الرفاعي: نحن قاب قوسين أو أدنى من قرار العودة إلى مخيم اليرموك

اللجنة الإعلامية لحركة فتح- إقليم سوريا
تقرير علاء شاهين
منذ ما يقارب الثلاثين يوما بدأت عملية إزالة الأنقاض من شوارع مخيم اليرموك ضمن خطة مشتركة بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة السورية، وأهالي مخيم اليرموك بانتظار صفارة العودة إلى مخيمهم وإعادة إعماره.

برنامج “ملف اليوم” والذي يبث على شاشة تلفزيون فلسطين استضاف مساء أمس السبت، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مفوض الأقاليم الخارجية الدكتور سمير الرفاعي للوقوف على آخر التطورات في مخيم اليرموك وجهود القيادة الفلسطينية لإنهاء معاناة شعبنا.

في بداية حديثه تطرق الرفاعي إلى زيارة وفد منظمة التحرير الفلسطينية إلى سورية في العاشر من حزيران الماضي ترأسه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، ولقائه مع عدد من المسؤولين السوريين وأن المحور الأساسي للزيارة كان المخيمات الفلسطينية في سورية وخصوصا مخيم اليرموك الذي حظي باهتمام بالغ من الأشقاء السوريين وتفهم لوضع المخيم وما يمثله من رمزية كعاصمة للشتات واحتضانه جثامين من قادة ومؤسسي الثورة الفلسطينية المعاصرة، وتابع الرفاعي بأنه بعد زيارة الوفد توجهنا إلى الأخ الرئيس محمود بمشروع مقدم من أهالي المخيم لإزالة الأنقاض من شوارع المخيم وأبدى الأخ الرئيس اهتمامه بالمشروع وحرصه الحفاظ على أبناء شعبنا داخل المخيمات وتعزيز صمودهم، وبالفعل تم التنسيق مع الحكومة السورية الشقيقة وبدأ العمل على الأرض في الخامس عشر من أيلول الماضي.

وفي رده على سؤال عن حجم الدمار الذي لحق بالمخيم أجاب الرفاعي أن الصورة في بادئ الأمر كانت سوداء ومظلمة ومحبطة إلا أنه بعد البدء بالمشروع الذي تجاوز الخمسون بالمئة من الأعمال المخطط لها وإزالة الأنقاض من الشوارع الرئيسية وبعض الشوارع الفرعية اتضحت الصورة وتم تقدير حجم الدمار من قبل مهندسين مختصين وهم من اللجنة القائمة على العمل بأنه هناك نسبة 40% من المباني جاهزة للسكن الفوري و40% مدمرة بشكل جزئي وبحاجة إلى ترميم و20% مدمر بشكل كلي وبحاجة إلى إزالة وإعادة إعمار.

وأكد الرفاعي في حديثه أن العمل في مخيم اليرموك ليس الهدف منه الوصول إلى مقبرة الشهداء وترميمها فحسب بل حرص القيادة أيضا على عودة الأهالي إلى حاراتهم ومنازلهم داخل المخيم، مشيرا إلى بعض التصريحات الغير مسؤولة على أن العمل هو فقط من أجل فتح الشوارع للوصول إلى مقبرة الشهداء وترميمها.

وأشار الرفاعي إلى لقاء جمعهم مع رئيس الوزراء السوري المهندس عماد خميس أكد فيه أن إعادة تأهيل البنى التحتية هي من مسؤولية الحكومة السورية ولكن إعادة إعمار المنزل المهدم أو ترميمه فهو على حساب المالك وهذا القرار لا يخص مخيم اليرموك فحسب بل عدة مناطق أخرى.

وبالحديث عن دور “الأنروا” في المخيم قال الرفاعي أن “الأنروا” زارت أرض المخيم مبكرا بعد انسحاب المجموعات الظلامية منه وأنهم لديهم مشاريعهم وأهمها تأهيل المدارس داخل المخيم، وتطرق إلى قرار الرئيس الأمريكي “ترامب” بوقف المساعدات عن “الأنروا” والهدف منه طي ملف اللاجئين وقال الرفاعي أن استهداف المخيمات خلال الحرب على سورية لم يكن صدفة إنما يهدف إلى تهجير أهلنا من هذه المخيمات، وأكد على بقاء المخيمات شاهدا على جريمة العصر التي ارتكبت بحق أبناء هذا الشعب عام 1948 والتي أدت إلى تشريده في هذه المخيمات التي ستظل عنوانا للصمود وشاهدا على المأساة والجريمة إلى حين عودتنا إلى أرض الوطن فلسطين.

وعند سؤاله حول ضلوع بعض الفلسطينيين بما جرى في مخيم اليرموك، أجاب الرفاعي أنه للأسف “حركة حماس” ساهمت بشكل كبير وكانت السبب بدخول هؤلاء الظلاميين إلى المخيم وهم معروفون بالإسم وهناك قيادات من حركة حماس شكلوا مجموعة من حوالي 300 شخص داخل المخيم وشاركوا في المؤامرة على سورية وعلى فلسطين والمطلوب تدمير سورية وتقسيمها كما حدث في العراق وغيرها من الدول العربية وهم جزء من هذا المخطط الذي عنوانه الأخوان المسلمون تحت مسمى الربيع العربي والذي بدأ فعليا منذ انقلاب حماس على الشرعية الفلسطينية في غزة.

واستطرد الرفاعي أن هذه المجموعات خرجت من المخيم إلى غير رجعة واليوم هناك استقرار أمني وسكان المخيم من فلسطينيين وسوريين ينتظرون قرار السماح لهم بالعودة بعد إزالة الأنقاض للبدء بإعادة إعمار وتأهيل منازلهم ونحن قاب قوسين أو أدنى من هذا القرار.

مخيم اليرموك الذي حمل منذ تأسيسه عام 1957 اسم “عاصمة الشتات” وهو مسكن لأكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سورية، تحول خلال سنوات الحرب إلى رمزا للمعاناة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى بعدما شكلت أرضه ساحة للمعارك بين أطراف عدة تناوبت في السيطرة عليه، يرفع ذراعيه اليوم مشتاقا لضم أبنائه كما اشتاقوه ولخطى أقدام صغيرة تلعب بين حاراته وأزقته، “عاصمة الشتات” ينفض الغبار عنه ليبقى الشاهد على نكبتين نكبة عام 1948 ونكبة عام 2012.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here