مبارك عليكم ذلكم الابدي

في واحدة من احدى اروع الأساطير التي سمعتها: ان تيسا قرر الهرب. ذهب للعيش مع معزته بعيدا عن قطيعه. عاش في أعالي الجبال. بذل القطيع جهدا كبيرا في البحث عنه. بعد مدة عثروا عليه. سألوه لماذا خاطرت بحياتك وتعلم ان الكثير من الذئاب تعيش هنا. قال: قررت العيش منفردا ومواجهة قدري أفضل من تحمل الذل الذي تفرضه الكلاب على قطيعنا من اجل حمايتنا. بعد قليل من اللقاء انتقل جميع القطيع الى قمم الجبال مواجهين قدرهم تاركين حياة الذل الى الأبد.

متى يتحرر الاذلاء من البشر من ذلهم؟

قال حسني مبارك بعد ان تخلت عنه امريكا:( إليّ متغطي بأمريكا عريان).

الرئيس الباكستاني السابق ضياء الحق قال قبل اغتياله :(الذي يعمل مع الامريكان مثل الذي يعمل بالفحم يبقي دائما ملطخ اليدين والوجه والثياب).

أجرى الكاتب انيس منصور لقاء مع شاه إيران الذي كان يقيم بمصر بعد خلعه. حمله الشاه وصية الى أنور السادات ذكرها في كتابه (معنى الكلام) في الصفحة283 كتب ما قاله الشاه:(أن احدا لم يخدم الامريكان في المنطقة كما فعلت انا، ولكن الامريكان لا عندهم مبدأ، ولا خلق … فعندما كنت ارقص مع زوجة الرئيس كارتر وهو يرقص مع زوجتي وكان يهمس في أذن زوجتي ويقول لها: إيران جزيرة الأمان……. أخي انور السادات لا تثق بهم فإذا قبلوك اليوم قتلوك غدا. احترس منهم أن موقفهم مني درس يجب ألا ينساه أحد).

لكن لا أحد يتعظ من هذه الدروس المجانية من اعراب أمريكا.

خلال يومين اهان ترامب الملك سلمان مرتين، الأول في تجمع انتخابي بولاية جورجيا قال: (قلت له أيها الملك لديك تريليونات الدولارات ومن دوننا لا نعلم ماذا كان سيحدث، ربما ما كانت قادرا على الاحتفاظ بتلك الطائرات لأنها كانت عرضة للهجوم وبوجودنا هي مؤمنة بالكامل).

وبعد يومين قال:(قلت للملك دون امريكا لا يمكنك البقاء بالحكم لأسبوعين).

منذ مجيء ترامب للحكم وهو مستمر بحلب الملك سلمان وولده وفوق ذلك، لم يتوقف عن توجيه الإهانات لهما..

أقامت السعودية الدنيا على كندا لان وزيرة الخارجية الكندية طالبت بإطلاق سراح ناشطات اعتقلن بالسعودية، لكن لا حراك ولا حتى رد على الاهانات المتكررة التي يقولها ترامب ضد سلمان وابنه.

الغريب ان سلمان الحزم وولي عهده محمد العزم يتقبلون الاهانات دون ردة فعل. حزمهم وعزمهم على اليمنيين فقط.

ليس بمستغرب الصمت الرسمي السعودي على الاهانات، لكني لاحظت ان الذل والخنوع أصبح ثقافة سعودية رسمية وشعبية. لمست ذلك من خلال ردود الكثير من السعوديين على وسائل التواصل الاجتماعي، وحتى المعلقين والمحللين السعوديين والخليجيين الدائرين بفلك السعودية جاءت اغلب تعليقاتهم مبررة لا رافضة لتصريحات ترامب. قال المحلل الكويتي (السعودي) الهوى والتمويل فهد الشليمي نشتري السلاح والحماية بأموالنا. اخر كتب رادا على ترامب 🙁 هم حراس اشتريناهم بأموالنا). هل يهين الحارس مشغليه؟

اخر كتب لا شأن لنا بما يقول بحملاته الانتخابية لأنها شأن داخلي!

اغرب تعليق كتبه أحدهم يتغزل بترامب بعد كل هذه الاهانات كتب:(موتوا بغيضكم، ضرب الحبيب مثل اكل الزبيب) مبارك عليكم ذلكم الابدي. الغريب ان يكون لهؤلاء الأذلاء اتباع ومناصرين منتشرين كنتشار الذباب على المزابل.

في العراق وعلى امتداد البلدان العربية.

إذا كان المتبوع ذليلا فكيف يكون تابعه؟

(كلاب للأجانب هم ولكن على أبناء جلدتهم اسود) الرصافي

لا يستطيع أحد ركوب ظهرك الا إذا انحنيت) مارتن لوثر كنج

حسن الخفاجي

Hassan.a.alkhafaji@jmail. com

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here