هاجس الخوف على الأجيال

بقلم / مجاهد منعثر منشد

وسط انتشار افكار الإلحاد، والترويج لمظاهر لا أخلاقية , وضبابية شعاع الحرية التي تقود العقول الشابة نحو الفكرة السريعة والاعتقاد فيها والدفاع عنها بشكل مستميت , تركب الشباب قوارب الهروب من الواقع لتغرق في بحور الضياع .

وتجانب تلك القضايا مسائل أخرى كالتفكك الأسري وكثرة الطلاق لفتيات بعمر الزهور وفتية كالشموع كل ذنبهم لا يجدون من يساعدهم في صراع الحياة بمشورة صحيحة أوتوضيح بأنّ في بداية الزواج تحدث بعض المشاكل الطبيعية البسيطة القابلة لعدة حلول ومعالجة من قبل الكبار, إلا أننا نجد في بعض الاحيان من يعالجون هم السبب في التفريق بين المرء وزوجه .

والغريب أن تسمع المهازل بأنّ أحد الأزواج عمل سحر للآخر, فيستنزف الدجال أو الساحرة أموال الشباب , وفي الأصل لا وجود , إذ انتهى السحر في عصر الإسلام بعد نزول المعوذتين .

ونستغرب من أسر زوجية شبابية يحملون شهادات أكاديمية أحدهم لا يلقي بكلمة طيبة على الاخر في الصباح , وتعج بينهم المشاكل منذ بزوغ الشمس من أجل أسباب تافهة لا تستحق الذكر .

وأما تقييم الاخرين على قدم وساق ,ذلك التقييم المجاني هذه غير شريفة وذاك فاسد وتلك العائلة هابطة وما شابه من محاكمات يصنعها المجتمع غير المتحضر .

والمشكلة في كل ذلك عدم الايمان بأن الأجيال الشابة تعيش في عصر غير عصورنا , حياة وواقع هم من يصنعوه وفق ما يشاهدونه من تطور وعالم دنيوي أفضل من عالمنا القديم حسب اعتقادهم , فعلينا أن نحترم وجهة نظرهم ولا نفرض ما يسبب التعاسة لهم ليس ذلك فحسب , بل نناقشهم بعقلية باردة ونذهب بعقولهم للمسار الصحيح دون عصبية وفرض الآراء المجحفة عليهم , وكأننا نعيش في زمن الجاهلية .

وهنا في كل ذلك لا نرمي اللوم على دعاة الإسلام لأن خطابهم لا يرقى إلى استقطاب الشباب وتوجيههم بالشكل السليم , إذ ترى إصرار بعضهم على الطائفية المقيتة والتشبث بفتاوى أكل وشرب الدهر عليها رغم وجود المتغيرات في المعاملات. وكذلك لا نحمل القنوات الفضائية العالمية مسؤولية ما ذكرنا لانها في واد غير ذي زرع , فلو تابعة التقارير أو الاخبار السياسية ستجد نفسك أمام تربية سخيفة هي من تضيع الأجيال والشباب , فمثلا انظر قناة العالم في المجال المذكور ثم اذهب الى قناة mpc و اختر مشاهدة قضية اليمن والمنافسة بين إيران والسعودية ستجد تربية الحقد والنزاع السياسي الذي يحمل الغطاء الطائفي .

وبالنسبة للقنوات المحلية فبديهي أن لا تجد قناة ثقافية محايدة كل واحده تغني على ليلاها . وبرامج الدراما وما أدراك ما بعض المسلسلات التي تكاد تكون هي أحد اسباب التفكك الاسري والافكار الالحادية وقلة الادب .

إذن من المسؤول ؟

إنهما الأبوان المثل والقدوة والملاذ الآمن لأبنائهم , فإذا وجدوا آباءهم يعملون بالحلال وينتهون عن الحرام , فلاشك بأن بذرة الإيمان ستغرس بالعقول , وأيضا لمظهر أداء الفرائض باع نحو الخالق الحق , لاسيما اذا تعلم الأبناء للصلاة قبل تكليفهم بعد التعامل معهم برفق .

هؤلاء الابناء وبعد أن يبلغوا سن الرشد إذا واجهتم أفكار الالحاد ولا أتحدث عن عوائل مثالية , فممكن وبكل بساطة أن تكون حاضنتهم التي منحتهم الحنان أن يعالجوا الأمر بهدوء وبواقعية من خلال ضرب الأمثلة على طفولتهم وكيف أنجاهم الله من بلاء الدنيا وعقوباتها .

وأكتفي بهذا القدر البسيط من الإشارة لنحافظ على أجيالنا الذين وقعوا بفخ السياسة الهوجاء , فكانوا ضحايا الفساد المفروض عليهم .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here