تشاركات إرهابية وديموغوجيات السياسة الأميركية بين فن الممكن وفن إنتاج الضرورة والزنا بعقولنا

عاجل:
*كتب: المحامي محمد احمد الروسان*

*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية*

الأمريكي وعبر ممارسة كافة أنواع الكاماسوترا مع “الرجعية العربية الحديثة المستحدثة” والتي يتم توظيفها وتوليفها لتخدمه، وتساوقاتها مع الإسرائيلي في كل شيء، إزاء إنتاج “بويضة” ناضجة ومستعدة للتخصيب، لأستلاد متتاليات هندسية لحروب وعمليات سريّة قذرة واستثمارات في الأرهاب لأدواتها، ومتشاركة مع حروب نفسية لجهة ما جرى ويجري من عدوان أممي على وفي سورية، ثمة شراكات تاريخية عميقة لكارتل “الرجعية العربية الحديثة المستحدثة”هذه، مع وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية، وبعض وكالات استخبار مجتمع المخابرات “الإسرائيلي” وبعض الغربي الأستخباري المرتهن. فهل بدأت العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، باعادة صناعة برّاداتها السياسية الخاصة ومكعبات ثلجها من جديد، لغايات اطلاق مسارات حربها الباردة الجديدة القديمة مع روسيّا؟ هل مسارات انتاجاتها المخابراتية بدأت في خلق وتخليق مومياءات حكم للعديد من دول العالم الثالث ما بعد مرحلة ما سميّ بالربيع العربي؟ الأمريكي الآن يتخذ من سلال بروباغندا عدائه لأيران، لفرض سياسات جديدة على حلفائه في المنطقة، تمتد من الأستحلاب المالي الى التوظيف العسكري والمخابراتي لخدمة سياسته في الشرق الأوسط والتي هي سياسة الكيان الصهيوني بامتياز، فلا ثمة خيار حل للقضية الفلسطينية في ظل سياسات ورؤى البلدربيرغ الأمريكي العدوانية والتي تعبر عنها الأدارة الترامبيّة الحالية. أمريكا تحارب العرب بالعرب والمسلمين بالمسلمين عبر حلف ناتو عربي سنيّ بدافع الرجولة الوهمية مع كل أسف(احتمالية تطوره إلى حلف ضد إيران واردة ولكن على شكل حرب باردة لا ساخنة تستنزف الجميع)، لإشعال حرب بسوس القرن الحادي والعشرين كحرب باردة، ولمحاربة كل من لا يسير في الفلك الصهيوني والأمريكي من العرب، ومرةً أخرى: إلى من تبقى من العرب ولم يطق عرق الحياء فيه، لنعيد انتاج أنفسنا وفقاً لمصالحنا القومية ولنبدأ بالخطوة الأولى الآن، ولنصل إلى تفاهمات شاملة ولو بحدها الأدنى مع النسق السياسي السوري لنعيد الروابط من جديد قبل أن يفوتنا قطار التسويات العالمية وعقود الأعمار، فالرئيس بشّار الأسد هو العقدة والحل. في لعبة الشطرنج(كش ملك)الذكاء أن تدفع خصمك ليلعب الحركة الأخيرة لا أن يحوّل هزيمته المحتومة لتعادل، حيث ثمة إدراك أمريكي أنّ الاكتئاب ثنائي القطبيّة يقود صاحبه لارتكاب أكبر وأعمق الحماقات ومنها الانتحار، إن كان فرديّاً وان كان جماعيّاً، لا بل البعض من الطرف الثالث بالمسألة السورية من بعض عرب وغير عرب، صار لديهم اكتئاب عميق متعدد القطبية يتفاقم بعد توالي الانتكاسات لأدواتهم في الداخل السوري، نتيجة انجازات الجيش العربي السوري العقائدي هذا من جهة، ومن جهة أخرى، في أدبيات الفكر السياسي الواقعي(الغرب مغرق بالواقعية السياسية وينصب فخّاً للرياض وأنقرة)تتجلّى حكمة طبيعية: ان أردت أن تقسّمهم دعهم يعيشون وهم القوّة، ودعهم يدخولون حروباً خارج حدودهم. ليتهم يلعبون هؤلاء المغرقون بوهم القوّة ورقتهم الأخيرة وأيّاً كان قرارهم فهي حركتهم الأخيرة. ونؤكد أنّ ما يجري في الشرق الأوسط، هو حصيلة جمع نتائج التصادم الدولي حول المصالح الأقتصادية وأوثق استثماراتها وعلاقاتها، بجانب صناعة الأزمات والأرهاب والأستثمار في العلاقات العسكرية، والسيطرة على الموارد الطبيعية وعلى منابع الطاقة ومسارات عبورها ووصولها، بأقل تكلفة وبأسرع وقت الى مصانع ومجتمعات منظومات الدول المتصارعة. انّ الأتفاقيات الأستراتيجية بين أقوى المكونات الدولية موجودة، والخلافات صارت محصورة في الأهداف وكيفية المعالجات، ومقاربات المصالح الدولية الأقتصادية والسياسية، خاصةً مع وصول الفدرالية الروسية الى المياه الدافئة، حيث منابع النفط والغاز والصخر الزيتي واليورانيوم واستثمارت موسكو الحقيقية في ديكتاتوريات الجغرافيا، للوصول الى عالم متعدد الأقطاب وحالة من التوازنات الدولية للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين. نواةّ البلدربيرغ الأمريكي ومن تقاطع معها من أطراف في المنظومة الدولية المعادية للنسق السياسي السوري، ومن يدعمه من الحلفاء كروسيّا وايران والصين وجلّ دول البريكس الأخرى وباقي المقاومات في المنطقة وفي العالم، هذه النواة الولاياتية الأمريكية الأممية وأدواتها في المنطقة، تريد حرباً من زاويتها لا تنهي داعش ومشتقاته والقاعدة ومشتقاتها، بل تعمل على اضعاف هذه الفيروسات وتثبيط نشاطاتهم الأرهابية لغايات اعادة الهيكلة والتوجيه من جديد نحو الآخر(حلفاء دمشق)الداعم للنسق السياسي السوري في أكثر من ساحة وأكثر من منطقة في العالم، مع استنزاف مستمر لسورية الدولة والمؤسسات والقطاع العام والجيش وباقي المنظومة الأمنية(ما يجري في شرق الفرات يؤشّر إلى ذلك وهذا ما أوضحه سيرجي لافروف مؤخراً)، فهذه النواة البلدربيرغية الأمريكية تعي وتعلم أنّ النظام في سورية أقوى من أن يسقط وأضعف من أن يسيطر ويحتوي عقابيل ومآلات التآمر عليه، هكذا تعتقد وتظن والى أبعد الحدود وبشكل مفعم وعميق في التفاؤل في(استراتيجياتها الصامته الجديدة)العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي. دوائر صنع القرار الإسرائيلي على المستويين السياسي والأمني الأستخباري لجهة مجتمع المخابرات الصهيوني، تعمل بجهد بالأعداد المستمر كخطط بديلة مقترحة لتنفيذ مخطط جهنمي لإطلاق شرارة الحرب الإسرائيلية الصهيونية على لبنان، وتسخين الساحة الأردنية عبر الزومبيات المنتجة في كهوف تورا بورا من خلال الأستثمار في فكر ابن تيميه أس الفكر الوهابي، وبالتنسيق مع أشكال متقيحة من بعض أجهزة استخبارات البعض العربي في منطقة الخليج(أعتقد أنّ مجتمع المخابرات الأردني لديه تصور كامل حول ذلك ويتابع بعمق ولديه متابعاته الخاصة)، حيث صارت الحرب على لبنان قادمة لا محالة بعد محاولة الأسرائيلي الجادة والمستمرة جر حزب الله الى حرب معه. تشي كل المؤشرات السياسية والأمنية(والأقتصادية لجهة ثروة الغاز على سواحل المتوسط)، التي يتم رصدها من قبل مجاميع استخبارات الطاقة الأممية المنتشرة كالفطر السام في المنطقة، وعبر قرون استشعاراتها وبالمعنى الأستطلاعي الأقتصادي تحديداً وبشكل منتظم، تقود وتشي بعمق بشكل مثير ويحفّز على المتابعة الى جهود استثنائية وجبّارة، تبذل من قبل أدوات وتوابع انبطاحيه(للبلدربيرغ) الأمريكي من بعض العرب المرتهن والمصادر كمعاول تنفيذية ليس الاّ، وبالتعاون والتساوق الوثيق مع محور واشنطن تل أبيب ووجوهه وزومبياته أيضاً، كل ذلك بناءً ووفقاً لتوجهات جنين الحكومة الأممية في نواة الدولة الأمريكية ومفاصلها وتحوصلاتها، لجهة صراع الطاقة في الشرق الأوسط وعلى الساحل السوري والساحل اللبناني وعلى طول الساحل الفلسطيني المحتل على البحر المتوسط حتّى ساحل غزّة. كلّ هذا وذاك كي يصار لأعادة ترسيم وتنميط معطيات الواقع السياسي والأمني والأجتماعي الديمغرافي الخاص، بمنطقة الشرق الأوسط ضمن سياق التمفصلات الميدانية المتصاعدة في الأزمة السورية، في ظل تماسك تينك المؤسسة العسكرية العربية السورية وأجهزتها الأمنية والأستخبارية وجسمها الدبلوماسي وعدم انهيار القطاع العام السوري، مع تلاحم شعبوي عميق ومتفق مع مؤسسات الدولة الوطنية السورية في الداخل السوري. ومع ذلك لم ينجح هذا المحور الشيطاني ذو الوظائف الفيروسية، في خلق وقائع جديدة على أرض العمل الميداني، وان كان دفع ويدفع الى مزيد من تسخين الساحات السياسية الضعيفة، كساحات مخرجات لقضايا سياسية معقدة، لها علاقة وصلة بالديمغرافيا السكّانية، وأيضاً مزيد من تسخين الساحات القوية، سواءً أكانت محلية أم اقليمية كساحات متلقية مستهلكة، لتهديدات وتلويحات لحروب و \ أو اشتباكات عسكرية هنا وهناك، لصالح الدولة العبرية الكيان الصهيوني. الدولة العبرية الكيان الصهيوني تعمل على مزيد من تسخين المنطقة رغم سخونتها المفرطة، عبر إعادة فك وتركيب ملف الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، وفقاً لرؤية إسرائيلية تشاركية مع جناح المحافظين الجدد في الداخل الأمريكي واسناداته من الأيباك، ليصار إلى استعادة عملية إعادة إنتاجه وتنميطه، إن لجهة الملفات اللبنانية الداخلية بالمعنى الرأسي والعرضي، وان لجهة الإقليم والمنطقة ككل، ليكون بمثابة تفريخ لمواجهات عسكرية ومخابراتية واسعة إقليمية، قد تتطور إلى حرب إقليمية لاحقاً، وفقاً للرؤية الأميركية الحذرة عبر البلدربيرغ الأمريكي(جنين الحكومة الأممية)لأي إدارة أمريكية بعيداً عن نوعها. وتؤكد تقارير جهاز مخابرات اقليمي ناشط، وذو مجال جيوبوليتيكي واسع، أنّ اسرائيل حصلت بالفعل على أكثر من خمسة وعشرين طائرة أميركية من نوع اف – 35 ذات تطور عالي وقبل أن يصار الى الأعلان عن ذلك علانيةً بحصولها فقط على 5 طائرات، وهذا ما أكدته دوائر مخابراتية أوروبية حديثاً. دوائر مخابرات أوروبية تتحدث على أنّ الأجواء باتت مهيأة لحروب جديدة تشنها إسرائيل ضد ساحات في المنطقة، وأنّ الاستعدادات لهذه الحروب قد شارفت على الانتهاء، وطواقم التنسيق في المنطقة تسابق الزمن”، وأضافت أن الحرب الإسرائيلية على لبنان باتت مسألة وقت، وأن هناك تنسيقا متزايدا ومتطورا بين إسرائيل، وجهات في المنطقة وداخلية لبنانية لدعم هذه الحرب، وقالت هذه الدوائر أن الإدارة الأمريكية سوف تشارك عمليا، بوسائل مختلفة في هذه الحرب، حيث يتواجد في إسرائيل، أعضاء الطاقم الاستراتيجي ومنذ شهر، كما أن الأسابيع الأخيرة شهدت زيارات سرية، قام بها وفد أمريكي إسرائيلي أمني إلى دول في المنطقة، للاتفاق على الأدوار التي ستنفذها هذه الدول خلال الحرب. وكشفت الدوائر ذاتها، أن هناك اتفاقا بين واشنطن وقيادات في المنطقة، على تأجيل بحث كافة القضايا المطروحة إلى ما بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان، والانتظار إلى ما ستسفر عنه من نتائج وترتيبات، وهذا ما يفسّر الجمود الذي يلف هذه القضايا، وذكرت الدوائر أن ما تشهده بعض الساحات في المنطقة، واللقاءات السرية التي تتواصل بين تل أبيب وواشنطن من جهة، وأنظمة وجهات مختلفة في المنطقة، والاجتماعات بعيدا عن وسائل الإعلام، بين قادة الأحزاب الكبرى في إسرائيل، والاتصالات بين فئات لبنانية، ودوائر الأمن الإسرائيلية ، جميعها تصب في إطار التهيئة للحرب الدموية القادمة. ففي سورية فاشيّة دينيّة متصاعدة، وفي أوكرانيا فاشيّة ونازيّة جديدة تتوسّع، وفي أروقة مجتمعات استخبارات الطرف الثالث في المسألة الشامية، كخصوم للدولة الوطنية السورية جلسات عصف ذهني وخلاصات، وتتحدث المعلومات المتسربة وعن قصد أنّ منظومة الحسم الأستراتيجي في الأزمة الراهنة، استطاع النسق السياسي في دمشق تحقيقها والعملية ما زالت مستمرة، وترافقها عمليات الحسم الميداني لتعزيزها وتثبيتها على أرض الواقع وعبر لغة الميدان، وأي صيغ سياسية تفاوضية قد يصار لفرضها كحلول تستهدف: سد الأفق السياسي وتعميق الخلافات والأزمة، بعبارة أخرى اعادة انتاج بالمعنى السياسي للأزمة السورية من قبل الطرف الثالث، وبعض زواريبه من مشيخات القلق والبعض العربي الآخر، ودفع أو تشجيع النسق السوري للجلوس على طاولة المفاوضات من جديد. ومن المعروف للجميع أنّ السياسة استمرار للحرب، فانّ بنية الأخيرة بتفاصيلها استمرار للسياسة، وأي عملية عسكرية لا تقود الى نتائج سياسية، هي عملية فاشلة بامتياز حتّى ولو كانت عملية عسكرية داخلية. فما نلحظه في سورية أنّ جلّ العمليات العسكرية في الداخل السوري من قبل قطاعات وتشكيلات الجيش السوري تقود الى نتائج سياسية مبهرة للدولة، ويكفي أنّ المجتمعات السورية المحلية لم تعد حاضنة لجلّ سفلة الأرهاب المدخل والمنتج في الداخل السوري، وصارت طارده بعمق له ورافق ذلك المصالحات السياسية لأخراج الأرهابين من غير الجنسية السورية ومشغليهم. نعم الأزمة السورية كأزمة اقليمية ودولية، ينام ويصحو الجميع على أحداثها، كرّست مفهوم جديد للسياسة سيدرّس لاحقاً في كل جامعات العالم ومراكز البحث الأممي، حيث لم تعد السياسة فن الممكن، فهذا مفهوم قديم وتقليدي أكل وشرب الدهر عليه ومنه حتّى شبع، السياسة الآن وبفعل ومفاعيل وتفاعلات وعقابيل ومآلات الحدث السوري، صارت تعني فن انتاج الضرورة كمنتج شامل، بعبارة أخرى صارت السياسة منتج أمني، ومنتج سياسي، ومنتج اقتصادي، ومنتج عسكري، ومنتج ثقافي وفكري، وبعيداً عن فلسفات سياسات تدوير الزاويا الخلافية في السياسة كمفهوم ونهج ووسيلة. وبعد الانجازات العسكرية السورية الأخيرة والمتواصلة، ان عبر العمليات العسكرية الهجومية مرّات عديدة والعمليات الدفاعية أحياناً، وان عبر سياسات واستراتيجيات المصالحات التي انتهجتها وتنتهجها الدولة الوطنية السورية، فانّه صار للنصر مفهوم جديد ومعيار مستحدث في علم الحروب، والأخيرة(الحرب)لا تحسم بالحل العسكري وحده فقط، بل وبالحل السياسي الذي صارت له قيمه أخلاقية وقيميّة اجتماعية تحاكي تجليات النصر العسكري الميداني. فالدولة الوطنية السورية تسير بخط الحسم العسكري وخط الحسم السياسي(المصالحات)، ان في مناطق فرض فيها الجيش السوري سيطرته الكاملة، وان في تلك المناطق التي صارت على مشارف الفرض العسكري عليها، ودفعها الى فكرة الخروج والعودة الى حضن الدولة من جديد. فدمشق جادت وأبدعت وبمهنية محترفة في فن ممارسة الحرب ضد الأرهاب المدخل الى الداخل السوري من قبل دول الجوار مجتمعةً، وضد الأرهاب المصنّع في الداخل عبر الطرف الثالث في الحدث السوري وزاروب البعض العربي القلق وقبل بدئه بسنوات، وما رافق ذلك من وضع استراتيجيات صناعة الكذبة في الأزمة السورية وصناعة القاتل والضحية. وأحسب أنّ مستقبل نهاية الأزمة في سورية، بحاجة الى من يجيد فن الحرب وكما أسلفنا ويتقن صناعة عملية السلام الداخلي عبر المصالحات الشاملة، ورأى العالم ما حدث في أكثر من حي وبقعة جغرافية سورية ملتهبة، وكيف سهّلت أطراف اقليمية مجبرةً ومكرهةً لذلك، لحاجة اخراج مجاميع ضبّاط استخباراتها من الداخل السوري، من طرف سعودي وطرف تركي وطرف دويلة قطر، وكان منظر السادة الأرهابيون المنسحبون وكأنّهم لا بل هم: كالجراد المنتشر الجائع نحو العرق الأخضر للصعود في حافلات ذلّهم، الى حيث أرادوا أو أريد لهم أن يخرجوا اليه سوريّاً، ليصار الى تصعيدهم لملاقاة الحور العين التي جهدوا من أجلها، ولن يجدوا الاّ ما اقترفته آياديهم من ظلم حيث يهوون في نار جهنم، سبعون وسبعون وسبعون خريفاً حتّى يلج الجمل من سم الخياط(خرم الأبرة). وصحيح أنّه تم انتزاع الورقة السورية السياسية من يد السوريين في بدايات الأحداث الى منتصفها تقريباً، وجعلها تتنقل بين مدارات التنازع الدولي وتنازعات البعض العربي المرتبط بالطرف الثالث في المسألة السورية، وتحديداً في أروقة مشيخات الرمال والقلق العربي، باستثناء واحدة أو اثنتين الى حد ما، لذا ليس القوي من يكسب الحرب وانما الضعيف هو من يخسر السلام. وعندما نقول المجتمع الدولي وأدواره في سورية وأزمتها نقصد به: الولايات المتحدة الأمريكية، والدولة العبرية “اسرائيل”، وبريطانيا، وفرنسا، وزواريب البعض العربي التائه القلق، فانّ عرب الرمال يريدون استمرار اسالة الدم السوري ومزيد من استنزافات عميقة وعرضية للدولة الوطنية السورية، مسنوداً بمحفظة مالية ضخمة وحملات بروباغندا معادية مضادة، لذلك فانّ عرب الرمال وبعض العرب الآخر يدركون، أنّ أمريكا عندما تصل الى اللحظة التاريخية الحاسمة للمخايرة والأختيار بين حلفائها ومصالحها، فسوف تختار الأخيرة. وقد يكون ما مرّرته المخابرات الروسية مثلاً ومؤخراً للمخابرات التايلندية حول دخول خليه ارهابية داعشيه سورية الى تايلند، لأستهداف المصالح الروسية وغيرها، مؤشر حقيقي على متاهات جديدة لواشنطن ضمن استراتيجيات الأرتباك الأمريكي المقصود، واستراتيجيات الدخول في كواليس المتاهات، ولا أحد في العالم ينافس أمريكا بوضع الأستراتيجيات البديله، بإسقاطاتها على جلّ العدوان الأممي على سورية سيدة الشرق كلّه، لأضعاف الفعل العسكري الروسي وانهاكه ليصار الى افشاله، ومن خلفه الأيراني وفي مقدمته حزب الله، وجعل الجيش العربي السوري بمثابة حصان طروادة للقضاء على فاحشة عصابة داعش(كما تزعم واشنطن وحلفائها وأدواتها من بعض عربي وبعض مسلم وبعض غربي). إنّ منطق حركة الواقع، تقر بأنّ الفصل بين البروباعندا والحقائق، في مسألة محددة يشكل تحديّاً صعباً، ففي سورية منذ بداية الأزمة وحتّى الآن حرب بالوكالة(وليس حرباً أهلية)عبر طرف دولي ثالث متحالف مع الرجعية العربية المستحدثة( أمريكي، بريطاني، فرنسي، تركي، وآخرين كثر)يتشارك ووكلاء، مع بعض محلي سوري وبعض عربي مرتهن وبعض تركي مخدوع ومن سلّة شذاذ وزبالات الأرهاب المعولم. القوى الحيّة العربية والغربية والإسلامية وعلى نقيض من الرجعيات وعلى رأسها “الرجعية العربية الحديثة المستحدثة”، تعي خطر ما يسمّى “بالمجتمع الدولي” على سورية الحضارة والنسق السياسي والدور وعلى ديكتاتورية الجغرافيا السورية، خطر هذا “المجتمع الدولي” المأفون تقوده وول ستريت ولندن، والذي يتآمر لإسقاط سورية كخطوة على طريق زعزعة استقرار وانهيار ما تبقى من بلدان ذات سيادة، وأدواته للقيام بذلك فهي البروباغندا والإرهاب: وهما وسيلتان يتوقع أن ترتفع وتيرة استخدامهما، فالغرب ومعه العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، لن يتراجع قيد أنمله عن سلّة أهدافه، لقد خلق متتاليات هندسية من الأحداث لزعزعة الاستقرار، يرجى منها أن تمتد إلى أبعد من حدود الشرق الأوسط، لتشمل آسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا، إلى أن تصل إلى موسكو و بكين، والدولتين الأخيرتين تدركان حقيقة ذلك. الولايات المتحدة الأمريكية تعدّل استراتيجيتها الحربية الآن في المنطقة ككل(الشرق الأوسط وأسيا)، من الناعمة في اعادة بناء الأمم والكيانات على أسس عرقية وطائفية ومذهبية، الى تغيير الهندسة الأجتماعية لتلك الساحات والبؤر الساخنة، بعد أن تمّ التمهيد لها عبر سنوات الحدث السوري كمتاهة مدروسة في كواليس وأقبية جنين الحكومة الأممية(البلدربيرغ الأمريكي)، ليصار الى خلق متتاليات لهندسة ديمغرافية جديدة، وبعبارة أخرى في الشق السياسي حيث دربت العشائر العربية وتعدّها في الأنبار غرب العراق عندّ لحظة العبث مع إيران، وما تسمى “بالعشائر العربية الديمقراطية” التي تدربها وتسلّحها في شمالي شرق سورية، كي تؤسس لكتل بشرية قويّة تكون العامود الفقري لمناطق النفوذ الأمريكية المركزية، في الأنعطافة الأستراتيجية الجديدة للبلدربيرغ الأمريكي، كي تلغي السيادة الوطنية العراقية والسورية معاً وتحطمهما، وهذا هو جزء من دور الأمريكان الآن في الداخل السوري والداخل العراقي، وفي مرحلة استراتيجية لاحقة لجعل تركيا سورية أخرى، لربط الحدود العراقية السورية عبر الحليف الكردي للأمريكان، وكما أشرنا في قراءات لنا سابقة وتحت عنوان: الكرد آخر الأوراق الأمريكية في الداخل السوري. بحيث تقوم واشنطن وعبر القصف الجوي وغيره، بقضم الأرض ومزيد منها بمساعدة القوّات الأرضية بما فيها ما تسمى بقوّات سورية الديمقراطية وغيرها من مجاميع قوى عشائرية تتبع لتيار الغد برئاسة الجربا احمد، مدعوماً من الأماراتي لمنافسة السعودي والقطري، وميليشيا قسد مدمجة ببعض القوى المحلية، كل ذلك لعرقلة المشروع الروسي الأستراتيجي في الأقليم، الذي يسعى للحفاظ على الدولة الوطنية السورية والعراقية، مع مراهنات أمريكية على حرب استنزاف طويلة المدى مع الأستمرار بضخ الأرهابيين الى سورية، من دول الجوار السوري مجتمعةً أحياناً ومنفردةً أحياناً كثيرة، بحجة محاربة داعش الفاحشة التي صنعوها، ثم تعمل واشنطن على جعل الأرهابيين المدخلين معارضة معتدلة لمنع الروس والسوريين من قصفهم عبر تطوير لقاءات أستنة، بعبارة أخرى أستنة وقف الأعمال القتالية في الداخل السوري وتوظيفات وتوليفات ذلك، وهذا من شأنه أن يقود الى اطالة طويلة المدى للحرب مع استنزاف للروسي حتّى ينهار اقتصاده ويتفكك الأتحاد الروسي نفسه كما تفكك الأتحاد السوفياتي السابق، حيث شكّل ضعف الأقتصاد السلاح الناجع الذي قاد الى انهياره. لذلك على الفدرالية الروسية بعنوانها فلادمير بوتين تطوير استراتيجيتها الحالية من محاربة الأرهاب عبر(استراتيجية القوّة الخشنة والمصالحات)للقضاء على الفوضى الخلاّقة التي أحدثتها استراتيجية البلدربيرغ الأمريكية الناعمة في الشرق الأوسط، بجانب محاربة داعميه الأقليميين للأرهاب من الدول والساحات والأدوات في المنطقة، فان فعل ذلك سنكون أمام استراتيجية نوعية جديدة تزاوج بين القوّة العسكرية الخشنة في الداخل السوري والعراقي والقوّة الأمنية الناعمة في دول الجوار السوري. وللولايات المتحدة الأمريكية متاهاتها الأستراتيجية العميقة، حيث كانت المتاهة الأولى لها في الأفغانستان وما زالت، ثم العراق وما زالت وعبر الأنبار تعود من جديد، فسورية الأصعب والأشد وما زالت، والآن المتاهه الأوكرانية وعقابيلها التي تتدحرج ككرة الثلج، الى المتاهة العرضية في شبه القارة الهنديّة حيث تتفاعل من جديد. فأم المتاهات العامودية والعرضية الأستراتيجية الدولاتية الأمريكية، هي المتاهه السورية الأصعب والأعمق والأشد، والنتيجة فيها تحدد مصير المتاهات الأخرى وشكل العالم الجديد. انّ جنين الحكومة الأممية(البلدربيرغ الأمريكي)هو صاحب هذه المتاهات وصانعها، فيستغل حالة الأستعصاء الدولي والأحتقانات الشاملة كنتاج للحدث والمسألة السورية، وما خلّفته من سحب دخانيّة سوداء عميقة قد تستمر لسنيين عديدة، من شأنها أن حجبت وتحجب عيون العالم عن ساحات أخرى من المعمورة، لا تقل أهميتها الأستراتيجية عن أهمية سورية أو أهمية الحدث الأوكراني الحالي مثلاً، من أجل تحقيق عمق مصالحه ومكتسباته كحكم أممي، وربط اقتصاديات العالم من جديد بالأقتصاد الأمريكي، للخروج من الأزمة الأقتصادية الأمريكية الحالية، والتي في حالة استمرارها وتفاقمها، أن تقود الى افلاس الولايات المتحدة الأمريكية. يسارع الكونغرس مؤخراً بالسماح لأدارة ترامب(بالأقتراض المالي بدون سقف محدد، وهذا لن يمنع الأفلاس المالي في أمريكا وانما سيؤجّله، وتحتاج واشنطن الى مصادرات لاحقة ستجري لأموال الدول الخليجية المخزّنة في خزائن المال الأمريكية، بسبب دعمها للأرهاب وما شابه، عبر مشاريع قوانين قادمة من نواة هذا(البلدربيرغ)الى بيت التشريع الأمريكي، بجانب قانون جاستا الحالي حيث يصار الى تفعيله. وتتحدث المعلومات المسرّبة من بعض مؤسسات المجتمع المدني الغربية التي تعنى بالرصد الأستخباري وتحليل ما ترصده لصالح عدد محدد من أجهزة أمنية ترتبط معها وتمولها، لمواجهة الخصوم من الأجهزة المماثلة في ساحات أخرى في خارج أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، أنّ العديد من مجتمعات المخابرات في منطقة جنوب أسيا ومنطقة جنوب شرق أسيا، بالأضافة الى أجهزة مخابرات دولية متشعبة لدول هي في حقيقتها دول عظمى، لكنّها تتصرف على أنّها دول اقليمية، أجرت مؤخراً الكثير من جلسات العصف الذهني السياسي والمخابراتي، وتحليل الكثير من المعلومات المجموعة رصداً وتحليلاً حول خط العلاقات الهندية الأمريكية وما وراء هذه العلاقات، من علاقات سريّة على خط العلاقات الصهيونية – الهندية مع بحث محفزات الرؤية الأستراتيجية الأمريكية، باتجاه الهند بشكل خاص ومنطقة جنوب وجنوب شرق أسيا بشكل عام، واسقاطات هذه الرؤية الأمريكية على جل مواقف واشنطن، ان لجهة الصين، وان لجهة الباكستان، وان لجهة الفدرالية الروسية، وان لجهة ايران(رغم الأتفاق النووي مع ايران)وان لجهة الهند ومجالها الحيوي، حيث أفغانستان جزء من هذا المجال الحيوي الهندي. كما تم االتطرق بعمق واسهاب كبيرين لعلاقات الكيان الصهيوني في منطقة الشرق الأوسط وتأثيره على سلّة المحفزات الأمريكية ازاء نيودلهي، وتداعيات ذلك على التوازنات الأستراتيجية لجهة أقاليم مناطق جنوب وجنوب شرق أسيا، وان لجهة الجغرافية الأممية ككل، والى ماذا يسعى محور واشنطن تل أبيب من أهداف ورؤى في شبه القارة الهنديّة، بوصفه ذراع موثوق من أذرع جنيين الحكومة الأممية( البلدربيرغ). وتشي نتائج جلسات العصف الذهني لتلك الأجهزة المخابراتية، بأنّ واشنطن تحديداً ترمي من وراء التحالف الأستراتيجي مع نيودلهي، الى استخدام وتوظيف وتوليف الأخيرة في متتالية عمليات احتواء الصين التي تتصرف كدولة اقليمية قويّة رغم انّها دولة عظمى، وفي ذات الوقت احتواء ايران لجهة ترتيبات مصالحها الأستراتيجية في أسيا الوسطى وفي الحد من النفوذ الروسي هناك. كما تشي النتائج أيضاً، أنّ الولايات المتحدة الأمريكية وضعت في حسابها الخطّة(ب)في سياستها لأحتواء الباكستان، في حالة أن تغير النظام السياسي في اسلام أباد باتجاه واشنطن وبشكل معاد ومعارض، كما تشي النتائج تلك أنّ هناك دور قوي وواضح ومؤثر للدولة العبرية(اسرائيل)، وعبر أدواتها في الداخل الأمريكي ومنها(الأيباك)، لجهة دفع الولايات المتحدة الى بناء تحالفات استراتيجية مع الدولة الهنديّة، دون الأخذ بالحسبان وعين الأعتبار أثار ذلك، على خط العلاقات الأمريكية الصينية، وخط العلاقات الأمريكية الروسية، وخط العلاقات الأمريكية الباكستانية. بعبارة أخرى وأكثر وضوحاً من الآنف ذكره نقول: أنّ من شأن التعاون الأمريكي الأستراتيجي مع الهند، أن يلحق ضرراً فادحاً بسلّة محفزات التعاون الأمريكي الصيني الشامل السياسي، الدبلوماسي، الأقتصادي، المخابراتي، العسكري، وحتّى باطار الثقافي الفكري، وأثره الشامل على القطاعات الأخرى. لكن للدولة العبرية(إسرائيل)وعبر أدواتها – جماعات ضغطها داخل المجتمع الأمريكي وادارته الحاكمة كصدى للقوى الخفيه، ذهبت باتجاه استبدال رؤية أو عقيدة التعاون على خط العلاقات الأمريكية الصينية، برؤية أو عقيدة المخاطر، أي دفعت جماعات الضغط الأسرائيلي ونجحت حتّى الآن في مسعاها، باتجاه أن يكون القرار الأمريكي المركزي ازاء تفضيل التعاون والتحالف المطلق مع الهند وحدها دون الصين، واعتبار الأخيرة مصدراً للخطر المهدد لمصالح الولايات المتحدة الأمريكية الأستراتيجية في شبه القارة الهندية. كما أنّ من شأن هذا التعاون مع نيودلهي، أن يؤدي الى الأضرار بمخططات واشنطن الساعية، لأبعاد بكين عن موسكو، لأضعاف الدور الروسي في مناطق جنوب شرق أسيا وفي أسيا الوسطى، وفي الملف الأيراني وفي الصراع العربي الأسرائيلي وقبل ذلك في المسألة السورية والوضع في لبنان والتحالفات غير المعلنة مع حزب الله اللبناني. كذلك من شأن تعاون وتحالف واشنطن مع الهند، أن يلحق ضرراً بالغاً على خط العلاقات الأمريكية – الباكستانية، لجهة ايران، وجهة أفغانستان، وجهة روسيا، وجهة شبه القارة الهندية ككل، ومع كل ذلك ضغط الأيباك الى خيار التعاون مع الهند، دون الألتفات الى مسألة التعاون مع اسلام أباد، كون الأخيرة هي أكثر حاجةً لوجود واستمرار الدعم الأميركي المتعدد. انّ المثير في الفقرة السابقة بالذات، والمتعلقة بقطع الطريق على الفدرالية الروسية، لجهة بناء تحالفات مع الباكستان، نتيجة تفضيل واشنطن للتعاون مع الهند دون اسلام أباد، متمثل في معلومات مخابراتية ذات مصداقية دقيقة في تلك المنطقة، وعبر تقارير مجاميع مخابرات تابعة لها، تعمل في الداخل الأمريكي وبعلم المخابرات الأمريكية والمجمع الأمني الفدرالي، وبمتابعة دقيقة لجهاز FBI لها، حيث تتموضع المعلومة الأمنية الدقيقة في: انّ جماعات الضغط اليهودي(الأيباك)وعبر توجيه البلدربيرغ، دفعت وتدفع ادارة الرئيس دونالد ترامب الى مسك العصا من الوسط، لجهة علاقاتها مع كل من الهند والباكستان، بحيث يتم من خلالها الحفاظ أميركيّاً على مذهبية ومنظومة، من نسق التفاعل الدبلوماسي المتوازن، لقطع الطريق على موسكو في استغلال ذلك لصالحها وبناء تحالف استراتيجي بديل عن واشنطن مع باكستان، خاصةً مع وجود موافقة باكستانية قويّة على ذلك، داخل الأطر السياسية والأمنية الأستخباراتية، مدعومة من قوى شعبوية باكستانية ضاقت ذرعاً من واشنطن. تقول المعلومات ومؤكّدةً، بأنّ خط العلاقات الهنديّة الأسرائيلية، وعلى مدار أكثر من خمسة وعشرين عاماً خلت، كان خطّاً بمضمون تعاون استراتيجي خلاّق، وخاصةً في الأنشطة المتعلقة بالفضاء والمجال النووي، والصاروخي والعسكري، وفي قطاع تكنولوجيا المعلومات المتطورة ومراكز الأبحاث العلمية، وخاصة البيولوجية وصناعة أسلحتها الكيماوية، حتّى أنّ البرنامج النووي الهندي، هو نتاج تعاون نووي اسرائيلي هندي عميق، وبدعم أمريكي وما زال، في حين أنّ البرنامج النووي الباكستاني كان وما زال نتاج لتعاون صيني باكستاني عميق، وبرؤية صينية واضحة المعالم، حيث يحتفل نهاية هذا العام بالذكرى السابعة والستين، لقيام العلاقات الصينية الباكستانية، وهناك طرفة دبلوماسية قالها يوماً، المندوب الصيني الأسبق(لا أتذكر اسمه الآن)في الأمم المتحدة لأحد الدبلوماسيين الأمريكيين، انّ باكستان هي اسرائيلنا في شبه القارة الهندية. هذا وقد سعت نيودلهي، الى بناء المزيد من الروابط المختلفة مع الدولة العبرية(اسرائيل)، وضمن المستويات السريّة وبدعم وغطاء شامل من الولايات المتحدة الأميركية، حيث ظهر التعاون(الوهم)المعلن للعامة، على أنّه مع واشنطن، في حين أنّه كان وما زال مع ” اسرائيل”، وظلّ كذلك لأكثر من أربعة وعشرين عاماً بالسر، في حين أنّه في مرحلة كشف العلاقات السريّة على خط تل أبيب نيودلهي، حصلت الدولة العبرية على تسهيلات صناعة واطلاق أقمار التجسس الأسرائيلية، من طراز( أوفيراك) عبر القواعد العسكرية الهندية، مع استخدام الصواريخ البالستية الهندية. انّ من شأن التعاون الأميركي مع الهند، أن يعيق وبشكل سلبي وعميق وبالغ حرية الحركة وتوافقها، في سلّة التفاهمات الأميركية الروسية، لجهة أفغانستان، وايران، ولجهة الباكستان، خاصةً في ظل اعتبار نيودلهي أنّ أفغانستان، جزء من مجالها الحيوي لأستخداماته من زاوية الهند ضد الباكستان، وفي ذات الوقت والمسعى، تعتبر روسيا الفدرالية أنّ الهند حليفة لها. أعتقد وحسب ظني، أنّ المعادلة السياسية الأمنية العسكرية في شبه القارة الهندية في ظل ادارة ترامب وزئبقيتها تقول: في حالة لجأت واشنطن الى التحالف الأستراتيجي مع الهند، فانّ موسكو ووفق رؤية استراتيجية معدة مسبقاً وطارئة، سوف تلجأ بالضرورة الى بناء تحالف استراتيجي مع الباكستان، مهما كانت الظروف والمعطيات الدولية والأقليمية في شبه القارة الهندية. من جهة أخرى تتحدث المعلومات، أنّ جماعات الضغط الأسرائيلي( الأيباك)في الداخل الأميركي، وانطلاقاً من تفاهمات سياسية وأمنية واقتصادية وعسكرية، على مضمون خط العلاقات الهنديّة – الأسرائيلية، تدفع جماعات الضغط تلك، ادارة ترامب، الى التخلي عن مسألة مشروع دعم عضوية ألمانيا واليابان الدائمة في مجلس الأمن الدولي(تشاركات ارهابية وديموغوجيات السياسة الأميركية، مع مؤسسات الأمم المتحدة)واستبداله بمسألة ومشروع دعم عضوية الهند الدائمة في مجلس الأمن الدولي. كل ذلك كثمن تقبضه الهند نظير تعاونها السري والعلني مع الدولة العبرية، حيث يعني ذلك ببساطة مفرطة، تمتع الهند بحق النقض الفيتو الذي سيصار لاحقاً وتلقائيّاً، لأستخدامه وتوظيفه من قبل محور واشنطن – تل أبيب(الفيتو الهندي)، لكي يقوم بدور حق الأعتراض بالوكالة عن واشنطن، وهو لردع واحتواء الفيتو الصيني والفيتو الروسي، وابعادها عن مجموعة البريكس وتعاوناتها مع منظمة شنغهاي(أي الهند)، كذلك من أجل مزيد من الأخلال بتوازن القوى داخل مجلس الأمن الدولي، ومن شأن ذلك منح الولايات المتحدة الأميركية، أربعة أصوات فيتو، مقابل صوتين واحد لروسيا والآخر للصين، انّها الفوضى المنظمة داخل هذه المؤسسة الأممية، ولكنها على الطريقة الأمريكية. ومن الآن تسوّق أمريكا للهند باعتبار الأخيرة تتمتع بقدرات طبيعية واقتصادية خلاّقة، وقدرات سكّانية وتكنولوجية، وقدرات عسكرية وسياسية – برلمانية، وهذه الصفات للهند في الواقع حقيقية وهي صح، وهذا حق للهند يراد به باطل، من قبل محور واشنطن – تل أبيب.

[email protected]

منزل – عمّان : 5674111 خلوي: 0795615721

سما الروسان في 14 – 10 – 2018 م.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here