاد لايران وتركيا وموقف ابناء العراق كلهم وخاصة ابناء الاقليم الاحرار جميعا تمكنوا من اخماد ناره وحرقه هو ومن معه
وكادت تحدث فتنة بين العراقيين لا تذر ولا تبقي من العراق لا ارضا ولا بشرا والآن جاءت نفس المجموعة التي ايدت غزو داعش الوهابية وعملية الانفصال وتأسيس دولة في شمال العراق
لهذا على العراقيين الاحرار ان يقفوا سدا منيعا امام عودة هؤلاء باي لون وبأي شكل ومنعهم من تحمل اي مسئولية مهما كانت حتى لو موظف بسيط والا فعلى العراق والعراقيين الفاتحة
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here