من الخضراء إلى العلاوي بغداد تنهض من جديد !

أثير الشرع

يبدو أن رئيس الوزراء المكلف السيد عادل عبد المهدي، عازماً على فرض سياسة تختلف تماماً عن سابقاتها خلال الدورات الثلاث الماضية؛ فما ناله من تأييد ودعم من جميع الدول والكتل السياسية، يتحتم عليه المضي قدماً للبدء بحكومة الخدمات كما نعتتها الكتل المنضوية تحت خيمة تحالفي البناء والأعمار والإصلاح.

أثار ترشيح السيد عادل عبد المهدي، كمرشح تسوية مستقل جدلاً بين الأوساط الشعبية البسيطة؛ التي تصدق كل ما يقال والمشكلة : أن بعض الناشطين على شبكات التواصل الإجتماعي يؤمنون بأكذوبة هم من روجوها ولفقوها، وهذا للأسف ما نصفه بالمجتمع الجاهل الذي تأثر بالحروب والأزمات، من جهة أخرى رحبت الأوساط الدولية كذلك العربية بتكليف السيد عبد المهدي لرئاسة الكابينة الوزارية الجديدة.

إننا نعتقد بأن تكليف السيد عادل عبد المهدي لرئاسة الوزراء، عدة خطوات في الأتجاه الصحيح وليست خطوة واحدة؛ لما يميز هذا السياسي المخضرم عن غيره، فهو صاحب تجارب عديدة وأنضم لعدة تيارات وأحزاب، إلى إن وجد ضالته وطموحه بالإنضمام إلى المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، ومن هنا كانت إنطلاقته الحقيقية نحو عالم الجهاد والسياسة، وهو بالحقيقة أعلامي وكاتب ومحلل يمتلك خزيناً معرفياً جيداً.

المنطقة الخضراء : تضم جميع المقرات الحكومية المركزية كذلك السفارات، وأبرزها السفارة الأمريكية، قرر رئيس الوزراء المكلف ترك مقر الحكومة هناك ويختار بناية المجلس الوطني في منطقة العلاوي مقراً عتيداً جديداً للحكومة المقبلة، والتي ستبصر النور مطلع نوڤمبر المقبل؛ وأمام عبد المهدي أقل من ثلاثون يوماً لإختيار كابينته الوزارية الجديدة، بعيداً عن الضغوط والتأثيرات؛ لإتمام النجاح وبناء ما عجزت عنه الحكومات الماضية، التي فشلت بتحقيق أبسط متطلبات المواطن العراقي.

الإتفاق بين الكتل السياسية ورئيس الوزراء المكلف يفضي إلى قيام كل كتلة بترشيح 5 شخصيات لكل وزارة، على أن يختار الرئيس المكلف وزرائه بعناية ودراية وحسب قناعاته، وإن لم يقتنع بالخمسة مرشحين؛ يتم ترشيح خمسة آخرين، على أن ترضخ هذه الحكومة لعام واحد تحت التجربة؛ ليتم بعد ذلك تجديد الثقة والإنطلاق نحو البناء والأعمار والإصلاح الحقيقي.

هناك من سيعرقل عمل الحكومة، وهناك من سيحاول تأجيج الأزمات؛ لإثبات غايات مريضة لا تخلو من العبث، ونحن هنا نؤكد ولا نعتقد، بأن العراق خلال المرحلة المقبلة سيشهد ازدهاراً ونمو أقتصادي، وسيكون قبلة لكبار المستثمرين ونهاية عهد الكومشينات والمحاصصة، التي أنهكت العراق وشعبه، وستكون منطقة العلاوي إنطلاق ثورة الخدمات وتباً للخضراء وساكنيها !

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here