أبعدوا سياستكم الرعناء ونفاقكم عن عقائدنا

إعتادت الشعوب أن تحيي مناسباتها وبما تؤمن به على الطريقة التي ترتأيها وتقتنع بها وإن كانت هذه الطرق تختلف من شعب إلى شعب آخر فلن يغير من الحال شيئاً يذكر وكذا الأمر بالمعتقدات الدينية فهي أيضاً تختلف بإختلاف مريديها ولهم في إعتقادهم مايؤمنون به ويتمسكون به وإن ظهر للآخرين بأنها معتقدات غير مقنعة لهم إلا أن طبيعة الحال تقتضي حرية المعتقد وحرية التعبير عن ذلك المعتقد بما لايتعارض وحريات المعتقدات الأخرى .
تبقى السياسة المتبعة في البلدان في منأى عن الخوض في متون العقائد وطرق التعبير عنها وخصوصاً في البلدان المتعددة الأديان والمذاهب والقوميات إذا كان الدستور المتبع قد ركز على مبدأ الحريات في العقائد وتجريم من ينال منها إستنكاراً أو توهيناً أو تحجيباً .
السياسيون الذين يديرون دفة الحكم في البلدان يعتبرون ربابنة البلد الذي يعيشون فيه ويمثلون بالأساس كافة أطياف المجتمع و يقودونه نحو الإزدهار والتقدم ويعتبرون رعاة للدستور الذي يوضح مسارات الدولة وحقوق وواجبات أبناءه .
السياسيون في العراق إن صح عليهم القول أنهم سياسيين في مجملهم لايأبهون في أغلب الأحيان من ركوب موجة القوميات والأديان والمذاهب وحتى الطائفة فضلاً عن العشائرية كلما سنحت لهم الفرصة وإقتضت الضرورة في التأييد لفعل معين أو الإستنكار له وهذه واحدة من سلوك النفاق السياسي الذي وصلت قباحتهم فيه إلى هذا المستوى من التدني والإنحدار .
في الوقت الذي تمارس فيه أغلب الطبقة السياسية الفساد وتتبناه منهجية عمل بما أوتيت من قوة وهيمنة للإستحواذ على ثروات البلاد دون وازع من دين أو أخلاق نراهم في المناسبات الدينية يتألمون على مصائب أهل البيت ع و يذرفون الدموع على الأرامل واليتامى الذين طالتهم على أيدي الظالمين في حين أنهم غارق ن في مستنقع الفساد فالبلاد متخمة بأعداد الأرامل والأيتام والطفولة البائسة والشباب المنفلت والسكن العشوائي والبنية التحتية المتهالكة وهم وإن إنحدرت منهم دموع التماسيح إلا أن قلوبهم رانت وتحجرت وتصخرت .
وإن لم يكونوا من المتألمين وموزعي الدموع الكاذبة فهم من الصنف الذي يستنكر إحياء المناسبات الدينية وخصوصاً في أربعينية سيد الشهداء وأبا الأحرار ع حيث تتوافد الملايين للتبرك بحضرته ونيل شفاعته ، فهذا الصنف من سياسي الصدفة على مايرونه من حدث عظيم وكرم بلا حدود وضيافة مبهرة ونبل في التعامل وقمة في السخاء والوفاء وعطاء بلا منه تعمي أبصار من ليس لديه بصيرة ممن شحت أيديهم وقلوبهم كما شحت أيادي وقلوب أقرانهم من قبل حين منعوا حتى شربة الماء لأرملة ويتيم بل حتى الطفل الرضيع ، لامناص بأيدي هؤلاء السياسيين غير التصريح بأن هذا العطاء في غير محله وينبغي توظيفه من أجل بناء الدولة ..!
الغريب في الأمر أن هؤلاء يعلمون علم اليقين بأن ثروات البلد قي إستحوذوا عليها ويطلبون من عامة الناس أن يساهموا في تمويل الدولة وإن كان على حساب الإستغناء عن إحياء الشعائر الدينية ولايعلمون قيد أنملة بأن هذا العطاء والكرم والسخاء من فقراء القوم وعامة الناس وغالبية المجتمع الذي بسطوا أيديهم بشجاعة للعطاء وتهمهم آخرتهم ولم يبيعوا حظهم بالثمن الأوكس ..
محمد توفيق علاوي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here